اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده جوليان إي بارنز وديفيد إي سانغر وماغي هابرمان ورونين بيرغمان قالوا فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد تحقيق صفقة نووية مع إيران وسط محاولات إسرائيل الحديث عن ضربة عسكرية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية.
وأكدوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد بتخريب المفاوضات عبر توجيه ضربة عسكرية لطهران، وذلك حسب مسؤولين على إحاطة بالوضع.
وأشاروا إلى أن المصادمة حول منع إيران من الوصول إلى قنبلة نووية قاد إلى مكالمة متوترة بين ترامب ونتنياهو وسلسلة من اللقاءات الأخيرة بين كبار مسؤولين الإدارة والمسؤولين الإسرائيليين.
وتحدث ترامب يوم الأحد عن “شيء جيد” بشأن جهود الحد من البرنامج النووي الإيراني في “اليومين القادمين”.
وقال آخرون مطلعون على المفاوضات إنه في أحسن الأحوال، سيكون هناك إعلان لبعض المبادئ المشتركة.
ولا تزال التفاصيل قيد المناقشة طي الكتمان، ومن المرجح أن تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات، بدءا من إمكانية استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بأي مستوى، وكيفية تخفيف مخزوناتها من الوقود شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل أو نقلها إلى خارج البلاد.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد كشفت في نيسان/أبريل عن خطط إسرائيلية لضرب مواقع نووية إيرانية في أقرب وقت هذا الشهر، لكن ترامب، الذي أراد مواصلة التفاوض مع طهران، رفض ذلك.
ومع ذلك، واصل نتنياهو الضغط من أجل العمل العسكري دون مساعدة أو مشاركة أمريكية. ولا تشارك إسرائيل في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وفي قلب التوتر بين نتنياهو وترامب، هو خلاف وجهات النظر حول أفضل السبل لاستغلال لحظة ضعف إيران.
ففي تشرين الأول/أكتوبر دمرت إسرائيل عناصر رئيسية من نظام الدفاع الجوي الاستراتيجي الإيراني، الذي ساعد في حماية المنشآت النووية للبلاد. وهذا من شأنه أن يمكن الطائرات الإسرائيلية من الاقتراب من حدود إيران دون خوف من استهدافها. كما وأضعفت إسرائيل حزب الله وحماس اللتان دعمتهما إيران بالمال والصواريخ. وبتوجيه ضربة لحزب الله تحديدا حيدت إسرائيل مخاطر استهداف طائراتها وهي في طريقها إلى إيران، أو قيام الحزب بالرد الصاروخي بعد ذلك. ويرى نتنياهو أن ضعف إيران لن يدوم طويلا، وأن الوقت مناسب لشن هجوم، ورد ترامب أن ضعف إيران يجعل هذه اللحظة مثالية للتفاوض على إنهاء برنامج التخصيب الإيراني، وباستخدام التهديد العسكري في حال انهيار المحادثات.
وما يخشاه المسؤولون الإسرائيليون هو توصل ترامب لاتفاقية مع إيران ويقوم بتسويقها على أنها أفضل من اتفاقية الرئيس باراك أوباما التي وقعها مع طهران عام 2015. وأكد نتنياهو في الشهر الماضي أن أية “صفقة جيدة” هي تلك التي تدمر كامل البنية التحتية للمنشآت النووية الإيرانية الضخمة، المدفونة تحت الصحراء في نطنز، وفي أعماق جبل في موقع يسمى فوردو، وفي منشآت أخرى منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وبنت الصحيفة روايتها عن ملامح التوتر بين ترامب ونتنياهو على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وإسرائيليين، وكلهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وكان رون ديرمر، وزير الشؤون الإستراتيجية المقرب من نتنياهو ومدير الموساد ديفيد بارينا قد التقيا مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وسافر الاثنان يوم الإثنين لمقابلة جون راتكليف، مدير سي آي إيه، كما والتقى ديرمر مع ويتكوف يوم الثلاثاء مرة أخرى، مع أن موضوع اللقاء لم يتم الكشف عنه.
وأشارت الصحيفة أن الانقسام الرئيسي بين ويتكوف ونظيره الإيراني، وزير الخارجية عباس عراقجي يتركز على موقف الإدارة المتعلق بضرورة تعليق إيران كل برامج تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
ورفض عراقجي الطلب أكثر من مرة، مؤكدا على منصات التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أنه في حالة إصرار الإدارة على “صفر تخصيب” فعندها لن يكون هناك أي شيء يمكن الحديث عنه في الأمور النووية.
ويقول المشاركون إن ويتكوف تخلى عن اعتراضاته الأولى بشأن تفاهم مؤقت يضع مبادئ لاتفاق نهائي. لكن هذا قد لا يرضي إسرائيل، أو صقور الكونغرس بشأن إيران. ويذكرنا هذا بما فعلته إدارة أوباما عام 2013، على الرغم من أن الأمر استغرق عامين آخرين لإتمام اتفاق نهائي.
