هايتي.. خطوة سياسية إلى الأمام في ظل تفاقم الأزمة  

يمثل اتفاق الانتقال السياسي في هايتي خطوة رئيسية إلى الأمام بالنسبة للبلد الذي مزقته أعمال العنف، لكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، حيث حذر بعض الخبراء من أن الوضع قد يتدهور أكثر.

سيطرت العصابات المسلحة على جزء كبير من هايتي، أفقر دولة في نصف الكرة الغربي، حيث قام قطاع الطرق بنهب البنية التحتية وتزايد المخاوف من المجاعة.

- ما هو الاتفاق؟ -

توصل زعماء منطقة البحر الكاريبي واللاعبون الدوليون، ولا سيما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى اتفاق في محادثات في جامايكا يوم الاثنين يتنازل بموجبه رئيس الوزراء أرييل هنري عن السلطة لمجلس انتقالي جديد، والذي سيعين زعيمًا مؤقتًا قبل إجراء الانتخابات.

ولم تجر هايتي انتخابات منذ عام 2016، ويتولى هنري السلطة، رسميًا كشخصية انتقالية، منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويز عام 2021.

وسيأتي الأعضاء السبعة الذين لهم حق التصويت في المجلس الانتقالي من أحزاب في جميع أنحاء هايتي بما في ذلك الحركات المرتبطة بهنري ومويز والرئيس السابق جان برتراند أريستيد، القس السابق ذو الميول اليسارية والذي كان أول رئيس منتخب ديمقراطيا في هايتي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر يوم الثلاثاء إنه ينبغي تسمية أعضاء المجلس خلال 48 ساعة.

- هل سينهي الاتفاق العنف؟

وقال إيدي أسيفيدو، كبير الموظفين وكبير المستشارين في مركز ويلسون في واشنطن، إن 'إقالة رئيس الوزراء هنري والسعي إلى حل سياسي وحده لن يحل تلقائيًا الأزمة الأمنية الحادة في هايتي'.

وقال إن هايتي لا يزال من الممكن أن تنزلق إلى 'أسوأ كابوس' للمجتمع الدولي مع سيطرة زعيم عصابة على القصر الرئاسي.

وحذر من أن الزعماء السياسيين الذين لا يتمتعون بالشرعية يمكن أن يتسببوا في مزيد من عدم الاستقرار، مع احتمال إلقاء الشرطة الوطنية الناشئة - التي تعتبرها الولايات المتحدة مفتاح الاستقرار في المستقبل - أسلحتها إذا لم تشعر القوة بأنها تحظى بدعم قوي.

وتقدمت كينيا بإرسال الشرطة كجزء من مهمة دولية تمولها الولايات المتحدة وكندا لاستعادة النظام.

وقالت كينيا إنها ستؤجل الخطة مع استقالة هنري لكن الولايات المتحدة أبدت تفاؤلها بأن المهمة ستمضي قدما بمجرد تشكيل حكومة جديدة.

- هل المجلس الجديد ممثل؟ -

وقال كيث ماينز، نائب رئيس برنامج أمريكا اللاتينية في المعهد الأمريكي للسلام والدبلوماسي الأمريكي السابق، إن الهايتيين كانوا يسعون منذ فترة طويلة إلى حكومة أكثر تمثيلا وشفافية.

وقال ماينز إن عملية الانتقال 'في الواقع خطوة ضخمة وغير متوقعة، وبصراحة، لولا الأزمة الأمنية، لما حدث ذلك على الأرجح'.

وقال 'أعتقد أن هذا يفتح الكثير من الاحتمالات الجديدة، لكن هذه لا تزال إمكانيات يجب إدارتها بعناية حقيقية ويجب دعمها بشكل حاسم للغاية من قبل المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة'.

وأضاف أن ضعف الحكومة المركزية كان مصدر قلق رئيسي لنشر القوة التي تقودها كينيا.

وبالإضافة إلى الأعضاء السبعة، سيكون للمجلس مراقبان.

واقترح ماينز إنشاء مجلس ثان له دور استشاري يمكن أن يضم لاعبين آخرين بما في ذلك الأحزاب السياسية الصغيرة.

- ما هو دور العصابات؟ -

ولن يعطي الاتفاق دورا لأي جماعة تخضع لعقوبات الأمم المتحدة. وتسيطر العصابات فعليا على جزء كبير من هايتي بعد سنوات من تآكل سلطة الحكومة.

وقال جيديون ليون، مؤسس منظمة غير حكومية في هايتي، مركز تحليل وأبحاث حقوق الإنسان، المعروف باسمه المختصر الفرنسي CARDH، إن المجلس الانتقالي 'ليس وضعًا سياسيًا مثاليًا' ولكنه سمح بإدراج المجموعات الرئيسية.

وقال 'حتى الآن لا نرى ظهور شخصيات سياسية جديدة'.

'من وجهة نظري، في الوضع السياسي الحالي، أصبحت العصابات قوة. علينا أن نكون حذرين من أن أعمالهم الإجرامية - الاغتصاب والمجازر والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان - لا تحظى بالشرعية'.