منصة أمريكية: لماذا لا يستطيع أحد إيقاف الحوثيين؟  

نشرت منصة 1945 الأميركية المتخصصة في الشؤون الدفاعية مقالًا تناولت فيه فشل القوى الكبرى في كبح جماح جماعة أنصار الله في اليمن، متسائلًا: لماذا لا يستطيع أحد إيقاف الحوثيين.

متابعات-الخبر اليمني:

وجاء المقال بعد إعلان الولايات المتحدة أنها ستوقف هجماتها الجوية على الحوثيين، وقد لعبت سلطنة عمان دور الوسيط في تهدئة التوتر، بحسب ما أكده وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي أشار إلى أن اتفاقًا غير معلن أنهى التصعيد الأخير بين الطرفين.

وقال المقال إن توقف الهجمات الأميركية لم يكن نتيجة انتصار عسكري حاسم، بل بسبب تعقيد المعركة واستعصاء الحوثيين على الكسر، كما سبق أن فعلوا في وجه التحالف الذي قادته السعودية بين 2015 و2022.

وأضاف أنه لم يكن هناك استسلام من طرف الحوثيين، بل على العكس، واصلوا تهديداتهم لإسرائيل والمنطقة. ففي الرابع من مايو، أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى باتجاه إسرائيل، سقط قرب مطار بن غوريون محدثًا إصابات وأضرارًا. الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في اعتراضه بسبب خلل تقني.

ولفت إلى أن الحوثيين نفذوا عشرات الهجمات ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وأنهم وسعوا عملياتهم لتشمل استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، ضمن ما أسموه حصارًا بحريًا ضد إسرائيل، ثم استهدفوا السفن الأميركية بعد تدخل واشنطن العسكري في نوفمبر من نفس العام لحماية حركة الملاحة.

وأوضح أنه رغم هذا السيل من الغارات والقصف الجوي المشترك، الأمريكي والإسرائيلي أظهر الحوثيون قدرة لافتة على امتصاص الضربات والاستمرار وهذا ليس جديدًا؛ فقد سبق أن صمدوا لسنوات أمام قصف سعودي مكثف بأسلحة أميركية حديثة.

وأشار إلى أن الحوثيين استغلوا الحرب لتوسيع ترسانتهم وتطويرها، مؤكدا بأنهم باتوا يصنعون صواريخهم محليًا ويملكون القدرة على إخفاء منصات إطلاقها، كما يستخدمون صواريخ بالوقود السائل والصلب.

وتسأل المقال عن كيف يمكن ردع الحوثيين؟ فيما أجاب بأن التجارب السابقة تشير إلى أن الحوثيين لا يتوقفون عن الهجمات إلا عند إعلان وقف شامل لإطلاق النار. مشيرًا إلى أن الحوثيين توقفوا مؤقتًا عن مهاجمة إسرائيل خلال الهدنة التي سادت غزة من يناير إلى مارس 2025، ليعودوا بعد انتهائها مباشرة.

واختتم المقال أن المشكلة مع الحوثيين ليست عسكرية فقط، بل سياسية واستراتيجية. القصف الجوي لم ينجح، والدفاعات الجوية لا تستطيع اعتراض كل الصواريخ. لا واشنطن ولا تل أبيب ترغب في إرسال قوات برية إلى اليمن، إدراكًا لصعوبة التضاريس وتجارب الفشل السابقة.