اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في دورية Current Psychology الصادرة عن جمعية العلوم النفسية (APS) والمتخصصة في الأبحاث النفسية المحكمة، أن الأشخاص المرتبطين عاطفيًا يغيّرون طريقة إنفاقهم عند شعورهم بانجذاب تجاه شخص آخر خارج العلاقة.
إذ وجد الباحثون أن الرجال في مثل هذه المواقف يفضّلون الإنفاق على تجارب شخصية، بينما تميل النساء إلى شراء أشياء ملموسة.
وفسّر فريق البحث هذا السلوك بمحاولة كل طرف تعزيز صورته أمام شريكه الحالي، بما يتماشى مع الصفات التي يُنظر إليها على أنها جذابة داخل العلاقات طويلة الأمد.
وقد حملت الدراسة عنوان: 'أنا أفضل عندما أكون سيئًا: تأثير البدائل العاطفية على تفضيلات الرجال والنساء المرتبطين بين المشتريات التجريبية والمادية'، وأعدّها الباحثان تينغ شو Ting Xu وروي تشين Rui Chen.
نظرية التنافر المعرفي تشرح الدافع
استندت الدراسة إلى نظرية التنافر المعرفي، والتي تفترض أن الأشخاص يسعون إلى تقليل التوتر النفسي الناتج عن تصرفات تتعارض مع قيمهم مثل الإعجاب بشخص آخر أثناء التزامهم بعلاقة، ويحدث هذا التوازن النفسي من خلال تعزيز صورة الذات، وهو ما يتجلى هنا في سلوك الشراء.
تفاصيل المنهجية: ست دراسات وتحليل دقيق
شملت الدراسة ست تجارب مستقلة، خُصصت جميعها لأشخاص في علاقات عاطفية قائمة، واستُبعد منها المشاركون غير المرتبطين لتحديد تأثير الإغراء العاطفي في سياق الحفاظ على العلاقة، وليس جذب شريك جديد.
في أول تجربة، طُلب من المشاركين الاختيار بين تذكرتَي حفل موسيقي (تجربة) أو مكبر صوت بلوتوث (مقتنى)، ثم تقييم أي خيار يعكس دفئًا عاطفيًا أو دعمًا عمليًا.
وأظهرت النتائج أن الرجال رأوا في التجارب وسيلة للتعبير عن الدفء، بينما فضّلت النساء السلع لارتباطها بالدعم العملي.
في تجربة لاحقة، طُلب من 201 مشاركًا تخيّل لقاء شخص جذاب أو مجرد تصفح شقق للإيجار (كمجموعة ضابطة)، ثم الاختيار بين هدية عينية أو تجربة.
أظهرت النتائج أن الرجال المعرضين لإغراء عاطفي اختاروا التجارب، بينما فضّلت النساء المقتنيات.
وفي تجربة ثالثة، تم التلاعب بوصف مكبر الصوت ليُعرض كعنصر مادي أو تجربة، مما عزز النتائج السابقة.
تأثير لا يُلاحظ عند العزّاب
في تجربة رابعة، أُدرج العُزّاب ضمن العينة، واتضح أن تغير السلوك الاستهلاكي لم يحدث إلا لدى المرتبطين عاطفيًا، ما يدعم فرضية أن الغرض من الشراء هو تعزيز الالتزام بالعلاقة وليس جذب شخص جديد.
أما التجربة الخامسة، فقد اختبرت ما إذا كانت مشاعر الذنب نتيجة الإغراء تلعب دورًا في دفع هذا السلوك، فوجدت أن الشعور بالذنب كان أكبر لدى من غيّروا أنماطهم الشرائية استجابة للإغراء.
وفي التجربة الأخيرة، قاس الباحثون الشعور بتحسن الصورة الذاتية بعد التعرض لإغراء عاطفي، ووجدوا أن هذا الشعور كان حاسمًا في توجيه نوع الشراء، بما يتماشى مع النمط السابق: تجارب للرجال، وماديات للنساء.
الفروقات بين الجنسين... هل تعكس أدوارًا اجتماعية؟
يفسّر الباحثون هذه الفروقات بكونها انعكاسًا لتوقعات اجتماعية متجذّرة: إذ يُنظر إلى الرجال بوصفهم مزودي دفء وارتباط عاطفي، بينما يُنتظر من النساء تقديم دعم عملي واستقرار مادي، وبالتالي، تعكس المشتريات وسيلة لإبراز هذه الصفات في وقت يشعر فيه الشريك بعدم الأمان العاطفي.
تحفظات على التعميم
رغم قوة النتائج، حذّرت الدراسة من بعض القيود، أبرزها أن التجارب كانت افتراضية وليست مواقف حقيقية، إضافة إلى أن العينة اقتصرت على أشخاص مغايري التوجه الجنسي، مما يستثني أنماط العلاقات الأخرى.
كما أُجريت التجارب في الصين، ما قد يُحدّ من إمكانية تعميم النتائج في ثقافات مختلفة ذات أدوار اجتماعية مغايرة.