اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
4 مايو / تقرير: مريم بارحمة
في كل مرة يظن فيها العدو أن الجنوب قد بلغ مرحلة الهشاشة أو الضعف، وأن الظروف الاقتصادية أو الخدمية أو السياسية قد تُهيئ له فرصة للعودة إلى اجتياح الأرض الجنوبية الطاهرة، يفاجأ بواقع آخر مختلف تمامًا؛ جدار فولاذي من الصمود والإرادة الجنوبية يكسر كل رهاناته، ويعيد حساباته من جديد. العدو، بكل مكوناته الإخوانية والحوثية والإرهابية، لم يتوقف يومًا عن محاولة إعادة احتلال الجنوب أو فرض الوصاية عليه، متخيلًا أن أزمات الجنوب ستكون بوابة عبوره. غير أن الحقيقة التي صدمته كانت واضحة: الجنوب ليس ساحةً سهلة، وأبناؤه ليسوا لقمةً سائغة، وقيادته ليست رهينة الظروف أو الضغوط.
لقد أثبتت السنوات الماضية، وما تشهده الساحة اليوم، أن الجنوب يمتلك من الصلابة والوعي والإرادة ما يجعله قادرًا على مواجهة كل محاولات الاستهداف، وقادرًا على الدفاع عن قضيته الوطنية العادلة. فالجنوب ينتصر اليوم بإرادة أبنائه الشرفاء، ويصمد بصلابة قيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، ذلك القائد الذي حوّل الصمود إلى منهج، والإرادة إلى معركة، والهوية إلى حقيبة وطنية لا يمكن التراجع عنها.
-مشروع استقلال لا يتراجع
حين يقف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أمام الأعاصير السياسية والضغوطات الإقليمية والدولية، فهو لا يفعل ذلك كجزء من موقف وقتي أو رد فعل عابر، بل كجزء من مشروع وطني متكامل وواضح، ثابت على مبدأ استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة بحدودها المعترف بها دوليًا قبل 22 مايو 1990م. هذا المشروع ليس شعارًا، ولا مجرد خطاب حماسي، بل خيار استراتيجي لا تراجع عنه، وقناعة راسخة لدى القيادة والشعب معًا.
إن الصمود الذي يسجله الانتقالي اليوم ليس مقاومة مؤقتة، بل هو تجسيد لإيمان راسخ بأن الجنوب دولة وهوية وشعب، وأن ما فُرض عليه منذ إعلان الوحدة المشؤومة لم يكن قدرًا محتومًا، بل مؤامرة تم إسقاطها بصمود أبناء الجنوب. ومن هنا، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يخوض معركة الإرادة والهوية الجنوبية بثبات غير مسبوق، مدركًا أن استعادة مكانة الجنوب وسيادته هي حق تاريخي وسياسي لا يقبل الجدال.
-الجنوب لا يُهزم
أي قراءة موضوعية للمشهد الجنوبي اليوم تظهر بوضوح أن الجنوب، رغم كل التحديات والأزمات، استطاع أن يحافظ على مسار واضح ومتماسك بفضل قيادته السياسية. فالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لم يكن يومًا قائدًا سياسيًا فقط، بل رمزًا للصمود الجنوبي، وقراءة دقيقة لمعركة التحرر، ومفكرًا استراتيجيًا قادرًا على تحويل التحديات إلى فرص.
الجنوب لا يهزم ليس لأنه يمتلك القوة العسكرية فحسب، بل لأنه يمتلك قيادة تعرف طريق النصر، وتؤمن بقضيتها، وتقاتل من أجل شعبها الحر، وتضع الجنوب فوق كل المصالح.
وهذا الإيمان العميق هو الذي جعل المجلس الانتقالي الجنوبي يخرج من كل أزمة أكثر قوة وصلابة. فكل جولة صراع، وكل محاولة استهداف، وكل حملة عدائية، كانت تنتهي بنتيجة واحدة:
الانتقالي أقوى، والجنوب أكثر تماسكا، والهوية الجنوبية أكثر رسوخًا.
-كل أزمة تزيد الجنوب قوة وصلابة
مرت السنوات الأخيرة على الجنوب بجولات متتالية من التحديات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية. ورغم قسوة بعضها، إلا أنها أثبتت أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لا ينهار ولا يتراجع، بل يزداد قوةً وقدرةً على المواجهة.
وقد أثبتت الوقائع أن الجنوب في كل مرحلة يزداد وحدةً ووعيًا، وأن الالتفاف الشعبي حول القيادة أصبح أكثر اتساعًا، خصوصًا مع تزايد محاولات العدو الإخواني والحوثي والإرهابي لإعادة اجتياح الجنوب. ولذلك، فإن المجلس الانتقالي اليوم يمثل خط الدفاع الأول عن الجنوب وقضيته، وسور الهوية، وركيزة الاستقرار الوطني.
