اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
الجنوب بين ثرواته المنهوبة وصراعات القوى المتنازعة
يعيش الشعب الجنوبي اليوم واحدة من أكثر المراحل قسوة في تاريخه الحديث، مرحلة يُحرم فيها من أبسط مقومات الحياة والخدمات الأساسية رغم امتلاكه ثروات نفطية وغازية وموانئ استراتيجية كان يفترض أن تكون مصدر رخاء وازدهار، لا مصدر معاناة وتجويع.
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة خدمات أو فشل إداري، بل هو مشهد من مشاهد الاستعمار الحديث، حيث تتحول الثروة إلى لعنة عندما تصطدم المصالح الخاصة بالمصلحة العامة، ويُختزل مستقبل وطنٍ كامل في حسابات ضيقة وصراعات نفوذ لا علاقة لها بحقوق الناس ولا بكرامتهم.
- القصة الحقيقية تبدأ حين يتصارع طرف دولي وإقليمي هدفه استخراج ثروات الجنوب واستغلالها لمصالحه، مع طرف آخر يسعى إلى منع هذا الاستخراج، ليس حبًّا في الجنوب، بل لضمان استمرار السيطرة والضغط السياسي.
وفي خضم هذا الصراع، يُترك الجنوبيون بلا كهرباء، بلا خدمات، وبلا أمل، وكأنهم رهائن تُستخدم معاناتهم كورقة تفاوض بين المتنازعين على “كعكة” الجنوب.
- الأخطر من ذلك هو تواطؤ بعض القوى المحلية التي تسعى لعرقلة مسار استقلال الجنوب واستعادة دولته، خدمةً لأجندات تتقاطع مع مصالح الخارج. بينما تُصرّ بعض القوى الإقليمية والدولية على ربط حق الجنوبيين في الاستقلال بـ”تفاهمات اقتصادية” حول النفط والغاز والثروات، وكأن الحرية أصبحت مشروطة بثمن!
إن ما يجري اليوم يفضح الوجه الحقيقي للاستعمار الجديد:
استعمار لا يأتي بالدبابات، بل بالاتفاقيات، والابتزاز السياسي، والهيمنة على القرار والثروة.
- الخلاصة:
لن يتغير واقع الجنوب إلا بوعي جنوبي جامع يدرك أن الكرامة والسيادة لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن استعادة الدولة الجنوبية ليست مجرد شعار سياسي، بل ضرورة وجودية لضمان أن تبقى ثروات الجنوب لأبنائه، لا غنيمة يتقاسمها الآخرون.
الصحفي صالح حقروص
2025/10/26م













































