اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تعيش محافظة حضرموت مرحلة وعي شعبي متقدم يتجسد في تصاعد الدعوات إلى تسليم إدارة منفذ الوديعة التجاري لأبناء المحافظة، باعتباره حقًا سياديًا ومطلبًا وطنيًا جامعًا لكل الحضرميين.
وبات المنفذ رمزًا للنهب المنظّم الذي تمارسه قوى نافذة من خارج المحافظة، تستغل موارده في ثراء شخصي لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابي بينما تُترك حضرموت تغرق في أزماتها الخدمية والاقتصادية.
منفذ الوديعة، الذي يمثل الشريان التجاري الأهم مع السعودية، بسطت قوى الاحتلال اليمنية نفوذها عليه من خلال شخصيات مرتبطة بتنظيم الإخوان، وعلى رأسهم المدعو هاشم الأحمر، الذي يفرض سلطته على المنفذ خارج إطار الدولة والقانون.
ويدرك الشارع الحضرمي اليوم أن مليارات الريالات التي تتدفق يوميًا من عوائد الضرائب والجمارك لا تدخل خزينة الدولة، بل تُحوّل إلى حسابات وشبكات فساد لا تعود على المحافظة بأي فائدة.
في المقابل، تعاني مختلف مناطق حضرموت من تردي الخدمات، وغياب التنمية، وحرمان واضح من حقوقها المالية المشروعة.
هذا الواقع دفع الجنوبيين في حضرموت إلى تعزيز الاصطفاف الشعبي حول مطلب تسليم المنفذ لإدارة جنوبية خالصة، تشرف عليها كوادر حضرمية تتسم بالكفاءة بما يضمن الشفافية والمساءلة مع إعادة توجيه الإيرادات نحو تنمية البنية التحتية والمشروعات الحيوية في التعليم والصحة والخدمات العامة.
ويؤكد مراقبون أنّ المعركة اليوم لم تعد بين أفراد أو جماعات بل بين مشروع وطني حضرمي يسعى لبناء إدارة عادلة ومنضبطة، وبين قوى فساد اعتادت التسلط والسطو على مقدرات الجنوب تحت لافتات الشرعية الزائفة.
رفع الوعي الشعبي بهذه القضية يمثل الركيزة الأساسية لنجاح معركة التحرر الاقتصادي والإداري في حضرموت.
فالمجتمع الحضرمي بات أكثر إدراكًا أن موارده تُنهب أمام عينيه، وأن صمته يعني استمرار الحرمان، بينما توحد كلمته سيعيد المنفذ إلى حضن المحافظة ويحول عوائده إلى تنمية حقيقية.













































