×



klyoum.com
yemen
اليمن  ٢٠ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
yemen
اليمن  ٢٠ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار اليمن

»سياسة» شبكة الأمة برس»

لخليل العسلي .. "فنجان قهوة وحكاية مدينة": سيرة القهوة والمقاهي في القدس

شبكة الأمة برس
times

نشر بتاريخ:  الأثنين ١٩ أيار ٢٠٢٥ - ٢٣:١٤

لخليل العسلي .. فنجان قهوة وحكاية مدينة: سيرة القهوة والمقاهي في القدس

لخليل العسلي .. "فنجان قهوة وحكاية مدينة": سيرة القهوة والمقاهي في القدس

اخبار اليمن

موقع كل يوم -

شبكة الأمة برس


نشر بتاريخ:  ١٩ أيار ٢٠٢٥ 

قراءة: أوس يعقوب

في كتابه 'فنجان قهوة وحكاية مدينة'، الصادر أخيرًا، عن دار باب العامود للنشر في إسطنبول، يأخذنا صاحب الدار الصحافي والكاتب المقدّسي، الدكتور خليل العسلي، مؤسّس شبكة 'أخبار البلد' المقدّسية، بمؤلّفه الجديد، في سرد جمالي، في جولة أدبية وتاريخية لسيرة القهوة والمقاهي في مدينة القدس، وما ارتبط بها من ممارسات اجتماعية وثقافية ونضالية ماضيًا وحاضرًا.

'إلى كل من تنفس هواء القدس ووقع في عشقها وضحّى من أجلها، وإلى كل من ارتشف فنجان قهوة بين جنبات المدينة، وإلى كل من أصر على أن يكون جزءًا من الحكاية المقدّسية: إلى هؤلاء أهدي هذه السيرة الذاتية للقهوة والمدينة'. بهذه الكلمات أهدى المؤلّف كتابه الذي نتناوله بالعرض في مقالنا هذا، والذي لا يمثّل دراسة علمية، أو بحثًا أكاديميًّا، أو مصنفًا تاريخيًا، بقدر ما هو توثيق شفوي ليس فقط لموضوعه 'سيرة القهوة والمقاهي في القدس'، وإنّما للمدينة المقدّسة أيضًا، وذلك في محاولة لإعادة الحياة للقدس وتاريخها، وهو ما دعا واضعه إلى الرجوع إلى عدد من المصادر والمراجع التاريخية والأدبية، لكنّ الأساس في منجز الدكتور العسلي هذا كان تسجيله لذكريات من عاشوا في مقاهي المدينة، من الذين شكّلت المقاهي جزءًا أساسيًا من حيواتهم، أو ممّن تناقلوا حكايات وسير تلك المقاهي أبًا عن جد.

المقاهي روح المدينة ونبضها

'موت المقهى هو فعلًا موت للمدينة، فقد ماتت أحياء البلدة القديمة لحظة تلاشي المقاهي فيها، ولهذا فإنّ المدينة من دون المقهى هي مدينة من دون روح، أو نبض'. هذا ما يقوله العسلي، الذي قسّم كتابه إلى مقدّمة وخمسة عشر فصلًا تتحدّث جميعها عن المقاهي، وتاريخها، وأنواعها، وطقوسها، وأسماء الشهيرة منها، والحكايات المرتبطة بها، بخاصّة مقاهي القدس القديمة التي مثّلت مركز الحياة بالنسبة للمدينة.

يفرد المؤلّف فصلًا من الكتاب لتاريخ المقاهي المقدّسية العريقة في عصر الاحتلال البريطاني ــ الذي يسمّى زورًا 'انتداب' ــ، وفصلًا آخر لمقاهي المدينة في زمن الاحتلال الإسرائيلي، ساردًا قصّة تلك المقاهي، وكيف تطوّرت وتحوّلت لأمكنة للنضال والتحشيد لمقاومة المحتلّ. وتراه يأتي على ذكر مقاه ما زالت موجودة حتى يومنا هذا، ومنها 'مقهى صيام' التاريخي، الذي يتوسط زاوية يتفرّع منها طريق إلى كنيسة القيامة، وآخر إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة، والذي يفرد له فصلًا كاملًا. وفي فصل آخر يسرد الكاتب سيرة مقاهي حيّ 'باب حطة' في البلدة القديمة أيضًا، ويتحدّث عن 'مقهى زعترة' الشهير، وعن دوره في النضال والحياة الاجتماعية، وكذلك عن مقاهي 'باب الخليل'. كما يخصّص مساحة للكتابة عن مقاهي فلسطين المحتلّة عام 1948م.