وقد شن ترامب هجوما ضد هذا الاتفاق عندما ترشح للرئاسة عام 2016، واصفا إياه بـ”الكارثة” لأنه سمح لإيران بمواصلة التخصيب بمستويات منخفضة وينتهي عام 2030. وقد انسحب ترامب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران.وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، لم يقم الإيرانيون بإحياء وتحسين منشآتهم النووية، بل أنتجوا أيضا يورانيوم مخصبا بنسبة نقاء 60%، أي أقل بقليل مما يعتبر “درجة صنع قنبلة”.
وقدر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن تحويل هذا اليورانيوم إلى وقود مخصب بنسبة 90% لصنع قنبلة سيستغرق بضعة أسابيع، وأن إنتاج سلاح نووي فعلي سيستغرق ما بين بضعة أشهر وعام، وفقا لتقديرات مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.
وقد سافر راتكليف إلى إسرائيل الشهر الماضي لمناقشة إجراءات سرية محتملة ضد إيران مع نتنياهو ومسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية.
وعلى مدى سنوات حكمه، ابدى نتنياهو تشككا من أي فرصة دبلوماسية لحل الملف النووي مع إيران، وقد عارض اتفاقية 2015 وألقى خطابا أمام الكونغرس من اجل قتلها.
ولكن المسؤولين الإسرائيليين تخلوا عن محاولات إقناع المسؤولين الأمريكيين، بل عادوا إلى أسلوبهم القديم وهو التهديد بضرب البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أمريكية. ويؤكدون أن هذه ليست خدعة، مع أنهم هددوا وتراجعوا خلال العقدين الماضيين.
وقبل زيارة ترامب للشرق الأوسط، هذا الشهر، أظهر مسؤولون إسرائيليون للإدارة بأنهم يحضرون لضربة عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية، وفقا لشخصين مطلعين على المناقشات. كما رصدت الاستخبارات الأمريكية استعدادات إسرائيلية لشن هجوم. وهو ما دفع ترامب إلى التحدث مع نتنياهو، الذي لم ينكر أنه أمر جيشه وأجهزته الاستخباراتية بالاستعداد لهجوم، وجادل بأن هناك فرصة ضيقة للقيام بضربة. ويشكك المسؤولون الأمريكيون من فعالية أية ضربة إسرائيلية منفردة. وفي المكالمة، أقر ترامب بضعف إيران، لكنه قال إن ذلك يمنح الولايات المتحدة نفوذا لإبرام اتفاق لإنهاء البرنامج النووي سلميا، حسبما قال المسؤولون.
ومن جانبهم يشكك الإسرائيليون بشكل خاص في أي اتفاق مؤقت قد يبقي على منشآت إيران في مكانها لأشهر أو سنوات ريثما يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي البداية على الأقل، كانت إدارة ترامب متشككة أيضا حيث أخبر ويتكوف، كبير المفاوضين الأمريكيين، نظيره الإيراني أن ترامب يريد اتفاقا نهائيا في غضون شهرين أو نحو ذلك. لكن هذا الموعد النهائي سينتهي قريبا، ولا تزال هناك فجوة كبيرة حول مسألة ما إذا كان سيسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو ما تقول طهران إنه حقها بصفتها دولة موقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وتبدو إدارة ترامب الآن أكثر انفتاحا على نوع من الإعلان المؤقت للمبادئ المشتركة، لأنه قد يساعد في منع ضربة إسرائيلية. ولإرضاء الإسرائيليين وصقور إيران في الكونغرس، يقول الخبراء إن أي اتفاق مؤقت سيتطلب من إيران شحن وقودها شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل إلى خارج البلاد أو “تخفيضه” إلى مستوى أقل بكثير. وهذا سيعطي ترامب فرصة للزعم بأنه قضى، مؤقتا على الأقل، على التهديد المتمثل في أن إيران تسير بشكل حثيث لصناعة سلاح نووي.
ولكن المخاوف الأمريكية نابعة من قيام إسرائيل بضربة بدون إخبار مسؤولي الإدارة. وقد قدرت الاستخبارات الأمريكية أن إسرائيل قد تستعد لشن هجوم على إيران في غضون سبع ساعات فقط، مما يترك مساحة ضيقة لإقناع نتنياهو لوقفه. إلا أن هذا التقييم العسكري أثار أسئلة حول فعالية ضربة إسرائيلية بدون دعم أمريكي. ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين المقربين من نتنياهو أن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة إسرائيل عسكريا إذا شنت إيران هجوما مضادا. وأبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين أن نتنياهو قد يأمر بضربة على إيران حتى في حال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ناجح. وبعد اجتماعه في البيت الأبيض مع ترامب في نيسان/ أبريل، أمر نتنياهو مسؤولي الأمن القومي الإسرائيليين بمواصلة التخطيط لضربة على إيران، بما في ذلك عملية أصغر لن تتطلب مساعدة أمريكية، وفقا لعدة أشخاص مطلعين على الأمر.
ولدى إسرائيل بالفعل العديد من الخطط المختلفة قيد الإعداد، تتراوح من عملية الجراحية إلى أيام وأيام من قصف المنشآت الإيرانية، بما في ذلك تلك المقامة في المدن المزدحمة.