اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تواجه أسعار النفط العالمية موجة جديدة من التغيرات الحادة خلال الأيام الأخيرة، مدفوعة بتفاعل الأسواق مع مزيج معقد من العوامل السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وتصاعد العقوبات الأمريكية، إلى جانب توقعات بارتفاع المعروض العالمي في عام 2025. ويأتي هذا التذبذب في وقت يراقب فيه المستثمرون أي إشارات قد تعيد رسم خريطة توازن العرض والطلب في سوق الطاقة الدولية.
تأثير محادثات السلام الروسية الأوكرانية
تسهم الجهود الدبلوماسية المبذولة لإحياء مفاوضات السلام بين موسكو وكييف في دفع أسعار النفط العالمية نحو مسار غير واضح، إذ تضغط واشنطن على الطرفين للوصول إلى تسوية قد تفتح الباب أمام رفع العقوبات المفروضة على القطاع النفطي الروسي. وفي حال عودة الإمدادات الروسية كاملة إلى الأسواق، فإن ذلك قد يؤدي إلى فائض كبير في العرض، ما يدفع الأسعار نحو الانخفاض خلال الفترة المقبلة.
العقوبات الأمريكية وسياسة الخنق الاقتصادي
في المقابل، يبرز اتجاه أمريكي نحو تشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي، حيث أدرجت السلطات الأمريكية شركات بارزة مثل “روسنفت” و“لوك أويل” ضمن قوائمها السوداء، وهو ما يضع قيوداً ملموسة على قدرة روسيا في زيادة صادراتها النفطية. وتُعد هذه القيود عاملاً داعماً لارتفاع أسعار النفط العالمية، باعتبارها تحد من حجم المعروض المتاح في الأسواق الدولية.
مخاوف فائض المعروض في عام 2025
وتشير بيانات وتوقعات مراكز الطاقة العالمية إلى احتمال زيادة حجم الإمدادات خلال عام 2025، نتيجة توسع عدة دول في الإنتاج، إلى جانب عودة بعض القدرات الإنتاجية التي كانت متوقفة. هذه التوقعات تسهم في تشكيل ضغط هبوطي على الأسعار، خصوصاً مع تباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى، مما يزيد حالة القلق لدى المستثمرين بشأن مستقبل السوق.
قرارات أوبك+ ومتابعة اتجاهات الطلب العالمي
تركز أسواق الطاقة بشكل وثيق على مواقف وتحركات تحالف “أوبك+”، الذي يواصل تقييم مستويات الإنتاج بما يضمن تحقيق التوازن بين العرض والطلب، في ظل تقلبات كبيرة تشهدها الأسواق. ويعتمد جزء مهم من حركة أسعار النفط العالمية الحالية على توقعات الطلب، خاصة من الصين والهند والاقتصادات الصناعية الكبرى، التي تلعب دوراً محورياً في تحديد مسار الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
الأسعار الفعلية حتى 24 نوفمبر 2025
استقرت أسعار خام برنت عند حدود 61.73 دولاراً للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 58 دولاراً للبرميل، وذلك في تداولات شهدت تقلباً واضحاً نتيجة الأخبار المتتالية المتعلقة بالعقوبات والمفاوضات السياسية.
توقعات مستقبلية
تظل أسعار النفط العالمية رهينة تطورات المشهد الجيوسياسي، سواء المتعلقة بمسار الحرب الروسية الأوكرانية أو بقرارات العقوبات الأمريكية، فضلاً عن التغيرات المحتملة في استراتيجية “أوبك+”. ومن المتوقع أن تبقى الأسواق في حالة ترقب مستمر لأي مستجدات من شأنها تغيير اتجاه الأسعار خلال الفترة المقبلة.













































