دراسة حديثة تقدم أنماط غذائية تحمي كبار السن من الأمراض المزمنة

قدّمت دراسة جديدة أُجريت في السويد أملًا جديدًا لكبار السن الذين يهتمون بصحتهم، حيث أظهرت أن اتباع أنماط غذائية صحية يسهم في إبطاء وتيرة تطور الأمراض المزمنة وتقليل عددها.

متابعات- الخبر اليمني :

وبحسب الدراسة وجد الباحثون أن كبار السن الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية غنية بالخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والدهون الصحية، شهدوا تباطؤًا في تراكم الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والزهايمر والسكري.

في المقابل، كان المشاركون الذين يستهلكون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة متعددة بمرور الوقت.

وركزت الدراسة على الرابط بين الخيارات الغذائية والتقدم في العمر، واستندت إلى بيانات من السجل الوطني السويدي للشيخوخة والرعاية الذي تتبع المؤشرات الصحية والتاريخ الطبي والقدرات الإدراكية لدى كبار السن.

وشملت الدراسة أكثر من 2400 شخص بمتوسط عمر 71.5 عام، وقسّم الباحثون المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على أنماطهم الغذائية.

وتضمنت ثلاث من هذه المجموعات أنظمة غذائية صحية: الأول هو نظام 'مايند' (MIND) الذي يركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية؛ والثاني هو 'مؤشر الأكل الصحي البديل' (AHEI) الذي يقيس جودة النظام الغذائي بناءً على الأطعمة المرتبطة بانخفاض مخاطر الأمراض المزمنة؛ والثالث هو 'حمية البحر الأبيض المتوسط البديلة' (AMED) الذي يركز على الأطعمة النباتية والدهون الصحية.

أما المجموعة الرابعة، فقد اتبعت نظامًا غذائيًا يُعرف بـ 'المؤشر الغذائي الالتهابي التجريبي' (EDII)، والذي يُعد غير صحي ويعزز الالتهابات في الجسم، ويحتوي على نسبة عالية من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.

وعلى مدى 15 عامًا، أظهرت النتائج أن المشاركين الذين اتبعوا أيًا من الأنظمة الغذائية الصحية الثلاثة شهدوا تقدمًا أبطأ في الأمراض المزمنة، وكان لديهم عدد أقل من الأمراض مقارنةً بمن لم يلتزموا بها.

وأشار طبيب الأسرة في مركز بروفيدنس سانت جونز الصحي، د. ديفيد كاتلر، إلى أن هذه النتائج تؤكد أن جودة النظام الغذائي عامل يمكن تعديله لإبطاء معدل تراكم الأمراض المزمنة لدى كبار السن.

من جهته، أكد مدير المركز الطبي لجراحة السمنة في مركز ميموريال كير، د. مير علي، على أهمية الدراسة التي تربط بين النظام الغذائي الصحي وتباطؤ تطور الأمراض، مشيرًا إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا في الالتهابات والأمراض المزمنة.

وختامًا، أجمع الخبراء على أن تغيير العادات الغذائية قد يكون صعبًا، خاصةً لكبار السن الذين اعتادوا على أنماط معينة لفترة طويلة، ولكنهم شددوا على أن إدخال تعديلات صحية على النظام الغذائي، حتى في سن متقدمة، يمكن أن يحقق نتائج إيجابية ملحوظة على الصحة.