اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت دراسة بحثية حديثة أُجريت في جامعة كورنيل الأمريكية ونُشرت في مكتبة arXiv العلمية المفتوحة في نوفمبر 2025، أن سلوك المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي قد يكون مؤشرًا مبكرًا على حالتهم النفسية، حتى قبل أن يدركوا أو يعبروا عنها بشكل مباشر، بحسب الرجل.
وحملت الدراسة التي أعدّها فريق من الباحثين عنوان 'وسائل التواصل لفهم الصحة النفسية: البيانات والأساليب والنتائج'، حيث أظهرت أن التفاعلات الرقمية لم تعد مجرد أداة للتواصل الاجتماعي، بل أصبحت نافذة تكشف التوترات النفسية الدقيقة التي يمر بها الأفراد.
وأوضح الباحثون أن تغيُّر نبرة اللغة في المنشورات، وزيادة استخدام المفردات السلبية، فضلاً عن تراجع المشاركة في المحادثات الرقمية، تعد من المؤشرات التي قد ترتبط باضطرابات نفسية محتملة مثل القلق والاكتئاب.
كما يُعتبر ما يُعرف بالانسحاب الرقمي، والذي يظهر في انخفاض التفاعل وتراجع النشاط على المنصات لفترات طويلة، سلوكًا يرتبط في الأبحاث العلمية السابقة بمشاعر الوحدة والعزلة.
تأثير اللغة الصور على التحليل النفسي
وأكدت الدراسة أن اللغة الرقمية أصبحت أداة فعّالة للتحليل النفسي غير المباشر، حيث يمكن أن يكشف اختيار المستخدم للكلمات، وإيقاع الجمل، وتكرار المواضيع المختلفة عن تحوّلات مزاجية قد يكون من الصعب ملاحظتها في الحياة اليومية.
كما أشارت إلى أن الصور المنشورة تلعب دورًا مكملاً لهذه المؤشرات، إذ أن الألوان المختارة وطبيعة الأماكن والأنشطة الظاهرة فيها يمكن أن تعكس الحالة النفسية للمستخدم، وتوفر دلائل بصرية تدعم التحليل اللغوي.
وفيما يتعلق بالتحديات في هذا المجال، تناولت الدراسة أوجه القصور التي تعرقل تطور الأبحاث في هذا الاتجاه، بما في ذلك تركيز الدراسات السابقة على اللغة الإنجليزية، مما يهمّش ملايين من مستخدمي اللغات الأخرى.
ونبهت الدراسة الأمريكية إلى نقص البيانات المصنّفة حول الصحة النفسية، بالإضافة إلى غياب تشريعات واضحة تحدد الأطر الأخلاقية لاستخدام بيانات المستخدمين الشخصية.
وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء منظومة بحثية شاملة تأخذ في الاعتبار التنوع اللغوي والثقافي، وتعتمد على أدوات تحليلية قادرة على فهم السياقات الاجتماعية والنفسية الخاصة بكل مجتمع على حدة.
كما شددت على أهمية تطوير تشريعات تحمي حقوق المستخدمين أثناء تحليل بياناتهم الرقمية، وتمنع استخدامها في أغراض تجارية أو دعائية قد تضر بالخصوصية.
وفي ختام الدراسة، أكد الباحثون أن المنصات الرقمية أصبحت مرآة تعكس جوانب غير مرئية من الحالة النفسية للأفراد، فالمفردات التي يختارونها، والصور التي يشاركونها، وحتى فترات غيابهم عن الشبكات الاجتماعية، يمكن أن تكشف عن مشاعرهم الداخلية بشكل دقيق.
وبينما توفر هذه المؤشرات رؤى قيمة، تبقى التحديات البحثية قائمة في تحويل هذه البيانات إلى أدوات فعالة لدعم الصحة النفسية، بدلاً من أن تتحول إلى أداة للمراقبة أو الاستغلال.













































