أزمة دبلوماسية يمنية بعد شكر الرئيس الكولومبي لزعيم الحوثيين

أثار توجيه الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، رسالة شكر عبر منصة 'إكس' إلى مهدي المشاط، زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، استياءً وغضباً رسمياً لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وذكرت مصادر أن شكر الرئيس الكولومبي للمشاط دفع بـ وزارة الخارجية وشؤون المغتربين التابعة للحكومة الشرعية في عدن إلى إصدار بيان عاجل وواضح، سارعت فيه لتوضيح موقفها.

الخارجية اليمنية ترفض وتؤكد: شرعيتنا لـ 'العليمي'

أكدت الوزارة في بيانها على أن النشاط أو الإجراء الذي قام به الرئيس الكولومبي يخص جماعة الحوثيين، مشددة على أن الرئيس المعترف به دولياً هو الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وليس مهدي المشاط الذي 'غير معترف به عالمياً'.

وفي محاولة لاحتواء الموقف الدبلوماسي، حاولت الحكومة الشرعية تصوير الأمر وكأنه 'التباس أو خلط' حدث من جانب الرئيس الكولومبي بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور العليمي والمشاط.

تحليل: النفوذ الدولي يتخطى الشرعية الرسمية

غير أن التحليل السياسي أشار إلى أن الصورة أعمق من مجرد التباس. فرسالة الشكر الموجهة للمشاط تؤكد أن الحوثيين، وبفعل صراعاتهم المفتوحة مع إسرائيل وحضورهم المتواصل على المسرحين الدولي والإقليمي، باتوا يمثلون 'الحلقة الأقوى على مستوى النفوذ الدولي' في المشهد اليمني.

في المقابل، يرى مراقبون أن الدكتور رشاد العليمي، ورغم امتلاكه للشرعية الرسمية، يمثل 'حلقة منقسمة وضعيفة' نتيجة الصراعات الداخلية والضعف السياسي الذي تشهده أطراف الحكومة الشرعية، مما يجعل صورته أقل تأثيراً على الخارطة الدولية مقارنة بحركة الحوثيين التي 'تعرف كيف تلعب أوراقها بحرفية'.

وخلصت التقديرات السياسية إلى أن القوة على المستوى الدولي لم تعد تقتصر فقط على الشرعية الدبلوماسية الرسمية، بل أصبحت تعتمد بشكل كبير على القدرة على التحرك والاستفادة من كل فرصة لتعزيز النفوذ والموقع الاستراتيجي على الساحة الدولية.