-سر الانتصار اليومي
ليس الصمود العسكري أو السياسي وحده هو الذي يحقق انتصارات الجنوب اليومية، بل إن وعي أبناء الجنوب والتفافهم حول قيادتهم هو العامل الحاسم في هذه المعركة. فالجنوبي اليوم أكثر إدراكًا لطبيعة العدو، وأكثر فهمًا لحجم المؤامرة، وأكثر تمسكًا بمشروع الحرية والاستقلال.
وهذا الوعي هو ما جعل الجنوب ينتصر كل يوم بصمود مجلسه الانتقالي، وقواته المسلحة، وأجهزته الأمنية، ومواقف شعبه، التي شكلت كتفًا بكتف مع القيادة الجنوبية.
-نصرنا بتمسكنا بمشروعنا الوطني
من الحقائق الثابتة اليوم أن القوة الحقيقية للجنوب تكمن في وحدة صفه، وفي التمسك بقيادته وبمشروعه الوطني الجنوبي. فكل محاولة لضرب هذه الوحدة كانت تسقط أمام وعي الجنوبيين، الذين أدركوا أن الانتصار يبدأ من التمسك بالمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل السياسي والوطني للجنوب.
لقد أثبتت التجارب أن الجنوب أكبر من كل المؤامرات، لأن أبناءه لا يعرفون الاستسلام أو الهزيمة. ومهما حاولت القوى المعادية التشويش أو زرع الفتنة أو خلق تيارات تعمل لصالح الخارج، فإن الجنوب يظل ثابتًا، لأن قضيته عادلة، ولأن إرادته أقوى من كل محاولات الكسر.
-درع الجنوب وسر بقائه
من يقرأ المشهد السياسي يدرك تمامًا أن صمود المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ليس مجرد موقف سياسي، بل أصبح درع الجنوب وحصنه الحصين. هذا الصمود هو الذي حافظ على القضية الجنوبية من التهميش، ومن محاولات الإضعاف، ومن محاولات سرقة التمثيل السياسي.
لقد أثبت الانتقالي، من خلال مواقفه الثابتة، أن الثبات على المبدأ هو قوة استراتيجية لا يستطيع أي عدو كسرها، مهما اشتدت الضغوط أو تعددت المؤامرات.
اليوم، يقف الانتقالي شامخًا، حاملًا أمانة الجنوب وقضيته، على أرض ارتوت بدماء الشهداء، وتتشكل من حوله حالة وطنية جنوبية لا يمكن تجاوزها. وتؤكد الأحداث أن كل خطوة يخطوها الانتقالي هي انتصار جديد لقضية شعب الجنوب، وترجمة عملية لوفاء القيادة لتضحيات الشهداء والجرحى.
-الاعتراف الدولي نتيجة الثبات الجنوبي
إن ثبات الموقف الجنوبي ممثلًا بالمجلس الانتقالي الجنوبي هو الذي منح الجنوب احترام العالم، وسمح بإعادة الاعتراف بقضيته العادلة، خصوصًا في ظل إدراك المجتمع الدولي أن قضية شعب الجنوب هي جوهر الأزمة اليمنية، وأن تجاهلها يعني استمرار الصراع.
وقد أكد المجلس الانتقالي في أكثر من مناسبة أن الاعتراف بقضية الجنوب هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل مستقر، ليس لليمن فقط، بل للمنطقة بأكملها.
-الهوية الجنوبية أكثر رسوخًا
إن الجنوب اليوم، بقيادته السياسية، وبأبنائه الأوفياء، وبقواته المسلحة والأمنية، وبصموده الاستراتيجي، يسير بثبات نحو تحقيق أهدافه الوطنية. فكل خطوة يخطوها المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هي لبنة في بناء دولة الجنوب القادمة، وهي إثبات يومي أن الجنوب لا يُهزم، ولا ينكسر، ولا يتراجع.
الجنوب اليوم أقوى مما كان، والمجلس الانتقالي الجنوبي أكثر صلابة، والهوية الجنوبية أكثر رسوخًا، والمؤامرات تتكسر أمام إرادة الجنوب. إنها مسيرة وطنية مستمرة حتى تحقيق الحلم الكبير: استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وفاءً لتاريخ شعب، ولدماء شهداء، ولحق لا يمكن مصادرته أو إلغاؤه.













































