اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
في زمن تباينت فيه المواقف، وتعددت فيه الشعارات، برز اسم علي هيثم الغريب كأحد أهم الرموز الوطنية الجنوبية الذين آمنوا بالقضية الجنوبية قولاً وفعلاً، وساروا على دربها بشجاعة ورؤية سياسية وقانونية نادرة.
مناضل في وجه العاصفة
لم يكن الغريب طارئًا على الساحة الجنوبية، بل هو أحد المناضلين الذين حملوا هموم الوطن على أكتافهم منذ ما قبل إعلان الحراك الجنوبي، وساهم بشكل كبير في تأصيل النضال السلمي وترسيخ مبدأ الحوار والتوافق.
فمن ميادين المحاماة، حيث اشتهر كأحد أبرز رجال القانون، إلى ميادين النضال السياسي، كان الغريب ثابتًا على مبادئه، حريصًا على انتزاع الحقوق لا بالتنازل، بل بالحكمة والإصرار.
صوت القانون في زمن الفوضى
حين تقلّد منصب وزير العدل، لم يكن ذلك صدفة، بل كان نتيجة طبيعية لمكانته القانونية والفكرية. خلال توليه الوزارة، حاول ما استطاع أن يُعيد للمؤسسات القضائية اعتبارها، مؤمنًا بأن لا دولة بلا عدالة، ولا عدالة بلا قضاء نزيه مستقل.
لم يُساوم الغريب على مبادئه، وظلّ يُحذّر من التلاعب بالقضاء، مؤكدًا أن سقوط القضاء هو بداية سقوط الدولة، وهو ما أعلنه صراحةً في أكثر من مقال ومداخلة سياسية.
القيادي الحكيم في المجلس الانتقالي
بصفته عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لم يكن مجرد اسم ضمن القيادة، بل كان أحد العقول السياسية التي دفعت باتجاه التعقل والحكمة، رافضًا الانجرار خلف الاستفزازات، وداعمًا للتمسك بالسلم كخيار استراتيجي رغم الظروف الصعبة.
كان دائمًا يؤمن أن الجنوب لا يحتاج إلى الضجيج بقدر ما يحتاج إلى الرؤية، والوحدة، والعمل المنظم، وقد قالها مرارًا: 'القيادة الحكيمة تُراهن على وعي شعب الجنوب، وستفاجئ الجميع بخطوات حاسمة في الوقت المناسب.'
رجل المبادئ والكرامة
في زمن غلبت فيه المصالح الشخصية على المصالح الوطنية، بقي الغريب مثالًا للرجل النزيه المتواضع، الذي لا يسعى للأضواء، بل يعمل بصمت وهدوء. لم يتغيّر خطابه، ولم تتبدل مواقفه، وكان دومًا على مسافة واحدة من جميع الجنوبيين، داعيًا إلى توحيد الصفوف بعيدًا عن المناكفات.
كلمة وفاء
المناضل علي هيثم الغريب ليس مجرد شخصية عامة، بل هو عنوان لمرحلة كاملة من الصبر، والعمل، والنضال الوطني. يُحسب له أنه لم يبدد رصيده الشعبي، بل راكمه بحكمة وهدوء ومسؤولية.
ومع اشتداد تعقيدات المشهد السياسي في الجنوب، فإن وجود قيادات بحجم الغريب يطمئن الجميع أن القضية الجنوبية لا تزال بأيدٍ وطنية نقية، تسير بها نحو الغد الذي يستحقه الشعب.٠