اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
واشنطن- نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” نتائج استطلاع أجرته مع جامعة سيينا كشف عن تراجع كبير ودراماتيكي في دعم الرأي العام الأمريكي لإسرائيل.
وأهم ما في نتائج الاستطلاع هي أن غالبية الأمريكيين تعارض الآن إرسال مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لإسرائيل، وهو ما يمثل تحولا مذهلا في الرأي العام الأمريكي منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي تقرير أعدته ليزا ليرر وروث إيجلينك، قالتا فيه إنه بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة، شهد الدعم الأمريكي لإسرائيل تحولا جذريا، حيث أعربت نسبة كبيرة من الناخبين عن آراء سلبية صارخة بشأن إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب.
ويبدو أن رفض الحرب قد دفع الناخبين الأمريكيين إلى إعادة تقييم واضحة لتعاطفهم الأوسع مع الصراع المستمر منذ عقود في المنطقة، حيث انحاز عدد أكبر قليلا من الناخبين إلى الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين لأول مرة منذ أن بدأت صحيفة “نيويورك تايمز” في سؤال الناخبين عن تعاطفهم عام 1998.
وفي أعقاب هجمات حماس عام 2023، تعاطف الناخبون الأمريكيون على نطاق واسع مع الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين، حيث انحازت نسبة 47% منهم إلى إسرائيل و20% إلى الفلسطينيين. وفي الاستطلاع الجديد، قالت نسبة 34% إنهم انحازوا إلى إسرائيل و35% إلى الفلسطينيين. وقالت نسبة 31% إنهم غير متأكدين أو يؤيدون كليهما بالتساوي.
وتعارض أغلبية الناخبين الأمريكيين الآن إرسال مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لإسرائيل، وهو تحول مذهل في الرأي العام منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقال حوالي ستة من كل عشرة ناخبين إنه ينبغي على إسرائيل إنهاء حملتها العسكرية، حتى لو لم يفرج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين أو لم يتم القضاء على حماس. وقالت نسبة 40% من الناخبين إن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا في غزة، أي ما يقرب من ضعف عدد الناخبين الذين وافقوا على هذا التصريح في استطلاع عام 2023.
وبالنظر إلى نتائج استطلاع نيويورك تايمز/ سيينا مجتمعة، فإنها تظهر تدهورا كبيرا في دعم حليف أمريكي قوي تمتع بعقود من الدعم الحزبي. ويمثل هذا الانخفاض تحولا كبيرا غير معتاد في الرأي العام في هذه الحقبة شديدة الاستقطاب، حيث يميل الرأي العام إلى التحرك تدريجيا على مدى فترات طويلة ما لم يتأثر بأحداث كارثية كالحرب.
وتحدث أوستن موغليستون، وهو ديمقراطي من بلاكفوت بولاية أيداهو، عن تراجع آرائه بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل مع استمرار الصراع. وأضاف موغليستون، البالغ من العمر 33 عاما، والذي يعمل في مجال الاتصالات: “في الواقع، كنت مؤيدا لإسرائيل إلى حد كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وبخاصة عندما سمعت عن ليلة 7 تشرين الأول/ أكتوبر الإرهابية المدمرة”. وأضاف: “لا ينبغي لأحد أن يتعرض لهذا الأمر، ولكن بالنظر إلى طول المدة التي يستغرقها الأمر ومدى سوء ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، لم يعد الأمر على ما يبدو متكافئا”.
كما يشير الاستطلاع أيضا إلى تحديات تواجه التحالف الأمريكي- الإسرائيلي في المستقبل. وتعد إسرائيل أكبر متلق تراكمي للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ تأسيسها عام 1948، حيث تلقت مئات المليارات من الدولارات كدعم. وكان الناخبون الأصغر سنا بغض النظر عن انتمائهم الحزبي، أقل ميلا لدعم استمرار هذا الدعم. وعبّر سبعة من كل عشرة ناخبين دون سن الثلاثين، أنهم يعارضون المساعدات الاقتصادية أو العسكرية الإضافية. ويعود جزء كبير من التحول في الآراء بشأن إسرائيل إلى الانخفاض الحاد في دعم الناخبين الديمقراطيين. أما الجمهوريون فلم يتغير دعمهم لإسرائيل إلى حد كبير، على الرغم من وجود انخفاض طفيف.
