اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
غزة - سبأ:
في قلب غزة، حيث تتشابك الحرب مع الحياة اليومية، تعيش أسرة الشاب محمد سالم ديب مأساة لا تنتهي. إصابة واحدة قلبت حياتهم رأسًا على عقب، لترسم مشهدًا مؤلمًا من الألم، الفقد، والصعوبات التي لا حدود لها، وسط انعدام الإمكانات الطبية وفرص العلاج.
محمد (35 عامًا) أُصيب في التاسع من أكتوبر 2023 إثر قصف صهيوني، إصابة بالغة في الرأس أدت إلى شلل نصفي في جانبه الأيمن وفقدانه القدرة على الكلام، لتبدأ رحلة طويلة من المعاناة لأسرته، بحسب ما قالت زوجته رنا ديب لـ صحيفة (فلسطين).
وقالت رنا: 'النزوح المتكرر جعل حياتنا أشبه بكابوس لا ينتهي، وكان صعبًا جدًا نقل محمد أو توفير أي علاج مناسب له'، مشيرة إلى فقدان الأسرة منزلها في شمال غزة، وعجز زوجها عن العمل، ما جعل الظروف الاقتصادية صعبة للغاية.
وأضافت: 'ليس بمقدورنا توفير كرسي متحرك لنقله إلى جلسات العلاج الطبيعي، كما أن الطرق الوعرة تجعل أي محاولة للنقل شبه مستحيلة، ما أدى إلى توقف أي تحسن في حالته الصحية'.
كما تحاول رنا داخل المنزل إجراء بعض تمارين العلاج الطبيعي، لكنها تقول: 'الأمر يفوق قدراتي البدنية، ولا يحدث أي تحسن'، مشيرة إلى أن الحالة النفسية لمحمد متدهورة بشكل كبير، إذ ينفعل بسرعة لعدم قدرة أبنائه وزوجته على فهم ما يريده، خاصة بعد أن اقتطع الأطباء جزءًا من دماغه.
وأوضحت رنا أن زوجها بحاجة إلى عمليات عاجلة في الخارج، 'لكن حتى الآن لم يُسمح له بالسفر'، مؤكدة أن الحياة في الخيمة التي تسكنها الأسرة تزيد من معاناته، بسبب الحر الشديد في الصيف وبرودة الشتاء، وعدم وجود فراش مريح.
ولم تنتهِ صعوبات الأسرة عند هذا الحد، فغياب كل من كان يساند رنا في علاج زوجها، بعد استشهاد شقيقين واعتقال شقيق آخر يعمل ممرضًا منذ تسعة أشهر، جعل الأمور أصعب. تقول: 'كان شقيقي يُشرف على حالته الصحية، أما الآن فأنا عاجزة عن متابعة وضعه'.
الحاجة إلى رعاية دائمة أجبرت رنا على التوقف عن العمل، ما فاقم الوضع الاقتصادي للأسرة، وقالت: 'بعد استشهاد أشقاء زوجي وعدد من أقاربي، لم أعد قادرة على ترك محمد أو إقامة أي مشروع يوفر دخلًا للأسرة'.
وأضافت: 'كنت أصنع من المعلبات والدقيق التي أحصل عليها من الكوبونات معجنات وأبيعها لتوفير مصاريف العلاج، لكن بعد فقدان أقرب المقربين توقفت عن العمل'.
وفي ختام حديثها، ناشدت رنا المؤسسات الصحية الدولية بالتحرك السريع لإجلاء زوجها للعلاج في الخارج: 'نرجو التدخل سريعًا، عله يستعيد ولو جزءًا من عافيته، وينجو من الحالة الصحية والنفسية القاسية التي يعيشها'.
محمد ديب اليوم ليس مجرد جريح، بل رمز لمعاناة آلاف الأسر في غزة، حيث تتشابك الحرب مع الفقر والمرض، لتترك خلفها قصصًا مأساوية تحتاج إلى تدخل عاجل قبل فوات الأوان.
إكــس













































