اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
في وسط زحام أحد أسواق العاصمة اليمنية وصخبها اليومي، تحولت رحلة عادية لجلب قوت اليوم إلى تجربة مرعبة لمواطن يُدعى أحمد الوظاف، والذي وقع ضحية لعملية سرقة فريدة من نوعها، نفذتها عصابة محترفة انتحلت شخصية عناصر أمنية بأسلوب يثير الدهشة ويكشف عن مستوى جديد من الجرائم المنظمة.
بدأت الحكاية عندما اقترب من الوظاف رجل يرتدي ملابس مدنية، لكن نبرة صوته وحركاته كانت توحي بسلطة لا تقبل الجدال.
وبصوت مرتفع وموجه للجمهور المحيط، بدأ الرجل في 'استجواب' الضحية: 'تعال تعال… ورّيني تلفونك!'. لم يكن الأمر مجرد طلب، بل كان أمرًا صارخًا يضع الضحية في موضع الاتهام الفوري.
تصاعد الموقف تأزيمًا مع بدء الرجل في طرح سلسلة من الأسئلة النمطية التي تُستخدم في التحقيقات الأمنية الحقيقية، وهي أسئلة مصممة لإثارة الرهبة والارتباك لدى أي شخص: 'تبع من؟ من وين؟ كم لك جالس في صنعاء؟'.
في هذه الأثناء، كان شريك آخر في الجريمة يجلس على مقعد سيارة 'هايلوكس' من نوع مخصص للقوات الأمنية، ليصدر أمرًا حاسمًا بتسليم الهاتف فورًا، مما أكمل للمارة والمتفرجين مشهدًا يوحي بعملية أمنية نظامية.
وسط ذهول المارة الذين ترددوا بين التدخل أو الخوف من التورط في 'قضية أمنية'، وقف الوظاف عاجزًا، تتقاذفه مشاعر الخوف من الاعتقال والحيرة من تصرفات من يواجهه.
وقبل أن يتمكن من استيعاب الموقف بالكامل، انتزع الرجل هاتفه المحمول من يده بقوة وسلمه لرفيقه الذي كان في السيارة، لتغادر العصابة المكان بسرعة البرق، تاركة وراءها مشهدًا من الفوضى والارتباك.
وبعد لحظات من الصدمة التي خيّمت على المكان، بدأت الحقيقة المروعة تتجلى لذهن الوظاف. لم تكن تلك عملية اعتقال من قبل جهاز أمني كما اعتقد في بادئ الأمر، بل كانت مجرد عملية سرقة بارعة نفذتها عصابة استغلت الخوف السائد في المجتمع ونفذت خدعتها بإتقان تام.
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي القصة التي أثارت جدلًا واسعًا، حيث عبر الكثيرون عن تعاطفهم مع الضحية، وفي الوقت نفسه، انبهروا ببراعة العصابة في انتحال الشخصية وتنفيذ جريمتها تحت أنظار الجميع.
وتحولت قصة الوظاف إلى مثال صارخ على كيفية تحول الجريمة إلى فنون أدائية في ظل الظروف المعقدة، تاركة الضحية في حيرة بين البكاء على ممتلكاته المسروقة، أو الشكر لله على نجاته من مصير كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير.













































