ليندركينغ: الحوثيين يضرّون بمصالح اليمن ويساهمون بمفاقمة الظروف الاقتصادية لعدة دول

قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن 'اليمن تمرّ بفترة عصيبة. فهجمات الحوثيين المتهورة تهدّد الإنجازات الملموسة للدبلوماسية متعددة الجوانب على مدى السنوات الثلاث الماضية'.

وأضاف ليندركينغ، في جلسة عقدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، بشأن تأمين البحر الأحمر في ظل هجمات الحوثيين: 'بعد أكثر من 50 زيارة للمنطقة على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ ما زلت مقتنعًا بأن السلام في اليمن ليس فقط قابل للتحقق، ويخدم المصالح الأمريكية، ولكنه يخدم أيضًا مصالح شركائنا الإقليميين، وبطبيعة الحال مصالح اليمنيين أنفسهم'.

وتابع: 'رغم تهوّر الحوثيين بشنّ الهجمات البحرية غير القانونية، لا تزالُ الهدنة التي أُبرمت في أبريل عام 2022 بين الأطراف المتحاربة في اليمن صامدة، ولا يزال العنف داخل اليمن في أدنى مستوياته منذ عام 2015، والأزمة الإنسانية في اليمن، رغم أنها لا تزال مستشرية، إلا أنها أقل حدة مما كانت عليه في قمة ذروتها'.

وقال المبعوث الأمريكي: 'حتى التصعيد الأخير للحوثيين، كان اليمنيون قد بدأوا برؤية بصيص أمل في طريق العودة إلى الاستقرار.. يجب ألا نتغاضى عن هذه المعطيات، حتى مع ضرورة تقليصنا وتدميرنا لقدرات الحوثيين العسكرية، وإدانة هجماتهم على السفن المدنية'.

وأشار إلى دور سلطنة عمان والسعودية والإمارات بالقول: لا يزالون ملتزمين بعملية السلام في اليمن، ويواصلون بالمساهمة الفعالة.

وأوضح أن الولايات المتحدة دعمت خارطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ نهاية ديسمبر الماضي، قائلاً إنها تشكّل بارقة أمل لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، وتجنّب العودة للحرب الأهلية الدامية.

وتابع: 'منذ السابع من أكتوبر، فقد رمى الحوثيون هذه المبادرة عرض الحائط، فإيران قامت بتزويد الحوثيون بالدعم لشنّ هجماتهم، وكما تشير التقارير عن وجود أعضاء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني يدعمون هجمات الحوثيين من داخل الأراضي اليمنية'.

واعتبر أن الحوثيين 'يخاطرون بقتل بحارة من دول عديدة في كل مرة يشنون فيها هجومًا، وهو ما فعلوه الآن في أكثر من خمسة وأربعين مرة. من خلال مهاجمة ناقلات النفط والسفن الأخرى التي تحمل مواد خطرة، فهم مسؤولون عن كارثة بيئية في البحر الأحمر، وبجعل حركة الشحن التجاري البحري مكلفاً وخطيراً للغاية'.

وقال ليندركينغ إن الحوثيين يساهمون بمفاقمة الظروف الاقتصادية والإنسانية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا. دول يبلغ عدد سكانها مجتمعة أكثر من 250 مليون شخص يعتمدون على البحر الأحمر وخليج عدن للحصول على الواردات الأساسية والنشاط الاقتصادي والمساعدات الإنسانية.

وتابع: 'إن هذه الأعمال المتهورة تهدّد حرية الملاحة الدولية، وتزيد من أسعار السلع الأساسية، وتعيق وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى ملايين اليمنيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها'.

واعتبر المبعوث الأمريكي أن هجمات الحوثيين 'أعمال إرهابية'، وأضاف: 'لا يتقيّد الحوثيون حتى بأهدافهم المعلنة؛ إنهم يضربون في الغالب سفنًا ليس لها أي صلة بإسرائيل على الإطلاق، وقد تأثرت أكثر من خمسة وخمسين دولة حتى الآن، مما أدى إلى زيادة صعوبة وتكلفة إيصال المساعدات الإنسانية إلى الناس حول العالم - بما في ذلك، بالطبع، اليمنيين أنفسهم'.

وقال إن الولايات المتحدة تحشد الجهود لتقويض وتدمير قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم، مضيفاً: 'ضرباتنا الدفاعية على البنية التحتية للصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين لها تأثير كبير، وقد أدت تدخلاتنا إلى تعطيل إعادة إمداد إيران للحوثيين، وأدت إلى حيازتنا لأدلة ملموسة على استمرار إيران في دعم هجمات الحوثيين البحرية'.

وتطرّق المبعوث الأمريكي إلى قرار واشنطن بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية قائلاً: 'يعتبر التصنيف وسيلة قوية لمساءلة الحوثيين عن أفعالهم من خلال تجميد الأصول، وعرقلة المعاملات المالية مع السماح باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية والتجارة إلى الشعب اليمني.'.

وأضاف: 'يتضمن التصنيف سلسلة من العقوبات المستهدفة على الأفراد والكيانات التي تسهل المساعدة المالية الإيرانية للحوثيين.. نحن نتفهم أن الحوثيين، على الرغم من تظاهرهم بالتجاهل، إلا أنهم يحرصون على إزالة التصنيف الإرهابي'.

وتابع: 'علاوة على ذلك، يضمن تصنيف الحوثيين كجماعه إرهابية مصنفة بشكل خاص، حرمانهم من جني ثمار اتفاقية السلام بحال استمرار هجماتهم'.

وقال ليندركينغ: 'نحن لا نريد أن يعاني الشعب اليمني بسبب سلوك الحوثيين المتهور، لهذا السبب، اتخذت حكومة الولايات المتحدة خطوات مهمة لحماية الشعب اليمني من أي آثار سلبية قد ينجم عنها هذا التصنيف'.

وأضاف: 'يرغب الحوثيون في أن يُنظر إليهم كحكومة شرعية، لكنهم ينتهكون القانون الدولي ويتصرفون مثل ميليشيا مسلحة لا تحترم الأعراف الدولية'، وقال: 'يسعى الحوثيون لشرعنة أنفسهم على الساحة العالمية، ولكن التحالف الواسع للدول ذات الهدف المشترك الذي قمنا بتجميعه يوضح مدى عمق عزلتهم'.

وتابع: 'حتى مع قيامنا بتقويض قدرات الحوثيين وتعطيلها، والضغط على تمويل الإرهاب لديهم، وفضحهم على الساحة العالمية، يجب علينا أيضًا البحث عن حلول دبلوماسية لإنهاء هجمات الحوثيين هذه'.

وأشار إلى أن 'الولايات المتحدة تعمل عبر قنوات متعددة لإيصال رسالة واضحة للحوثيين مفادها أن إمكانية السلام لا تزال قائمة إذا أنهوا هجماتهم على الفور، لكن مع كل صاروخ يتم إطلاقه، فإنهم يخاطرون بكارثة أكبر يمكن أن تقضي على احتمالات أي اتفاق. نحن لا نسعى إلى التصعيد أو صراع أوسع في المنطقة، ولا زلت آمل أن نتمكن من الحفاظ على مسار دبلوماسي للمضي قدمًا، لكن الحوثيين يضرون بشعبهم من خلال تأجيل عملية السلام'.