'يفرد المؤلّف فصلًا من الكتاب لتاريخ المقاهي المقدّسية العريقة في عصر

الاحتلال البريطاني ــ الذي يسمّى زورًا 'انتداب'ــ، وفصلًا آخر لمقاهي المدينة في زمن الاحتلال الإسرائيلي'

ومن فصول الكتاب الأخرى، فصل بعنوان 'طقوس المقهى'؛ وفصل 'حكايات المقاهي'... وإلى جانب المقدّمة والفصول الخمسة عشر، تضمّن الكتاب مجموعة من الصور الأرشيفية التي تظهر حضور القهوة ودورها في الحراك الإنساني داخل مدينة القدس، ما أضاف بُعدًا بصريًا عزّز من أجواء الكتاب، ومن تلك الصور نذكر، صورة لمقهى قديم حمل اسم 'الباسطي'، وصورة لمقهى في القدس يُظهر تجمعًا للناس فيه، وصورة لمقهى 'صيام'، وصورة لفتى المقهى الذي كان يتميّز بلباسه التقليدي وطربوشه الأحمر، وصورة لشيخ فقيه يشرب القهوة، وصورة لمقهى فلسطيني تعود إلى عام 1920م.

القهوة من التحريم إلى تغزل الشعراء بها

تحتلّ مدينة القدس مرتبة متقدّمة في قائمة المدن العربية الأقدم، التي وصلت إليها القهوة أيام العثمانيين، في القرن السادس عشر، قادمة من الشام على ضوء الحركة العمرانية التي أحدثها السلطان سليمان القانوني في المدينة، وكان أوّل من عمل في القهوة عشرة أشخاص من الشام، واثنان من مكة، وواحد من اليمن، وواحد من مصر، وأوّل من صنع القهوة في القدس شخص يدعى أحمد بن أحمد القهوجي.

وقد كان شرب القهوة في البدء محرّمًا، ووصل الأمر إلى ملاحقة صانعيها، إذ صدر أمر من السلطان العثماني إلى قاضي القدس عبد الكريم أفندي يقضي بمنع تعاطي القهوة في القدس، لكن رغم ذلك انتشر شرب القهوة في مختلف مجالس المدينة، وأصبحت عادة للترحيب بالضيوف، وهكذا انتشرت المقاهي في القدس، وكان أساسها بعض أعيان المدينة، وارتادها بعض الأكابر، ومن تلك المقاهي 'قهوة الشيخ أبو الوفا العلمي'، و'قهوة حسين باشا'. وبلغ الحال أنّ أصحاب المقاهي شكّلوا نقابة تجمع شملهم، وانتخبوا شيخًا للقهواجية (شيخ الكار). ومع الأيام، تطوّرت المقاهي، وأصبحت تعرض لروادها المسرح الشعبي 'الكراكوز'، ويقدّمون الروايات الشعبية على لسان 'الحكواتي'، كـ'السيرة الهلالية'، وقصّة 'الزير سالم'، وقصّة 'عنتر وعبلة'، وغيرها، حيث نقل فنانون شاميون تلك الأنشطة إلى القدس.

يكشف العسلي، في السياق، أنّ المقاهي التقليدية التي عُرفت في القدس اختفت، أو باتت معدودة على الأصابع، واختفى معها الدور المحوري الذي لعبته في حياة المقدّسيين وسكان الأحياء في البلدة القديمة، لافتًا إلى أنّ ضياع دور المقاهي في ثقافة المدينة تزامن مع فقدان القدس لدورها باعتبارها مدينة جامعة، بسبب سياسات الاحتلال التي عملت على عزل القدس عن محيطها العربي وعمقها الإستراتيجي في القرى والمدن الفلسطينية القريبة، وحتى البعيدة من خلال بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، ثم العمل على تفتيت المدينة، محوّلةً إياها إلى أحياء مشتّتة معزولة عن بعضها بعضًا، بلا مركز لها، كما كان الحال في السابق.

