في عمق الصحراء... اكتشف سحر (نزل فينان البيئي)

يقدم «نزل فينان البيئي» فرصة فريدة للتعرف على الأماكن البرية في الأردن، ولقاء سكانها المحليين، واكتشاف تاريخها العريق، مع الحرص على أن يكون كل ذلك بأقل أثر ممكن على البيئة، بحسب زهرة الخليج.

وادي فينان، منطقة تقع في جنوب الأردن بين محافظة الطفيلة، ومحافظتَي: العقبة ومعان، على بعد نحو 100 كم جنوب البحر الميت، وبمحاذاة محمية ضانا.

وعُرف الوادي، تاريخياً، باحتوائه على أكبر رواسب النحاس في جنوب بلاد الشام، التي تم استغلالها بشكل مكثف منذ العصر النحاسي (4500 - 3100 قبل الميلاد)، وحتى العصر المملوكي (1250 - 1516م). كما يضم الوادي عددًا من المواقع المهمة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

وبُني نزل فينان البيئي عام 2005، على يد الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، ليكون الأول من نوعه في الأردن، وفي شهر سبتمبر من عام 2009، استلمت شركة الفنادق البيئية «EcoHotels» إدارة وتشغيل النزل، الذي يقدم لزواره فرصة فريدة للتعرف على الأماكن البرية في الأردن، ولقاء سكانها المحليين، واكتشاف تاريخها العريق، مع الحرص على أن يكون كل ذلك بأقل أثر ممكن على البيئة.

ويحمل «نزل فينان البيئي» طراز وتصميم خانات القوافل التاريخية التي كانت منتشرة على طول طريق الحرير، والتي مثلت محطة تتوقف عندها القوافل التجارية خلال رحلاتها الطويلة عبر الصين، وأواسط آسيا وأوروبا؛ للتزود بالمؤن والاستراحة قبل الانطلاق في رحلتها التالية، إذ كانت خانات القوافل هذه بمثابة شبكة الاتصالات البرية العالمية الأولى، فهي شاهدة على التواصل الثقافي الذي بلغ أوجه في العالم الإسلامي، كما اعتُبرت منصة يروي فيها المسافرون والحجاج قصصهم واكتشافاتهم ومعارفهم.

جاءت فكرة إقامة «نزل فينان البيئي»؛ لتسليط الضوء على مرحلة تاريخية مهمة من جهة، ولإتاحة الفرصة أمام عموم الناس، للتمتع بالآثار التاريخية واكتشاف مناطق مذهلة لا مثيل لها في العالم، ينتصر فيها الاهتمام بالبيئة على استغلال الموارد غير المستدامة، حيث يقع وادي فينان على الحافة الجنوبية الشرقية لمحمية ضانا، التي تُلقب بجوهرة المحميات الطبيعية في الأردن، وذلك لامتدادها على أربعة أقاليم جغرافية حيوية، إضافة إلى تنوع التضاريس والحياة البرية فيها، وهي في الوقت نفسه إحدى أكثر المحميات المهددة في الأردن.

ويُعتبر «نزل فينان البيئي» واحداً من أفضل 25 نزلاً بيئياً في العالم، وذلك حسب مجلة «ناشونال جيوغرافيك ترافيلز»، وحصل النزل على العديد من الجوائز العالمية الأخرى لتقديمه الخبرات والتجارب الفريدة الصديقة للبيئة الأكثر تقدماً في الأردن، ويعود الفضل لذلك للشراكة المتميزة القائمة بين شركة الفنادق البيئية «EcoHotels»، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي مؤسسة أردنية غير حكومية، يتركز عملها على حماية المناطق الطبيعية في الأردن.

وتوجد في النزل 26 غرفة، يقيم فيها الضيوف بكل راحة، لتأكّدهم من أن رحلتهم السياحية صديقة للبيئة الطبيعية والاجتماعية على حد سواء، فهنا يمكنهم أن يستمتعوا بالمناظر الصحراوية الساحرة، وأن يخوضوا المغامرات، ويقوموا باستكشاف المواقع الأثرية.