هل يساهم التطوع في إبطاء الشيخوخة؟.. دراسة حديثة تجيب

كشفت دراسة جديدة من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية عن ارتباط التطوع المنتظم، ولو لساعة واحدة فقط أسبوعياً، بتباطؤ عملية الشيخوخة البيولوجية، أي العمر الفعلي للخلايا والأنسجة مقارنة بالعمر الزمني، بحسب الرجل.

ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى الأبحاث التي تناولت الطرق الطبيعية للحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر.

أعراض الشيخوخة وطرق علاجها

اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات 2605 مشاركين أمريكيين تجاوزوا 62 عاماً، حيث جرى تحليل أنماط حياتهم الصحية، بما في ذلك النشاط البدني، التدخين، شرب الكحول، والسمنة.

ومن خلال أدوات متقدمة لقياس العمر البيولوجي على المستوى الجيني والخلوي، تبين أن المتطوعين من ساعة إلى أربع ساعات أسبوعياً أظهروا علامات أبطأ للشيخوخة مقارنة بغير المتطوعين.

وأشارت النتائج إلى أن المتقاعدين كانوا الأكثر استفادة من التطوع، إذ ارتبطت مساهماتهم المجتمعية بمعدلات أبطأ بكثير من التدهور البيولوجي، مقارنة بالعاملين.

كما أظهر الأشخاص الذين تطوعوا لأكثر من أربع ساعات أسبوعياً أكبر انخفاض في تسارع العمر البيولوجي، ما يعكس أن زيادة المشاركة تعزز الفوائد الصحية بشكل أوضح.

وربط الباحثون هذه النتائج بعدة عوامل؛ فالتطوع يتضمن نشاطاً بدنياً واجتماعياً في آنٍ واحد، وهو ما يُساهم في تحسين الدورة الدموية والوظائف الإدراكية، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليل مستويات التوتر.

كما يمنح الأفراد شعوراً بالهدف والانتماء، وهو ما يساعد على تحسين الصحة النفسية.

كيفية علاج الشيخوخة

وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج تتماشى مع أبحاث سابقة، بينها دراسة أُجريت عام 2023، وجدت أن التطوع يقلل معدلات الوفاة المبكرة بين كبار السن.

ويؤكد الباحثون أن المشاركة المجتمعية قد تكون بمثابة 'علاج وقائي طبيعي' ضد آثار التقدم في العمر، بما يتجاوز فوائد الرياضة أو التغذية الصحية وحدها.

لكن الخبراء أشاروا إلى بعض القيود، وأبرزها أن الأشخاص القادرين على التطوع عادة ما يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم، وهو ما قد يُؤثر في النتائج.

وعلّق الدكتور سجاد زلزلة، المتخصص في طب طول العمر، بأن التطوع ليس نشاطاً فردياً فحسب، بل يتطلب توافر الصحة والوقت والموارد المالية، مما يجعل من الصعب فصل تأثيره عن العوامل الأخرى.