مكافأة مقابل معلومات عن الزعيم الجديد للقاعدة في اليمن

تقدم الولايات المتحدة مكافأة تصل قيمتها إلى 6 ملايين دولار مقابل معلومات من شأنها أن تؤدي إلى تحديد هوية أو موقع الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعد بن عاطف العولقي.

وتولى العولقي قيادة فرع القاعدة في اليمن في شهر آذار/مارس بعد وفاة الزعيم السابق للتنظيم خالد باطرفي، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية مقربة من التنظيم.

وقالت المصادر إنه سيسعى إلى توحيد التنظيم الذي يعد من أخطر فروع الشبكة العالمية، كما أنه سيعمل على تغيير مساره بعد تراجعه بشكل ملحوظ.

وتأسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في 2009 إثر دمج الفصائل اليمنية والسعودية التابعة للقاعدة، وقد تبنى عدة هجمات إرهابية واسعة النطاق في اليمن وخارجه.

ولكن الأزمات الداخلية والعمليات الناجحة التي استهدفت قيادات التنظيم قد أدت إلى إضعافه في السنوات الأخيرة.

وفي كانون الثاني/يناير من العام 2020، تلقى التنظيم ضربة قاسية عندما قتل زعيمه قاسم الريمي بغارة جوية في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب اليمنية.

وفي الشهرين الأولين من عام 2023، قتل قياديان كبيران في التنظيم، أحدهما خبير متفجرات والآخر المسؤول الإعلامي للتنظيم، بغارات جوية في مأرب، بحسب ما جاء في تقرير من إعداد مشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث نشر في 6 نيسان/أبريل 2023.

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال تهديدا

ويحظى العولقي، الذي ينتمي إلى مجلس شورى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بدعم داخلي من قياديين يتطلعون إليه لحشد المقاتلين، وفق ما ذكرته مصادر يمنية مقربة من التنظيم لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مسؤول قبلي إنه كانت تربطه علاقات جيدة بعشائر يمنية نافذة، ولا سيما في محافظة شبوة التي تشكل معقل التنظيم والتي ينحدر منها.

وفي هذا السياق، قال مراقبون إن سلفه باطرفي حاول التقرب من العشائر اليمنية وسط تراجع الدعم الاجتماعي الذي كان يحظى به التنظيم المتطرف في اليمن.

وأوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة عاصم الصبري لوكالة الصحافة الفرنسية أن التراجع الحالي في هجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يأتي نتيجة خلافات داخلية و'أزمة مالية' وتقاتل بين القوى المتنافسة في اليمن.

وقال الصبري إن العولقي وبصفته الزعيم الجديد، سيعمل على تجميع صفوف التنظيم.

وذكر تقرير نشرته الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير أن التنظيم المتطرف كان قد واجه تحديات تشغيلية ومالية، ولكنه لا يزال 'يشكل تهديدا'.

وتابع التقرير 'مع أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في حالة تراجع، إلا أنه يبقى التنظيم الإرهابي الأكثر فعالية في اليمن وينوي تنفيذ عمليات في المنطقة وخارجها'، لافتا إلى وجود تعاون بين التنظيم والحوثيين.

وقال محللون إن جماعة الحوثي لديها أعداء مشتركون وبعض الأهداف المشتركة.

واتُهمت الجماعة المدعومة من إيران بالتعاون مع التنظيم في عدد من المناسبات من أجل تنفيذ هجمات في اليمن، وسبق أن أطلقت سراح سجناء من القاعدة من السجون الخاضعة لسيطرتها.

وإلى جانب المكافأة المقدمة مقابل معلومات عن العولقي، تقدم الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار مقابل معلومات من شأنها أن تؤدي إلى اعتقال زعيم القاعدة سيف العدل.

وعمل العدل بصورة متقطعة مع إيران على مدى عقود ويعتقد أنه مقيم في البلد.