اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
عمر أبو الهيجاء*
1
ما الذي تراهُ
قالتْ نجمةٌ في البعيد
أتهجى طينَ الأبجدية
في رحم الأرصفة
وأرتبُ رائحةَ الحبر.
2
أولُ الذاهبينَ للتُراب
تأخذهُ سيرةُ البلاد لنهار مُرتعش
كأنَّ الذي رآه ثقوب ناي
وأصابع مبتورة في الركام.
3
دمعٌ مالحٌ يعرفه الأطفال كثيرا
يَتجولونَ في غبار البيوت
أم تنام في فراغ مقيم
تخطُ على وسائد العَصافير
سجدة دمع ثقيل.
4
نساءٌ خفيفاتُ الظلّ
يَكنُسنَّ بأعينهنَّ
ما علقَ من غُبار
على الثيابْ.
كنَّ ينقرن بأسنانهنَّ وجهَ العَالم
نساءُ حدائق فَجر محشو بالنجوم
وهُنَّ كمنجاتٌ الرعاة في التلالْ.
5
كيفَ لي
أنَّ أكونَ وحيداً
لمْ تمسسني نارٌ
أو تذُوب على فمي قبلة
كأنَّ قلبي يهربُ عنّي
لأني لا أتقنُ فنَّ الصُراخْ .
6
ما زالَت هناك فسحة لأصابع أمي
أن تُلامس شَعرَ الوحدة وعجينَ الذاكرة
لها أخوةٌ في الأيام الهاربات
أمٌ تُقلّبُ الجماجمَ في المشفى وتشمها
وردٌ بينَ يَديها
هي حكمةُ الطيور في التحليق
تشكيلُ لغة معنى الشهادة.
7
ناموا تَزفهم غيمةٌ كاذبة
يَرحلونَ على غير مَوعدهم مُبتسمين
كيفَ تنامُ الطيورُ عارية
الأشجارُ وحدها تفتقد جدلُ الحوار
طابورٌ من الطيور الموتى
شجرٌ مسهُ حُزن فائضٌ
من موسيقى الفراغ.
8
لم أبُحْ بما أخبرتني به خيمةٌ في العراءْ
كُلنا سواسيّة في متحف الفقراء
تَركنا خَيلَ الأمكنة للمجاز
لمْ نستعر أزمنة أخرى
لاجتياز المرحلة
كم يؤلمني/
ذئب الثلج الأعمى
المدينة الفاضلة طفلة بلا ملامحَ
تتدلى من عل
أسئلةٌ بلا جَدوى.
9
أدربُ الحواسَ قليلاً
أنَّ لا تُلامسَ نُعاسَ البلاد
شوارعٌ مطفأةٌ
تركضُ خلفَ الجَوعى
جثثٌ متحركةٌ تصعدُ إلى الله
ألسنةُ النار تُصافح الفَراشات
وذاكرةُ بحر يتصببُ عرقاً
نعاس يباس.
10
بكامل بلاغَتها
سيدةٌ تُمشطُ غُرة الريح
تاركةً تنهيدة عالقة بأذيال المخيمْ
إيقاع أقمار تتأرجح على الجدران
نجمة تذوي على وجه الشاطئ
.. تلكَ حكايةُ
…عائلة ناقصةْ.
*شاعر أردني/ فلسطيني