ما وراء قرار نتنياهو ادخال مساعدات "محدودة" لغزة ؟

اقر رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية ، الاثنين، السماح بدخول محدود للمساعدات إلى غزة  بعد نحو شهرين من الحصار الخانق، فما ايعاد  الخطوة ؟

خاص – الخبر اليمني:

رغم الخلافات التي خيمت على اجتماع المجلس الوزاري المصغر مساء الاحد وخصص لمناقشة ادخال المساعدات لغزة، قرر نتنياهو السير بالخطوة وعدم اخضاعها للتصويت كالمعتاد. هذه الخطوة اثارت ردود أفعال غاضبة في أوساط اليمنين الصهيوني  الذي يشكل حكومة نتنياهو  حاول نتنياهو  تبريرها تارة بالادعاء انها تلبية لنصيحة  جيش الاحتلال وأخرى لمخاوفه من  انهاء الدعم الغربي والامريكي  لحملته الجديدة  على غزة.

فعليا ، لا يبدو بان الاحتلال كان يخطط لإدخال المساعدات على المدى القريب ، والدليل ان خطته لم تنضج بعد والمتعلقة بتوزيع المساعدات عبر شركات امنية وبإشراف جيش الاحتلال، وتلك الخطة سبق وان كشفها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتضمن نشر مطابخ متنقلة مع ادخال كمية من الدقيقة وتوزيعها في مناطق جنوب القطاع، وسماح الاحتلال بدخول محدود للمساعدات   وتوزيعها عبر مؤسسات دولية يشير إلى نيتها استئناف الحصار في غضون أيام اذا ما تم تحديد المهلة التي تنتهي  قبل نهاية الشهر الجاري.

والخطوة الصهيونية لا تعكس صحوة ضمير  مفاجئة في ضوء حالة القتل للأطفال والنساء وبالجملة والحصار الشديد الذي تسبب بوفاة الالاف الأطفال والنساء وكبار السن، بل لضغوط  كبيرة يتعرض لها ، كان اخرها قرار الصين كسر الحصار جوا بتنفيذ عملية انزال للمساعدات بمناطق متفرقة في غزة حيث تؤكد التقارير اسقاط نحو 60 الف حصة غذائية،  وهذه قد تخلط أوراق الاحتلال الذي يسعى للتحكم بالمساعدات عبر ابقائها في الجنوب وبما يدفع السكان على النزوح من الوسط والشمال  حيث يكثف عدوانه ويسعى لاحتلاله كمرحلة أولى. اضف الى ذلك تصاعد وتيرة الانتقادات الغربية الامريكية للاحتلال ومخاوف تلك الأنظمة من تداعيات الكارثة الإنسانية على مستواها السياسي في ضوء عودة التظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال في غزة. وقد بلغت تلك المواقف إلى مستوى التصادم مع حكومة الاحتلال التي تعتمد على تلك الحكومات بشكل كبير لتمرير جرائمها سياسيا وعسكريا.

قد يكون الاحتلال سمح بدخول  'محدود' للمساعدات اي بضعة شاحنات من اصل عشرات الالاف العالقة  عند المعبر المصري ، لكن بالتأكيد لديه خطط  على بعثرتها بحيث لا تصل للسكان كما فعل بمرات سابقة عندما حرك عصابات  لسرقتها ، فهدفه الأساسي هو تخفيف حدة الانتقادات الغربية وإبقاء الأنظار بعيدا عن مجازره اليومية إضافة إلى توفيره بنك اهداف للقتل بالجملة كما حصل في مرات سابقة هذا الأسبوع حيث قصف تجمعا للجوعى في شارع الرشيد ووثق ذلك بطائراته.