اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
في مشهد يعكس تصاعد الأزمات العالمية وتداخل السياسة بالتجارة، وجدت الصناعة البريطانية نفسها على حافة الهاوية، بعدما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سلسلة من الرسوم الجمركية الثقيلة، وصفها إعلاميًا بـ'يوم التحرير التجاري'. هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام على الصناعيين في المملكة المتحدة، الذين باتوا يعيشون حالة غير مسبوقة من التشاؤم، هي الأشد منذ أكثر من عامين، وسط أجواء ضبابية تهدد مستقبلهم القريب والبعيد.
تراجع الإنتاج الصناعي للشهر السابع على التوالي
بحسب ما كشفه مؤشر مديري المشتريات التصنيعي، الصادر عن وكالة 'ستاندرد آند بورز غلوبال'، فقد شهد الإنتاج الصناعي في بريطانيا تراجعًا للشهر السابع على التوالي خلال شهر أبريل. هذه النتائج تعكس واقعًا صعبًا تعيشه المصانع البريطانية في ظل تآكل ثقة المستهلكين والشركات على حد سواء، وسط ارتباك في السياسات التجارية بين بريطانيا وشركائها الدوليين.
انكماش حاد في التوظيف وزيادة فقدان الوظائف
لم يتوقف التأثير عند مستوى الإنتاج فقط، بل امتد إلى سوق العمل الصناعي، حيث أظهر التقرير استمرار تقلص الوظائف في القطاع للشهر السادس على التوالي، وسجل ثاني أسرع وتيرة لفقدان العمالة منذ ما يقارب خمس سنوات. وأكد روب دوبسون، مدير الأبحاث في الوكالة، أن الطلبات الجديدة على الصادرات شهدت تراجعًا هو الأسرع منذ أعوام، نتيجة الضعف الواضح في الطلب من الأسواق الأمريكية والأوروبية والصينية.
الرسوم الجمركية تدفع نحو أزمة تجارية عالمية
أشارت الشركات المصنعة في استطلاع الرأي إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية خلقت بيئة تجارية أكثر تقلبًا، مما دفع الشركاء التجاريين حول العالم إلى إعادة النظر في ترتيباتهم الاقتصادية، وبالتالي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد البريطاني. كما ارتفعت تكلفة الإنتاج في بريطانيا بسبب تضخم أسعار المواد الخام عالميًا، وارتفاع تكاليف التأمين الوطني والحد الأدنى للأجور محليًا.
ارتفاع الأسعار مقابل تقليص التوظيف والإنفاق
هذا الضغط الاقتصادي أدى إلى مزيج من القرارات الصعبة، حيث اضطرت الشركات إلى رفع أسعار منتجاتها لتعويض التكاليف، وفي الوقت نفسه تقليص التوظيف وخفض الإنفاق غير الأساسي. ويؤكد فاهين خان، الخبير الاقتصادي في مجموعة 'Make UK'، أن الرسوم الجمركية تسببت في تباطؤ عميق بقطاع التصنيع، وأربكت خطط الاستثمار وأجبرت الشركات على تجميد قراراتها الاستراتيجية، في انتظار وضوح الرؤية مستقبلاً.