اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
واشنطن-سبأ:
وجدت دراسة علمية حديثة أن مرض الجذام كان كامنا في الأمريكيتين قبل فترة طويلة من الاستعمار الأوروبي، وذلك على عكس ما كان يعتقد قديما أن المرض دخل إليهما عن طريق المستوطنين الأوروبيين، مما يشير إلى أن الأمريكيين الأصليين كانوا يموتون بالفعل بسبب هذا المرض منذ قرون.
ومعروف أن السبب الرئيسي لمرض الجذام هو بكتيريا تُسمى المتفطرة الجذامية ، ولا يزال الباحثون يعتقدون أن الأوروبيين هم من أدخلوها إلى أمريكا. ومع ذلك، يبدو أن هناك سببًا أقل شهرة قد تم تحديده في ذلك الوقت.
وتوصلت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق دولي من الباحثين ونشرت في مجلة Science إلى أن بكتيريا أخرى، وهي Mycobacterium lepromatosis - وهي سبب أقل شيوعاً للإصابة بالجذام - كانت موجودة في الحمض النووي لبقايا بشرية قديمة من كندا والأرجنتين يعود تاريخها إلى ألف عام على الأقل.
وتقول عالمة الجينوم ماريا لوبوبولو من معهد باستور في فرنسا: 'يغير هذا الاكتشاف فهمنا لتاريخ مرض الجذام في أمريكا'...وهذا يدل على أن شكلًا من أشكال المرض كان متوطنًا بالفعل بين السكان الأصليين قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين.'
اكتُشفت بكتيريا المتفطرة الجذامية لأول مرة لدى مريض في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٨، ومنذ ذلك الحين وُجدت أيضًا لدى السناجب الحمراء ( Sciurus vulgaris ) في المملكة المتحدة. ويشير الباحثون إلى أنه من المحتمل أن تكون قد انتشرت من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة في القرن التاسع عشر.
بالتعاون مع المجتمعات الأصلية المحلية، فيما يتعلق بمعالجة رفات الأجداد، حلل الباحثون الحمض النووي لما مجموعه 389 عينة بشرية قديمة و408 عينات بشرية حديثة. وبناءً على النتائج، رسموا شجرة عائلة جينية لبكتيريا الجذام.
على الرغم من أن العيّنات القديمة الكندية والأرجنتينية كانت تفصل بينها آلاف الكيلومترات، إلا أنها كانت متشابهة وراثيًا بشكل ملحوظ. وهذا يشير إلى انتشار سريع لمرض الجذام عبر القارتين الأمريكيتين.
بناءً على الجدول الزمني المُجمع من الحمض النووي، يُرجَّح أن سلالات المتفطرة الجذامية الورمية المختلفة قد انفصلت عن سلف مشترك منذ أكثر من 9000 عام. ومع كل هذه الألف عام من التطور، يقول الفريق إنه من المرجح وجود أشكال أكثر تنوعًا من البكتيريا لا تزال تنتظر اكتشافها في الأمريكتين.
ويقول عالم الأحياء نيكولاس راسكوفان، من معهد باستور: 'بدأنا للتو في الكشف عن تنوع هذا العامل الممرض المُكتَشَف حديثًا وحركته العالمية. تُتيح لنا هذه الدراسة افتراض وجود مستودعات حيوانية مجهولة لهذا الفيروس'.
كل هذا يُضيف بُعدًا إضافيًا قيّمًا إلى فهمنا لتاريخ الأمريكتين ، ولمرض الجذام. فهو يُوفر للباحثين بياناتٍ بالغة الأهمية فيما يتعلق بتطور المرض وتنوعه .
تلعب الأمراض المعدية دوراً هاماً في تاريخ أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى، مع وصول الأوروبيين الذين جلبوا معهم مجموعة من مسببات الأمراض الجديدة التي لم تكن المجتمعات الأصلية مستعدة بيولوجياً لمواجهتها.
نعلم الآن أن الجانب المتعلق بالجذام أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد سابقًا. يُبلّغ عن حوالي 200 ألف حالة جديدة من المرض عالميًا سنويًا، مع أنه أصبح من الممكن علاجه والشفاء منه بالأدوية الحديثة.
ويقول راسكوفان: 'توضح هذه الدراسة بوضوح كيف يمكن للحمض النووي القديم والحديث إعادة كتابة تاريخ مسببات الأمراض البشرية ومساعدتنا على فهم علم الأوبئة للأمراض المعدية المعاصرة بشكل أفضل' .
إكــس