اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
حذر خبير نفسي أمريكي من خطورة استخدام بعض العبارات التي يُعتقد بأنها مجاملات إيجابية، لكنّها في الواقع قد تُحدث ضررًا بالغًا على المدى الطويل في العلاقة العاطفية، بحسب الرجل.
ولفت إلى أن عبارتين شائعتين تحديدًا قد تُولّدان ضغوطًا نفسية غير مرئية وتُغذّيان أنماطًا من التكيّف غير الصحي بين الشريكين.
عبارات تجبنها مع شريك حياتك
وبحسب الدكتور مارك ترافيرس، المتخصص في علم النفس الاجتماعي والحاصل على شهادات من جامعتي كورنيل وكولورادو بولدر، فإن العبارات التي تمتدح صفات معينة بطريقة خاطئة قد تخلق تأثيرًا معاكسًا، يدفع الشريك إلى كبت مشاعره أو تحمّل مسؤوليات عاطفية ليست من واجبه.
1. 'كيف تبقين هادئة دائمًا؟'
رغم أن هذه العبارة تبدو في ظاهرها امتداحًا للهدوء وضبط النفس، فإنها – وفقًا للدكتور ترافيرس – قد تُفهم ضمنيًا على أنها مكافأة لكبت المشاعر، لا للتعامل الصحي معها.
ويقول:'هذه الجملة تُرسّخ نموذجًا نفسيًا يُعلّم الطرف الآخر أن التعبير عن المشاعر قد يُفقده قيمته في العلاقة، ما يجعله يمثّل دور الهدوء حتى في لحظات الألم.'
ويُعد ذلك جزءًا مما يُعرف في علم النفس بـ'التثبيط العاطفي الموجَّه اجتماعيًا'، وهو نمط يتطوّر عندما يشعر الفرد بأن تعبيره عن الحزن أو الغضب غير مرحّب به في العلاقة، ما قد يؤدي على المدى البعيد إلى أعراض القلق أو الاكتئاب المقنّع.
2. 'أنت الشخص الوحيد الذي يمكنني التحدث إليه'
يحذّر ترافيرس من هذه العبارة بشدة، ويصفها بأنها تُشكّل عبئًا نفسيًا على الشريك، حتى وإن صدرت بنية حسنة.
ويوضح:'عندما تقول لشريكك إنه الوحيد القادر على فهمك أو الاستماع إليك، فأنت تُحمّله ضمنيًا مسؤولية حالتك النفسية، مما يولّد شعورًا بالإرهاق العاطفي مع الوقت.'
وتستند هذه الملاحظة إلى دراسة سابقة تناولت مفهوم العلاقات العاطفية المتخصّصة أو ما يُعرف بـEmotionships، والتي أظهرت أن الأشخاص الذين يوزّعون احتياجاتهم النفسية على أكثر من شخص مثل الأصدقاء أو أفراد العائلة يتمتعون بصحة نفسية واستقرار عاطفي أكبر، مقارنة بمن يركّزون كل مشاعرهم في علاقة واحدة فقط.
ومن الناحية النفسية، يُنصح بأن تُستخدم المجاملات لتشجيع الانفتاح والصدق العاطفي، لا الصمت أو التضحية. إذ تشير دراسات إلى أن العلاقات الناجحة تقوم على ما يُعرف بـ'الأمان العاطفي'، أي قدرة الطرفين على التعبير عن أنفسهم دون خوف من الرفض أو التقليل من شأنهم.
وينصح الخبراء عند تقديم الإطراء بأن يكون محددًا وواقعيًا ويعكس التقدير الحقيقي، كأن تقول: 'أقدّر كيف تعاملتِ مع الموقف بهدوء رغم أنه كان مرهقًا'، بدلًا من إطلاق أحكام عامة قد تُفهم بطرق مختلفة.
ختامًا، يؤكد الدكتور ترافيرس أن بعض الألقاب العاطفية مثل 'حبيبي' أو 'ملاكي' قد تكون أحيانًا ستارًا لإخفاء مشكلات أعمق. إذ تستخدم هذه العبارات أحيانًا لتجنّب المواجهة، ما يؤدي إلى التراكم الصامت للمشاكل.
ويضيف:'من الأفضل مواجهة القضايا بنضج وصدق، بدلًا من تزيينها بعبارات غير دقيقة عاطفيًا.'