اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
بينما لا تزال مديرية حصوين بمحافظة المهرة تعاني آثار الدمار الذي خلفه إعصار 'تيج' منذ قرابة عامين، نظّمت الحكومة اليمنية في مدينة عدن، الأحد، ورشة عمل تشاورية لمناقشة سبل معالجة الكارثة، بإشراف وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وبمشاركة ممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسلطة المحلية، وكأنّ الكارثة وقعت بالأمس، كما عبّر ناشطون من أبناء المحافظة بسخرية وغضب.
الورشة التي جاءت متأخرة بشكل لافت، اعتبرها كثيرون تجسيداً لنهج العجز الإداري والتقاعس الرسمي، مشيرين إلى أن الورشة ليست سوى حلقة إضافية في سلسلة طويلة من الاجتماعات وورش العمل 'غير المجدية'، التي تُموَّل من المساعدات الدولية دون أن تترك أثراً ملموساً في حياة المتضررين.
وعود تآكلها الإهمال
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قد أعلن في وقت سابق عن دعم سعودي لمواجهة تداعيات الإعصار، فيما أعلنت المفوضية الأوروبية عن تقديم مساعدات إنسانية طارئة في نوفمبر 2023. غير أن تلك الوعود، بحسب أبناء المهرة، لم تُترجم إلى أي إعادة إعمار حقيقية، ولا إلى تعويضات مجدية للمتضررين، الذين واصلوا احتجاجاتهم للمطالبة بتنفيذ الوعود.
الناشط محمد بلحاف علّق على الورشة بالقول: 'بعد عامين من إعصار تيج، لا تزال مديرية حصوين غارقة في الدمار، بينما تعيد الشرعية فتح ملفات الإعمار وكأن الكارثة حدثت بالأمس'.
وأضاف بسخرية: 'وعود تتكرر، وورش بلا جدوى، وتمويلات لا تصل للناس.. هل تبحث الحكومة عن تمويل جديد على حساب معاناة المهرة؟'
فساد في مواجهة الكارثة
بدوره، قال الناشط أبو غيث المهري: 'عامان على إعصار تيج وما زالت المهرة غارقة في الخراب، بينما الشرعية لا تجيد سوى التسول باسم الكارثة! خطط وهمية وورش عبثية لنهب تمويلات جديدة'.
وتابع بلهجة غاضبة: 'إعصار تيج رحل، لكن إعصار الفساد والعبث لا يزال يعصف بالمهرة بلا رحمة'.
وفي منشور لصفحة 'أحرار المهرة وسقطرى' على فيسبوك، جاء التساؤل: 'هل تبحث الشرعية عن تمويلات جديدة على ذمة إعصار تيج؟'.
وأشار المنشور إلى أن مرور عامين على الكارثة 'لم يكن كافياً لدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حقيقية'، رغم ما تلقته من تعهدات دولية كانت كفيلة بتغيير الوضع لو جرى تنفيذها بنزاهة وشفافية.
من خلال فقرات الورشة، بدت الحكومة وكأنها تعود إلى المربع الأول، حيث أُعيد طرح شعارات 'إعداد خطط' و'صياغة مصفوفات'، دون أي استعراض لما تحقق فعلياً على الأرض.
مراقبون رأوا أن الورشة تعكس حالة شلل مزمنة في استجابة الحكومة للكوارث، وغياب أي تقارير رسمية توضح كيف صُرفت المساعدات الخارجية.
وبينما تستمر الورش والدراسات، تبقى مديرية حصوين ومناطق أخرى في المهرة شاهدة على الإهمال الرسمي، ونموذجاً صارخاً لفشل إدارة الأزمات. وفيما تتآكل آمال المواطنين تحت ركام الوعود المؤجلة، يبقى السؤال قائماً: هل ستتحول كارثة 'تيج' إلى مشروع دائم لجذب التمويلات دون محاسبة؟