اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
طهران- بعيدا من ضجيجها المعهود وازدحاماتها المرورية الخانقة، ساد هدوء غير معهود طهران الاثنين لا يخرقه سوى دوي الضربات الإسرائيلية، في اليوم الحادي عشر من الحرب التي شنتها الدولة العبرية على الجمهورية الإسلامية.
وعصر الاثنين، كانت المركبات تنتقل بسهولة على امتداد جادة ولي عصر التي تخترق المدينة من شمالها الى جنوبها على امتداد نحو 18 كلم.
كما تراجع عدد المارة بشكل كبير في الشوارع، حالهم كحال المتاجر التي تفتح أبوابها، على رغم ان النشاط التجاري في شمال المدينة سجّل انتعاشا محدودا في اليومين الماضيين.
وعلى مقربة من متنزه 'ملّت' الذي يعد من الأكبر في المدينة الكبيرة التي يناهز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، يستقبل مخبز عددا قليلا من الزبائن. لكن انقطاع التيار الكهربائي يحول دون تمكنهم من الدفع ببطاقة الائتمان.
ولم يخف صاحب المخبز شعوره بـ'خوف كبير' عندما استهدفت غارة إسرائيلية قرابة الظهر، مبنى قريبا من مقر جمعية الهلال الأحمر الإيرانية.
وقال 'كان دوي القصف قويا. وضعت يدي على وجهي للاحتماء واختبأت'.
وأضاف أحد العاملين معه 'شعرت أيضا بخوف كبير وصرخت'.
بعد ساعات على وقوع الغارة، كانت رائحة الحريق لا تزال سائدة في الحي.
وحجبت سحب كثيفة من الدخان السماء الزرقاء في عدة أحياء في وسط طهران وعلى أطرافها الاثنين، مع تواصل الغارات الاسرائيلية وإعلان الدولة العبرية أنها نفذت غارات جوية بقوة 'غير مسبوقة'، استهدفت مراكز قيادة تابعة للحرس الثوري وكذلك سجن إوين في شمال العاصمة حيث يحتجز العديد من السجناء بمن فيهم معارضون وأجانب.
- 'لا أنوي المغادرة' -
وبسبب الضربات الاسرائيلية، ترك العديد من سكان طهران المدينة الى شمال إيران وسواحل بحر قزوين، وهي مناطق سياحية تعرف بطبيعتها الخلابة، وحيث يمتلك العديد من الأثرياء خصوصا من المقيمين في طهران، منازل فخمة.
ويقول محسن وهو موظف يعمل في خدمة الضرائب يبلغ 37 عاما 'غادر العديد من الزملاء. أراد البعض منهم العودة اليوم لكنني أخبرتهم بأن طهران تعرضت للقصف مجددا ويجب ألا يعودوا'.
وقال مدرّس الكيمياء مجتبى 'زوجتي وابنتي في منزلنا الثاني في أردبيل' في شمال غرب البلاد.
أضاف الرجل البالغ 48 عاما 'سأبقى في طهران ولا أنوي المغادرة' معربا عن 'استعداده للقتال إذا لزم الأمر' على رغم أنه لا يتمتع بأي خبرة في ذلك.
وأوضح الرجل المنتمي للأقلية الكردية 'كنت مؤيدا للغرب... لكنني الآن أشعر حقا بالخطر لأنني أعتقد أنهم يريدون تقسيم إيران'.
وعلى رصيف في منطقة فرشته الراقية بشمال العاصمة حيث تنتشر المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي، أكد ملصق دعائي بالفارسية والعبرية 'أنهم (الإسرائيليون) لا يعرفون إيران والإيرانيين' على خلفية ألوان علم الجمهورية الإسلامية الأبيض والأحمر والأخضر.
وفي المناطق المحيطة، عززت قوات الأمن انتشارها، بينما تمركز عناصر من الشرطة على دراجات نارية عند التقاطعات. كما نصبت حواجز على الطرقات لمراقبة حركة السير.
وعلى رغم الظروف، يعكس بعض سكان طهران رغبة في مزاولة يومياتهم المعتادة، على غرار مجموعة من النساء الأنيقات اللواتي التقين في مقهى شهير بشمال المدينة أعاد فتح أبوابه بعد اغلاق لأيام، وقمن باحتساء الشاي والعصير على إيقاع موسيقى غربية.