اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
في خطوة لافتة، عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي برفقة رئيس الحكومة الجديد سالم بن بريك إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها العليمي إلى عدن منذ حوالي شهرين، إذ غادرها مطلع أبريل الماضي، بينما تعد هذه العودة هي الأولى لرئيس الحكومة الذي تم تعيينه مطلع مايو المنصرم وأدى اليمين الدستورية في العاصمة السعودية الرياض.
وتأتي هذه العودة وسط آمال كبيرة من قبل اليمنيين بحل الملف الاقتصادي الذي يشهد تدهورًا غير مسبوق في تاريخ البلاد، التي تعاني واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في العالم.
ويعاني الريال اليمني تدهورًا حادًا، حيث وصل سعر الدولار للمرة الأولى في تاريخه إلى نحو 2600 ريال ، وسط مخاوف من استمرار تدهور العملة نتيجة غياب التدخلات الحكومية الرامية لوقف هذا التدهور.
وكانت العاصمة المؤقتة عدن قد شهدت سلسلة احتجاجات رافضة وغاضبة على استمرار التدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات، في ظل عجز الحكومة عن حل هذه الملفات الشائكة والمعقدة.
ومع قرب عيد الأضحى المبارك ، يأمل اليمنيون شمالا وجنوبا بحل الملف الاقتصادي المتدهور الذي أدى إلى جعل معظم السكان يرزحون تحت خط الفقر، والكثير منهم يعانون من البطالة جراء تداعيات الحرب المستمره منذ عقد.
وبالنسبة للعديد من اليمنيين، فقد لا تعنيهم كثيرا عودة هذا المسؤول أو ذاك، إلا إذا صاحب ذلك خطوات ملموسة تدفع بحل الأوضاع القاسية التي يعاني منها معظم السكان.
وعود جديدة غير واضحة
عقب وصوله إلى عدن قدم رئيس الحكومة وعودا جديدة للمواطنين، لكنها غير واضحة فيما يتعلق بإمكانية تحسين الاقتصاد أو إصلاح الخدمات رغم إنه قال سيتم تلبية الاحتياجات الملحة.
وفي تصريح نشره بن بريك عبر حسابه على منصة 'إكس'، قال: 'أعود اليوم إلى عدن رئيساً للحكومة في ظرف استثنائي وصعب. أُدرك حجم التحديات التي تواجه شعبنا، وتتمثل أولوياتي العاجلة في الاستماع إلى أصوات المواطنين، وتلبية احتياجاتهم الملحّة'.
وأضاف: 'سنعمل بكل جهد وإخلاص، في إطار توجيهات مجلس القيادة الرئاسي، وبدعم من شركائنا، وفي المقدمة تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمواجهة التحديات القائمة، وتخفيف معاناة شعبنا في مختلف المجالات'.
وينتظر اليمنيون حل الملف الاقتصادي المتدهور، خصوصا أن بن بريك سبق أن ربط عودته إلى عدن بالحصول على دعم مالي من السعودية والإمارات.
وكان قد أعلن مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء أن بقاء رئيس الحكومة في الرياض كان جزءًا من خطة مدروسة تهدف لتحريك عجلة الدعم الدولي، مؤكدًا أن عودة بن بريك إلى عدن ستكون مقرونة بنتائج ملموسة، لا بمظاهر شكلية.
وأوضح المصدر أن رئيس الوزراء 'أجرى خلال الأسابيع الماضية اتصالات متواصلة مع الأشقاء في تحالف دعم الشرعية، إلى جانب عدد من الدول والمنظمات المانحة، بهدف ضمان توفير دعم مباشر لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية'.
وأكد المصدر أن' بن بريك يضع على رأس أولوياته تأمين صرف المرتبات للموظفين المدنيين والعسكريين، وإنقاذ قطاع الكهرباء، ووقف التدهور الحاد في سعر صرف الريال اليمني'.
كما أشار إلى أن بن بريك حرص على ألا يعود إلى عدن إلا وهو يحمل مؤشرات واضحة على تحسن وشيك، وفي مقدمتها صرف المرتبات، وتحسين خدمة الكهرباء، واستقرار العملة الوطنية.
وحتى اليوم لم يتم الإعلان عن دعم مالي من قبل السعودية أو الإمارات، بينما رواتب الموظفين قد تم الإيفاء بصرفها، لكنها لا تكفي لأدنى متطلبات الحياة بسبب ضياع قيمتها جراء تراجع العملة.
وعود باحتواء التدهور الاقتصادي
وفي السياق، أفاد مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية، أن رشاد العليمي سيواصل جهودا لتعزيز دور الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية والإنسانية.
وأضاف المصدر أن العليمي سيعقد على هذا الصعيد لقاءات برئاسة الحكومة، وقيادات السلطات المحلية، والجهات ذات العلاقة، لتشارك الخطط والسياسات الموجهة لتعزيز مسار الاصلاحات الشاملة، وتحسين الموارد العامة للدولة، واحتواء التدهور الاقتصادي، والخدمي خصوصا في قطاعي الكهرباء، والمياه، ودعم معركة التحرير، واستعادة مؤسسات الدولة، حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).