ويتناول العسلي في الكتاب النقاش الذي دار في حينها، حول الحكم الفقهي في شرب القهوة، والذي استمرّ بين الفقهاء زمنًا قبل أن يُقرّ الفقهاء بجواز شربها، معرجًا على تحوّلات المجتمعات العربية، وتقبّلها لشرب القهوة والاعتياد عليها، كما في اليمن، ومكة، ومصر، والشام (سورية).

'تحتلّ مدينة القدس مرتبة متقدّمة في قائمة المدن العربية الأقدم،

التي وصلت إليها القهوة أيام العثمانيين، في القرن السادس عشر'

يرى العسلي، أنّ الدور الإيجابي لمقاهي القدس تمثّل في إسهامها على الإبقاء على الذاكرة الجمعية للمدينة، لا سيّما في المراحل الأولى من الحكم العثماني، غير أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي دمّرت دور المقاهي، وأجبرت مرتاديها على هجرانها، ماسحةً بذلك هويتها الثقافية، ممّا زعزع استقرار المجتمع المحلّي المحافظ، لتعود المقاهي في السنوات الأخيرة بحلّة عصرية مختلفة، وبدور وظيفي يتماشى وطبيعة المقاهي في العالم. وهذا التغيير قاده الشباب الباحث عن نقطة هدوء في حياة مدينتهم المتوتّرة جراء ممارسات المحتلّين.

ولم يفت المؤلّف معاينة أنماط النظرة الاجتماعية تجاه المقاهي عبر التاريخ. ففي الفترة السابقة كانت المقاهي تعدُّ مكانًا للاستراحة والتسلية، وفي فترى أخرى نُظر إليها كمكان للفتن والمؤامرات، قبل أن تتّخذ في الآونة الأخيرة وظيفة اجتماعية بحتة. موضّحًا في السياق أنّ علماء الاجتماع رأوا أنّ المقاهي 'مرآة المجتمع ونبض الشارع'، فـ'من أراد معرفة المدينة فعليه أن يذهب إلى المقاهي فيها'، ويضيف: أنّ 'المقهى جزء لا يتجزأ من هوية المدينة'، مستشهدًا بما أورده الكاتب والمؤرّخ الأدبي الفرنسي، جيرار جورج لومير، الذي كتب في سيرة حياة بعض المقاهي وسيرة حياة روادها من الأدباء ومحبّيهم، عن مقاهي الشرق، في كتابه 'القهوة والأدب.. المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس' (دار ألكا للنشر ــ 2018م)، يقول لومير: إنّ 'حركة النهضة الأوروبية ترجع إلى بداية إقبال الأوروبيين على شرب القهوة في أواسط القرن السادس عشر'.

وينقل عن صاحب 'نوبل'، الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، قوله عن المقاهي: 'الحياة هنا.. ومن هنا يبدأ التاريخ'، ويقتبس من الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قوله في وصف القهوة: 'هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني والوحيد الذي تقف فيه وحدك مع ماء تختاره بكسل وعزلة، في سلام مبتكر مع النفس والأشياء، وتسكبه على مهل في إناء نحاسي صغير داكن وسري اللمعان، أصفر مائل إلى البني، ثم تضعه على نار خفيفة، آه لو كانت نار الحطب'. كما يذكرنا بما جاء على لسان الشاعر السوري الراحل نزار قباني: 'القهوة هي عجوز معمّرة لها أحفاد بررة يقبّلونها كل صباح ومساء، وأنا أكثرهم برًّا بها'.

