اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
أن يفقد الإنسان ذكرياته أو يُنسى من الآخرين، هو أحد أكثر المخاوف الإنسانية شيوعًا، لكنه يتحول لدى البعض إلى حالة مرضية تُعرف باسم الأثازاجورافوبيا ، وهو رهاب النسيان أو رهاب أن تُنسى، هذا النوع من الرهاب قد لا يكون شائعًا، لكنه يسبب معاناة حقيقية تمس جودة الحياة والصحة النفسية.
ما هو رهاب الأثازاجورافوبيا؟
77.235.62.132
يُصنف هذا النوع من الرهاب ضمن فئة 'الرهاب المحدد'، وهي حالات خوف غير عقلانية لكنها قوية للغاية. في حالة الأثازاجورافوبيا، يشعر الشخص بقلق مفرط من احتمال نسيانه من قِبل الآخرين، أو من إصابته بفقدان الذاكرة نتيجة أمراض مثل الزهايمر.
أبرز أعراض رهاب النسيان
تشمل علامات الأثازاجورافوبيا مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، أبرزها:
قلق دائم من فكرة النسيان أو الإهمال.
خفقان في القلب، دوخة، غثيان عند التفكير في النسيان.
خوف من فقدان الهوية الشخصية أو الذكريات.
صعوبة في التركيز والشعور بالانعزال الاجتماعي.
تجنب التفاعل الاجتماعي خوفًا من أن يتم تجاهله أو نسيانه.
ما هي أسباب الأثازاجورافوبيا؟
لا يوجد سبب واحد واضح، لكن الأطباء يربطون هذه الحالة بعدة عوامل متداخلة:
الوراثة: القابلية لاضطرابات القلق قد تنتقل وراثيًا.
تجارب صادمة: مثل مشاهدة أحد أفراد العائلة يُصاب بالخرف أو الزهايمر.
عوامل بيئية: تنشئة صارمة أو تجارب تجاهل متكررة قد تزرع هذا الخوف.
أحداث مفصلية: فقدان شخص عزيز أو مرور بمرض نفسي سابق.
كيف يتم تشخيص رهاب النسيان؟
يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بإجراء مقابلات سريرية لتحديد ما إذا كانت الأعراض تتجاوز مجرد القلق الطبيعي. يُشخص الشخص بـ'الأثازاجورافوبيا' إذا:
استمرت الأعراض أكثر من 6 أشهر.
كانت المخاوف غير منطقية وتُعيق سير الحياة اليومية.
أثرت على العمل أو العلاقات أو الحياة الاجتماعية بشكل واضح.
ما هي طرق علاج الأثازاجورافوبيا؟
العلاج يعتمد على حالة المريض وشدة الأعراض، ويشمل:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لتغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالنسيان.
العلاج بالتعرض التدريجي: لمساعدة المريض على مواجهة مخاوفه في بيئة آمنة.
الأدوية: مثل مضادات القلق أو الاكتئاب، تُستخدم بإشراف طبي.
العلاج الجماعي: للحد من العزلة وتقديم الدعم النفسي من خلال مشاركة التجارب.
التأمل واليوغا: كعلاجات مساعدة لتهدئة الجهاز العصبي وتحسين التركيز.
كيف تتأقلم وتقي نفسك من رهاب النسيان؟
حتى في حال عدم الإصابة، يمكن اتباع خطوات وقائية للحفاظ على الصحة النفسية:
ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل.
الغذاء الصحي المتوازن الذي يدعم وظائف الدماغ.
النوم الكافي لتعزيز استقرار الحالة النفسية.
روتين يومي منظم لتقوية الذاكرة والشعور بالسيطرة.
طلب الدعم النفسي عند أولى بوادر القلق المزمن أو الشعور بالوحدة.
رهاب الأثازاجورافوبيا هو أكثر من مجرد خوف من النسيان، إنه حالة نفسية معقدة قد تُؤثر على مختلف جوانب الحياة، ولحسن الحظ،هناك خيارات علاجية فعّالة وأدوات مساعدة تمكن المصابين من التغلب على هذا الخوف وبناء حياة أكثر استقرارًا وطمأنينة.