اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
وصفت كارولين ليفيت، المتحدثة الصحافية باسم «البيت الأبيض» زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، بأنها تمثل «عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط».
هناك أسباب طبعا لاعتبار «البيت الأبيض» الحدث تاريخيا، فطائرة الرئيس التابعة لسلاح الجوّ الأمريكي Air Force 1 التي ستنطلق اليوم الإثنين من واشنطن ستسجل أول زيارة خارجية لترامب في ولايته الثانية، حيث يحطّ في السعودية، ثم في قطر فالإمارات، وحيث سيحظى بمراسم احتفالية كبيرة ليعود بعدها إلى بلاده محمّلا باستثمارات عربية بمئات مليارات الدولارات.
إلى هذه الإنجازات الاستثمارية الهائلة التي حسب حسابها أشاع ترامب جوا يتوقع حصول اختراقات سياسية كبيرة تؤدي بالنتيجة لإعلان استئناف مسيرة التطبيع.
تجاهل ترامب، طبعا، أن تصريحاته حول تحويل غزة إلى ريفييرا، وإخراج سكانها منها كي يتم إعمارها، جعلت هذا المسار مستحيلا، وأن حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية اعتبرت تصريحاته الآنفة موافقة على إبادة صريحة لسكان القطاع، وفرصة تاريخية لإنهاء القضية الفلسطينية برمتها، ورفضا صريحا للخطة المصرية التي اعتمدتها القمة العربية في آذار/مارس الماضي، والتي تقضي بوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لحكم القطاع، وإعادة إعماره.
رغم حديث ترامب الملتبس عن «خبر مذهل» يعلنه في الأيام القليلة المقبلة، و«لا يتعلق بالتجارة» وتوقع ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، إحراز تقدم في نطاق اتفاقيات إبراهيم، فإن هذه التوقعات تبدو غير واقعية.
حسب قناة سي إن إن الأمريكية فإن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، ومهندس التطبيع خلال ولاية ترامب الأولى، هو في صلب تفاصيل زيارة ترامب الحالية أيضا والمفاوضات الجارية مع القادة العرب والإسرائيليين وإن بشكل غير رسمي.
بهذا المعنى، فإن الولاء الذي يمحضه مسؤولو ترامب لرئيسهم، لا يتنافى بالتأكيد مع تبنيهم لمنظورات إسرائيل، ونتنياهو ومؤسسات اللوبي الإسرائيلي الأمريكية، لكنّ براعة ترامب في عقد الصفقات، ودبلوماسية جاريد الخفية وشطارة ويتكوف العقارية، لا تكفي لفرض تطبيع سعودي مجاني مع إسرائيل في الوقت الذي تجتاح الدولة العبرية غزة وتدمر البنى التحتية وتنكّل بفلسطينيي الضفة الغربية، وترتكب الانتهاكات والتوغلات في سوريا، والضربات في لبنان، والقتال مع اليمن، والتخطيط لحرب مع إيران (مع كل الاحتمالات الخطيرة المفتوحة ضد الدول العربية المجاورة).
تحضر الدول العربية المعنية بهذه الزيارة، في هذه الأثناء، أجندات مختلفة لهذه الزيارة، فالسعودية، التي ستكون مركز قمة أمريكية ـ خليجية في اليوم التالي لقدوم ترامب، تلقت مقدما بعض الدفوعات على الحساب، يمكن أن يعتبر وقف إطلاق النار مع الحوثيين أحدها، وكذلك فصل محادثات تعاون واشنطن النووي مع المملكة عن مسألة التطبيع، كما أعيد إحياء اتفاقية الدفاع السعودية الأمريكية المتعثرة واستئناف المحادثات بشأن تطبيقها.
تتوقع الدول الخليجية أيضا من ترامب، مقابل استثماراتها، أن يتم تخفيف القيود التنظيمية الأمريكية التي تعيق هذه الاستثمارات، بما في ذلك ضمن القطاعات التي تعتبر من «البنية التحتية القومية الحيوية» لأمريكا.
تشير الأنباء التي تم تداولها حول احتمال لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، وأنباء أخرى عن إمكان عقد اتصال خماسيّ مع ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يضم الشرع، والرئيسين الفلسطيني محمود عباس، واللبناني جوزف عون، إلى الأهمية التي تعلّقها الدول والشعوب العربية المتضررة بشكل كبير من الاعتداءات الإسرائيلية على تدخل ترامب، وبغض النظر عن حصول ذلك من عدمه، فمن الواضح أن تغييرات عديدة ستطرأ على المنطقة بعد الزيارة، وأن إسرائيل ستعمل بضراوة على منع أي تغيير لا يناسبها.