اخبار اليمن
موقع كل يوم -نيوز يمن
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
بعد غموض دام أيامًا، كشف تصريح صادر عن السلطات الباكستانية عن وقوف إسرائيل خلف الهجمات المجهولة التي تستهدف ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وقبل نحو عشرة أيام، كشفت مصادر صحفية محلية عن تعرض الميناء لهجمات مجهولة بطائرات مسيّرة، كان آخرها هجوم تعرّضت له ناقلة غاز في 17 من الشهر الجاري، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم.
وعقب ذلك، أكدت وسائل إعلام وصحفيون باكستانيون وقوع الهجوم، مشيرين إلى أن الناقلة المستهدفة كانت تحمل غازًا إيرانياً، وأن على متنها 27 بحارًا باكستانياً جرى احتجازهم بالقوة من قبل سلطات الميناء (مليشيا الحوثي).
السلطات الباكستانية، التي التزمت الصمت لنحو أسبوع منذ الكشف عن الهجوم، خرجت السبت على لسان وزير الداخلية محسن نقفي لتؤكد وقوع الهجوم على الناقلة واحتجاز مليشيا الحوثي لطاقم السفينة كرهائن عقب الهجوم.
وأكد وزير الداخلية، في تغريدة على منصة «إكس»، إفراج مليشيا الحوثي عن الناقلة وطاقمها المكوّن من 24 باكستانياً وسريلانكيين اثنين ونيبالي واحد، ملمحًا إلى وجود تدخل من قبل السعودية وسلطنة عُمان للإفراج عن الناقلة وطاقمها، حيث وجّه شكره إلى السلطات في البلدين.
إلا أن اللافت في تصريح محسن نقفي كان تأكيده أن الهجوم على ناقلة الغاز كان هجومًا إسرائيليًا بطائرات مسيّرة — وهو ما سبق أن أشار إليه «نيوزيمن» في تقرير سابق.
هذا التأكيد الرسمي من إسلام أباد، الذي أزال الغموض بشأن الجهة التي تقف خلف الهجمات المجهولة على ميناء رأس عيسى، يُشير إلى مشهد مختلف في المواجهة بين مليشيا الحوثي وإسرائيل، وإصرار الأخيرة على قطع أهم الموارد المالية للمليشيا المتمثلة في تجارة المشتقات النفطية.
وبحسب تصريحات سابقة لوزير الإعلام معمر الإرياني، تُعد تجارة المشتقات النفطية شريانًا رئيسيًا لتمويل المليشيا الحوثية، لافتًا إلى أن التقديرات تشير إلى أن المليشيا تجني سنويًا ما بين 2.5 إلى 3 مليارات دولار من عمليات استيراد وبيع النفط والغاز.
وفي تقرير صادر عن «مبادرة استعادة (REGAIN YEMEN)» تبيّن أن المليشيا الحوثية حصلت خلال الفترة بين مايو 2023 ويونيو 2024 على نحو 789 مليون دولار من الضرائب والرسوم المفروضة على المشتقات المستوردة عبر موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها.
الإصرار الإسرائيلي على منع تفريغ شحنات النفط والغاز إلى مناطق سيطرة المليشيا الحوثية جاء بعد فشل تحقيق ذلك عبر الغارات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت الميناء ودمرت بنيته التحتية بشكل كبير.
ومع تضرر البنية التحتية، استمرت الناقلات النفطية والغازية في تفريغ شحناتها في الميناء بطرق بدائية، في تحدٍ لقرار الحظر الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية لمنع دخول المشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة المليشيا الحوثية في مارس الماضي.
وبالتالي، بات الخيار الوحيد الفعّال لتطبيق حظر نفطي على المليشيا متمثلاً في عمليات استهداف دقيقة وغير مكلفة في ذات الوقت، تستهدف ناقلات النفط والغاز لمنع تفريغ شحناتها في ميناء رأس عيسى النفطي.