اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في خضم المشهد المتقلب، تبرز حملات التحريض التي تقودها المليشيات الإخوانية الإرهابية كأحد أخطر أدوات التصعيد ضد الجنوب.
باتت هذه الحملات منصة مكشوفة لدفع الأجندات المعادية نحو تغذية الإرهاب الحوثي وتسهيل استهداف أمن واستقرار الجنوب.
تأتي هذه الحملات على شكل حملات إعلامية ممنهجة، وتصريحات سياسية تحريضية، وتنسيق ميداني غير مباشر مع الجماعات المتطرفة، ما يمثل تهديدًا مزدوجًا يقوض جهود السلام ويعيد خلط الأوراق في لحظة بالغة الحساسية.
في الآونة الأخيرة، لوحظ تصاعد في وتيرة الخطاب التحريضي الموجَّه من منصات محسوبة على المليشيات الإخوانية، يستهدف قيادات الجنوب والمجلس الانتقالي، ويتعمد تشويه تحركاتهم السياسية والأمنية داخليا وخارجيا.
هذا الخطاب لم يكن معزولا عن تطورات ميدانية تشير إلى وجود تنسيق غير معلن مع الميليشيات الحوثية، التي كثّفت من هجماتها على جبهات الجنوب، مستغلة حالة التشويش التي تُحدثها هذه الحملات.
ويهدف هذا التحريض الإخواني إلى تقديم خدمات مجانية للحوثيين من خلال إضعاف الجبهة الداخلية في الجنوب، وإثارة الفوضى، والتشكيك في القيادة الجنوبية.
هذه الحملات تعمد إلى خلط الأوراق بين مشروع استعادة الدولة الجنوبية ومشاريع الفوضى التي تتبناها أطراف إقليمية وتنفذها أدوات محلية، في طليعتها مليشيا الإخوان.
ورغم فداحة هذا التهديد، إلا أن الجنوب لم يقف مكتوف الأيدي، بل أبدى مستوى عاليا من الوعي والجاهزية لمواجهة هذه المخططات. حيث تعمل الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية على تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود الاستخباراتية لإحباط أي محاولات تسلل أو زعزعة أمنية.
كما يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي جهوده في فضح الدور التحريضي للإخوان وكشف ارتباطاتهم بمحاور إقليمية تسعى إلى إبقاء الجنوب في دوامة الصراع.
على المستوى الشعبي، فقد أظهرت المكونات المجتمعية الجنوبية درجة متقدمة من اليقظة، إذ ترفض الخطاب التحريضي وتحبط محاولات زرع الفتنة بين الجنوبيين، إدراكا منها بأن وحدة الصف الجنوبي هي السلاح الأهم في مواجهة التهديدات المتعددة، وفي مقدمتها الإرهاب الحوثي والدور الإخواني المعروف.
ويبدو جليًّا أن حملات التحريض الإخوانية لا تخدم سوى أجندات العدو الحوثي، وهي محاولات يائسة لضرب الجنوب من الداخل بعد أن فشلت عسكريا وسياسيا في إخضاعه.
لكن يقظة الجنوب وتماسك جبهته السياسية والأمنية يعيدان صياغة المعادلة ويؤكدان أن المشروع التحرري الجنوبي قادر على حماية مكتسباته وإفشال المؤامرات مهما تنوعت أدواتها.