اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
باتت بعض أنواع الفاكهة التي تنمو عادة في المناخات الاستوائية تُزرع في ألبانيا، إذ أن بعض المنتجين الحرصاء على تحويل الاحترار المناخي فرصة للكسب، يرون فيها صادرات المستقبل.
يملك إيراكلي شكوزا (75 عاما) الحاصل على شهادة في الهندسة الزراعية، بستانا صغيرا في ديفياكا. سعيا منه للتكيف مع درجات الحرارة التي تشهد ارتفاعا كل سنة، قرر قبل ست سنوات تنويع إنتاجه.
استورد في البداية بذورا من إفريقيا وأميركا وزرعها في أرضه التي تبلغ مساحتها حوالى هكتارين. وقد تكيفت كلّها بشكل ممتاز مع مناخ ألبانيا.
تقع منطقة ديفياكا بين أراض زراعية وساحل البحر الأدرياتيكي، وتُعدّ بمثابة سلة غذاء ألبانيا، حيث تُزرع الخضر والبطيخ للأسواق المحلية والخارجية.
لكن ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب النقص الحاد في العمالة مع خسارة ألبانيا 400 ألف نسمة خلال عقد، يُشكلان ضغطا على الحقول.
يوضح إيراكلي شكوزا أن الفاكهة الاستوائية تتطلب كميات أقل من المياه واعتناء محدودا، مما يجعل تكاليف إنتاجها أقل.
تطوّر مناخ ألبانيا الذي يتميّز بصيف حار وجاف وفصول شتاء معتدلة، تحت تأثير الاحترار المناخي.
تتوقع عمليات محاكاة للظروف المناخية المستقبلية ارتفاعا في الحرارة في غرب البلقان بمقدار 3,5 درجات مئوية في ظل انبعاثات معتدلة من غازات الدفيئة، وتصل إلى 8,8 درجات في ظل سيناريو متمثل بانبعاثات مرتفعة، بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، على ما قال الباحثان الألمانيان دانيال مولر وماكس هوفمان، في دراستهما المتمحورة على آثار التغير المناخي على الزراعة في غرب البلقان.
وأشارا إلى أنّ موجات الحر 'ستضر على الأرجح بكمية المحاصيل، لا سيما في ألبانيا حيث تكون درجات الحرارة المتوسطة في أعلى مستوياتها خلال الصيف'.
في هذا البلد، بلغت حصة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك من الناتج المحلي الإجمالي 19% في العام 2020.
يعتبر إيراكلي شكوزا أنّ التغير المناخي ليس بالضرورة كارثة، مشيرا إلى ضرورة معرفة كيفية التكيف معه للاستفادة منه.
يقول شكوزا 'على المزارعين الألبان البدء بإنتاج هذه المحاصيل على نطاق واسع، فالمناخ ملائم. هذه الفاكهة مطلوبة بشدة في السوق الأوروبية، حتى لو كانت من أماكن بعيدة، من أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا ونيوزيلندا وأستراليا وغيرها'، مؤكدا أن الرحلة إلى أوروبا لها تكلفة مالية وأخرى مرتبطة بمدى بقاء المحاصيل طازجة.
- 'أقل تكلفة وطازجة أكثر' -
لو كانت المحاصيل من ألبانيا، 'لكانت أقل تكلفة وطازجة أكثر'، بحسب ألتين هيلا، وهو مهندس زراعي آخر أنشأ متحفا للفراشات في ديفياكا.
يقول فاسيل نيكولوفسكي، وهو منتج من مقدونيا الشمالية يعيش في ديفياكا منذ سنوات عدة، إن البابايا الموجودة في الأسواق الأوروبية 'تُحصد وهي لا تزال خضراء، ثم تُنقل إلى أوروبا حيث تنضج اصطناعيا. هنا، تنضج على الأشجار'.
ويشير إلى أنّ 'ألبانيا تتمتع بكل الإمكانيات لتلبية احتياجات السوق الأوروبية وتحقيق مبيعات تتراوح بين 100 و200 مليون يورو' (بين 117 و234 مليون دولار).
وقد نجح إيراكلي شكوزا في ترسيخ مكانته في السوق الأوروبية من خلال تصدير فاكهة التنين، وفاكهة الباشن، وفاكهة البيبينو.
حديثا، وبالتعاون مع مزارعين آخرين في منطقته، تمكن من أن يصدّر إلى كرواتيا 30 طنا من الكيوانو، المعروف أيضا باسم البطيخ المقرن.
ويقول بفرح وهو يراقب براعم فاكهة التنين بعناية 'يُبشر حصاد هذا العام بوفرة'.
على بُعد 55 كيلومترا جنوب ديفياكا، يزرع لولزيم بولاري الكيوي. وسط حقله الذي تبلغ مساحته 40 هكتارا من هذه الفاكهة التي تُزرع حديثا في ألبانيا وتُخصص بشكل شبه حصري للتصدير إلى سويسرا وهولندا، يقول 'لا ينبغي أن نشتكي من ارتفاع درجات الحرارة، فعلى مدار العامين الفائتين كان إنتاج الكيوي نعمة'.
بدأ حديثا بزراعة مجموعة متنوعة من أشجار التين الأصلية في شمال إفريقيا، والتي تتميز بمقاومتها العالية لمناخات الشتاء المعتدلة، على مساحة تبلغ حوالى خمسة عشر هكتارا.