اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
تحرّكت الجهود الدبلوماسية الدولية خلال الساعات الماضية عبر محادثات فلوريدا التي جمعت مسؤولين أميركيين ومفاوضين أوكرانيين، في محاولة جديدة للتوصل إلى إطار يُنهي الحرب المستمرة منذ سنوات. وبحسب مصادر سياسية، فقد ركز اللقاء على قضية رسم الحدود ومستقبل السيطرة الميدانية، باعتبارها من أعقد ملفات النزاع وأكثرها حساسية للطرفين.
خلفية اللقاءات في فلوريدا
شهدت ولاية فلوريدا الأميركية اجتماعات مكثفة على مدار يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025، حيث اجتمع وفد أوكراني برئاسة وزير الدفاع السابق رستم عميروف مع كبار المسؤولين الأميركيين، وفي مقدمتهم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمستشار جاريد كوشنر. وتُعد محادثات فلوريدا بداية مرحلة تفاوضية مختلفة، تركز على مقاربة مباشرة لملف الحدود وموازين السيطرة، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف.
جوهر النقاشات ومحاور الخلاف
تركزت المناقشات على مستقبل المناطق المتنازع عليها وخطوط التماس الحالية التي قد تتحول إلى أساس لأي اتفاق سلام. ورغم ضغوط واشنطن لدفع مسار التفاوض، فإن أوكرانيا لا تزال ترفض تقديم أي تنازلات إقليمية تمس سيادتها، وهو ما جعل محادثات فلوريدا صعبة رغم وصفها من الجانب الأوكراني بأنها بناءة. ويشكل ملف دونباس والعلاقة المستقبلية مع حلف الناتو محوراً إضافياً للتوتر داخل محاور الحوار.
دور واشنطن وخطة ترامب للسلام
تأتي هذه الاجتماعات في سياق مبادرة سلام طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تشير تسريبات إلى أنها قد تتضمن تنازلات إقليمية لصالح روسيا، وتقليص قدرات الجيش الأوكراني، وإبقاء كييف خارج الناتو. هذه البنود قوبلت باعتراضات قوية من القيادة الأوكرانية وحلفائها الأوروبيين، لكنها باتت جزءاً من الإطار السياسي الذي تتحرك خلاله محادثات فلوريدا ضمن جهود واشنطن لإعادة صياغة مشهد الحرب.
الخطوات التالية وزيارة موسكو
من المقرر أن يتوجه ويتكوف، وربما كوشنر، إلى موسكو خلال الساعات المقبلة لعرض نتائج محادثات فلوريدا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتطمح واشنطن إلى انتزاع موافقة روسية أولية على إطار تفاوضي جديد يسمح بتسوية سياسية قابلة للتطبيق. ورغم تفاؤل ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق، فإن مصادر أوكرانية أكدت أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئاً بالعقبات.
تحديات داخلية في كييف وتأثيرها على المفاوضات
تزامنت الجهود الدبلوماسية مع أزمة داخلية في أوكرانيا عقب استقالة مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بسبب فضيحة فساد، وهو ما اعتبرته واشنطن عاملاً قد يعطّل تقدم مفاوضات السلام إذا لم تتم السيطرة عليه سريعاً. وتؤكد كييف أنها تسعى إلى سلام يحافظ على سيادتها وكرامة شعبها، وأن قراراتها التفاوضية ستظل منسجمة مع هذا المبدأ.
التطورات المحتملة
تشير مجريات الأحداث إلى أن محادثات فلوريدا قد تكون بداية مسار تفاوضي جديد، لكن نجاحه يعتمد على قدرة واشنطن وموسكو على الاتفاق حول خطوط مشتركة، وعلى قدرة كييف على إدارة ملفاتها الداخلية والخارجية بالتوازي. ومن المتوقع صدور أول رد روسي رسمي بعد زيارة المفاوض الأميركي إلى موسكو، ما سيحدد مسار المرحلة المقبلة من محاولات إنهاء الحرب.













