وقبل عامين تقريبا، كان الديمقراطيون منقسمين بالتساوي، حيث تعاطف 34% منهم مع إسرائيل و31% مع الفلسطينيين. أما الآن، فإن الديمقراطيين العاديين في جميع أنحاء البلاد ينحازون بأغلبية ساحقة إلى الفلسطينيين، حيث قالت نسبة 54% إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، بينما أعربت نسبة 13% فقط عن تعاطف أكبر مع إسرائيل.
وقال أكثر من ثمانية من كل عشرة ديمقراطيين، إن على إسرائيل وقف الحرب حتى لو لم تحقق أهدافها، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة 60% تقريبا التي قالت الشيء نفسه قبل عامين. ويعتقد ما يقرب من ستة من كل عشرة ديمقراطيين أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا، أي ضعف نسبة مَن قالوا الشيء نفسه في عام 2023.
وقالت شانون كاري (39 عاما) وهي ديمقراطية من إحدى ضواحي هارتفورد بولاية كونيتيكت، إن رد فعل الحكومة الإسرائيلية على هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر الأولية أصبح “غير معقول”. وأضافت أنها ترغب في أن تتوقف الولايات المتحدة عن تزويد إسرائيل بالدعم العسكري والمالي لأنها تمول “أزمة إنسانية”. وأضافت كاري التي تعمل كمساعدة طبيبة: “كأم، رؤية هؤلاء الأطفال أمر مرعب، هذه ليست حربًا. إنها إبادة جماعية”.
وتقول الصحيفة إن أكبر حركة داخل الحزب الديمقراطي جاءت من مصدر غير متوقع: الديمقراطيون البيض، الحاصلون على تعليم جامعي وكبار السن، الذين أصبحوا عماد الحزب في الانتخابات الأخيرة. كان الديمقراطيون الأصغر سنا والديمقراطيون غير الحاصلين على تعليم جامعي أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين عندما بدأ الصراع قبل عامين تقريبا.
وفي عام 2023، تعاطف الناخبون الديمقراطيون الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما فأكثر مع إسرائيل على الفلسطينيين بنسبة 2 إلى 1. ولكن الوضع هذا انعكس الآن، حيث قالت نسبة 42% إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقارنة بـ17% يشعرون بتعاطف أكبر تجاه إسرائيل.
وكان تراجع الدعم لإسرائيل بين الديمقراطيين البيض أكثر وضوحا من التحولات بين الديمقراطيين غير البيض. وكان الديمقراطيون غير البيض بالفعل أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين عندما بدأ الصراع. وواجه الرئيس السابق جوزيف بايدن انتقادات لاذعة لدعمه إسرائيل خلال فترة ولايته، بما في ذلك الاحتجاجات المشاغبة التي استمرت حتى مع اتخاذه موقفا أكثر تشددا تجاه الحكومة الإسرائيلية.
وعلى النقيض من ذلك، يدعم الناخبون الجمهوريون الرئيس ترامب إلى حد كبير. وقال سبعة من كل عشرة جمهوريين إنهم يؤيدون تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل. وقالت غالبية الجمهوريين إن على إسرائيل مواصلة الحملة العسكرية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وقالت نسبة 47% إن الجيش الإسرائيلي يتخذ احتياطات كافية لمنع سقوط قتلى من المدنيين، ومع ذلك، انخفض حتى دعم الجمهوريين، وإن كان بنسبة أقل بكثير.
ولا يزال الجمهوريون يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، بنسبة 64% مقابل 9%. لكن هذه الأرقام تشير إلى انخفاض في الدعم بنسبة 12% منذ عام 2023، عندما أيد 76% منهم إسرائيل. وقال حوالي ثلث الجمهوريين إن الجيش الإسرائيلي لا يتخذ إجراءات كافية لمنع سقوط قتلى من المدنيين.
وقال ميسون نورثروب (29 عاما) وهو من مؤيدي ترامب من سانت لويس، إنه يدعم الجيش الإسرائيلي، لكنه يتمنى أن يقلل الرئيس من التدخل الأمريكي في الصراع.
وأضاف نورثروب داعيا ترامب: “عليه أن يتراجع قليلا لأن الإسرائيليين قادرون على القيام بأمور جنونية. يجب أن ندعهم يخوضون حربهم بأنفسهم”.