اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
طهران ، تل ابيب ، واشنطن ، عواصم - شهدت العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة سلسلة انفجارات قوية ناتجة عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ونووية حساسة، بينها محاولة لاغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري، وفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وأكدت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي، أن دويّ الانفجارات سُمع بوضوح في مناطق شمال شرق طهران، مشيرة إلى فتح تحقيق فوري، دون الإعلان عن حصيلة رسمية للخسائر. ومع ذلك، أفادت مصادر استخباراتية بأن الضربات أصابت أهدافًا استراتيجية.
وفي سياق متصل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في بيان عاجل، أن القوات الجوية تشنّ في هذه الأثناء هجومًا واسعًا على عشرات المواقع داخل الأراضي الإيرانية، مؤكدة إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي حتى إشعار آخر كإجراء احترازي.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن “الضربات شملت منشآت عسكرية ونووية في أنحاء متفرقة من إيران”، في عملية وُصفت بأنها الأوسع نطاقًا منذ سنوات. وتُعد هذه التصريحات بمثابة اعتراف رسمي ومباشر بالهجوم، بعكس سياسة التعتيم التي اعتادت إسرائيل اتباعها في عملياتها الخارجية.
وأكد مسؤولان أمريكيان، لوسائل إعلام، أن إسرائيل أبلغت واشنطن بالعملية مسبقًا، لكنها نفذتها دون مشاركة أمريكية، في مؤشر على تصعيد محسوب لكنه منفصل عن القرار الأمريكي المباشر.
ولم تصدر طهران بعدُ أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي تفاصيل الهجوم أو مصير اللواء باقري، في حين يُتوقع أن تعقد القيادة الإيرانية اجتماعًا طارئًا خلال الساعات المقبلة، في ظل حالة تأهب أمني وعسكري مرتفعة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات متلفزة: “قبل لحظات أطلقنا عملية عسكرية تستهدف دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل”، مضيفًا: “نمرّ بمرحلة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.
وأوضح نتنياهو أن العملية ستستمر لأيام، وأنها طالت “قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني وبرنامج التسلح النووي”، بالإضافة إلى “منشأة التخصيب الرئيسية في نطنز”، و”علماء نوويين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة إيرانية”.
وأكد أن الضربات استهدفت أيضًا “قلب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني”، وأن “العملية ستلحق الضرر بالبنية التحتية النووية الإيرانية وقدراتها العسكرية ومصانع الصواريخ الباليستية”. وأشار إلى أن الطيارين الإسرائيليين “يضربون أهدافًا عديدة في إيران”، مضيفًا: “معركتنا ليست مع الشعب الإيراني بل مع الدكتاتورية الإيرانية”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات الحربية نفذت الضربة الافتتاحية، التي شملت أهدافًا عسكرية ونووية، في إطار هجوم استباقي ضد المشروع النووي الإيراني. وأطلق الجيش على العملية اسم “الأسد الصاعد”.
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل عقب تنفيذ الهجوم، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
أما في إيران، فقد أفادت وسائل إعلام محلية بأن عدة مناطق سكنية في العاصمة طهران تعرضت للقصف، ما تسبب في اندلاع حرائق، بينما نقل شاهد عيان في مدينة نطنز لوكالة “رويترز” سماع أصوات انفجارات متعددة قرب المنشأة النووية هناك.
العراق يغلق مجاله الجوي ويوقف الطيران إثر هجوم إسرائيل على إيران
وقرر العراق، فجر الجمعة، إغلاق مجاله الجوي، ووقف حركة الطيران في جميع المطارات، وذلك بالتزامن مع إعلان إسرائيل شنّ هجوم على إيران.
جاء ذلك وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “واع”.
ونقلت الوكالة عن المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية، قوله: “بسبب التوترات الإقليمية تم إيقاف الملاحة الجوية العراقية وإغلاق الأجواء العراقية إلى اشعار آخر، من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في الأجواء العراقية”.
وأضاف، أن “الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية باشرت إخلاء الأجواء العراقية من الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة ، بشكل تدريجي، من أجل المحافظة على سلامة المسافرين الوافدين إلى مطارات العراق، وكذلك الطائرات التي تعبر أجواءنا”.
وفي السياق ذكرت وكالة أنباء تسنيم أن دوي انفجارات سمع في عدد من المحافظات الإيرانية بينها كرمانشاه ولرستان.
كما أشار التلفزيون الايراني إلى أن الأصوات التي سمعت بطهران بعضها مرتبط بهجمات إسرائيلية وبعضها عن أنظمة الدفاع الجوي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول إيراني أن حي شهراك شهيد محلاتي في طهران حيث يعيش كبار القادة العسكريين تعرض للهجوم الإسرائيلي. واضاف المسؤول أن 3 مبان سكنية بالحي قد نسفت.
وكانت وكالة نورنيوز الإيرانية أفادت بسماع أصوات انفجارات عنيفة في منطقة محلاتي شمالي شرقي العاصمة طهران
وأفاد مراسل الجزيرة في طهران بسماع دوي 6 انفجارات كبيرة في أنحاء العاصمة الإيرانية فجر اليوم الجمعة.
وأوضح المراسل عمر هواش أن اصوات الانفجارات كانت قادمة من شرق طهران حيث يوجد موقع بارشيت العسكري ومواقع لوزارة الدفاع الإيرانية ومن جهة جنوب غرب العاصمة الإيرانية حيث تتواجد مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقد أعلن قسم العلاقات العامة بمطار الإمام الخميني في طهران إيقاف جميع الرحلات في المطار.
من جهتها أفادت القناة 12 الإسرائيلية بتحويل الطيران المدني على خط تل أبيب إلى مطار لارنكا في قبرص.
كما أفاد مصدر حكومي عراقي بغلق الأجواء العراقية أمام حركة الطيران بكافة أنواعه.
ردود الفعل الدولية
وفي ردود الفعل الدولية، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية إن بلادها “تشعر بقلق إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران”. أما من الجانب الأمريكي، فقد نفى مسؤولون رسميون – من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو – أي مشاركة للولايات المتحدة في الضربات الإسرائيلية، مؤكدين أن واشنطن لم تكن طرفًا في هذه العملية، وأن على إيران “ألا تستهدف المصالح أو القوات الأمريكية”.
ويُتابع المجتمع الدولي هذه التطورات بقلق بالغ، مع تزايد التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل التوترات المتعددة في الجبهات الإقليمية، بدءًا من غزة مرورًا بلبنان وصولًا إلى مضيق هرمز.