أحوال ودور المقاهي في مقارعة الاحتلال

يبني العسلي سرديته عن أحوال ودور مقاهي المدينة منذ أواخر العهد العثماني، ومن ثم في زمن الاحتلال البريطاني، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، على الربط بين الحراكين الثقافي والوطني، موثقًا كلامه بما ورد في 'المذكرات الجوهرية'، لصاحبها الموسيقار والمؤرّخ المقدّسي واصف جوهرية (1897 ــ 1973م)، الذي أرّخ في صفحات من مذكراتها 'القدس العثمانية'، و'القدس الانتدابية' لسيرة المقاهي المقدّسية، التي تأسّست في فترة 'إعلان الدستور' عام 1908م وحتى نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م، ومنها ــ والكلام لجوهرية ــ، 'مقهى المختار الذي أنشأه عيسى بن ميشيل الطبة، وكان يقع على سطح مصرف (كريديت ليوني) خارج باب الخليل، ومن أشهر رواده المربي خليل السكاكيني (1878 ــ 1953م) العائد من الولايات المتّحدة سنة 1908م، والذي عمل محرّرًا في مجلّة 'الأصمعي'، وجريدة 'القدس'، ومن رواده أيضًا الصحفي يوسف العيسى (1870 ــ 1948م) أحد مؤسّسي جريدة 'فلسطين' في يافا، وجريدة 'ألف باء' في دمشق عام 1920م، ويعقوب فراج، والشاعر الصحفي عيسى داود العيسى (1880 ــ 1950م) مؤسّس جريدة 'فلسطين'، والصحفي عادل جبر(1885 ــ 1953م) صاحب جريدة 'الحياة' المقدّسية، والشاعر اللبناني رشيد نخلة (1873 ــ 1939م) المنفي إلى القدس منذ عام 1913م، من قِبل جمال باشا السفاح، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية، بسبب ما كان يخشاه من شعوره القومي'.

ويحيلنا المؤلّف إلى ما كتبه القاص والروائي المقدّسي الكبير محمود شقير عن دور مقاهي المدينة في القرن المنصرم، في لعب دور حيوي في استمرارية النضال الوطني بكل أوجهه ضدّ الاحتلال، يقول شقير: '.. التحدّث عن المقاهي يعيد إلى الذاكرة أيام ازدهار النشاط السياسي في المدينة، وخصوصًا أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، حيث اعتاد نشطاء الأحزاب الجلوس في المقاهي والترويج للسياسات التي تتبناها أحزابهم. وجرت الاستفادة في الوقت نفسه من المقاهي التي تتّسع لعدد كبير من الناس (مقهى 'زعترة' داخل باب العمود مثلًا) لعقد الاجتماعات الحاشدة للمرشحين لانتخابات البرلمان الأردني، حينما كانت الضفة الغربية جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك'.

بالعودة إلى جذور دخول المقاهي إلى فلسطين التاريخية وانتشارها، يخبرنا العسلي كيف وصلت إلى بلادنا، وتحديدًا إلى مدينة القدس، عائلات من بلاد الشام، يوم كانت المدينة مزدهرة عمرانيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ومركز جذب للعلماء والفقهاء والصناعيين والحرفيين الذين توافدوا من بقاع الدولة العثمانية، مستعرضًا تاريخ القهوة والمقاهي منذ القرن السادس عشر، من إسطنبول، وصولًا لتاريخها الاجتماعي والثقافي الحديث في مسقط رأسه، والدور الاجتماعي والثقافي والوطني للمقاهي المقدّسية، منذ بداية الحكم العثماني. ولتشويقنا وإفادتنا ينقلنا معه بين الأماكن، وبين الأزمان، وبين اتّجاهات المقدّسيين في النظر إلى المقاهي، وتغيّرات النظرة ما بين الإيجابي والسلبي في أكثر من عصر، وصولًا إلى تحوّلات العام 1967م، أي بعد احتلال الجزء الشرقي لمدينة القدس، حيث ظلّت النظرة مزدوجة ملتبسة بين التقدير والإيجابية والسلبية، ربّما حسب ظروف المقاهي ومرتاديها؛ فهي ممدوحة في ظلّ التجمعات الوطنية، وهي مذمومة حيث السلوكيات غير المقبولة، ليتوقّف عند اختراقها من قبل أجهزة الاحتلال الأمنية، التي كانت ترى في تلك المقاهي بيئة خصبة لأعمالها التجسسية، الأمر الذي كان يلحق أضرارًا بالغة على الصعيد الوطني الفلسطيني.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار اليمن:

هجوم إلكتروني يخفض سهم كوين باس بعد سرقة بيانات العملاء

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
2

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2027 days old | 414,646 Yemen News Articles | 17,605 Articles in May 2025 | 146 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 27 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا








لايف ستايل