اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
صنعاء سبأ :علي الخيل
شهد التعليم الجامعي خلال العقد الأول من ثورة 21 سبتمبر تطورات نوعية في جوانبه الأكاديمية والتعليمية والبحثية، وفقاً لمتطلبات ومعايير الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم المحلية، والدولية واستجابة للتطورات العالمية.
خلال العشر السنوات الماضية من عمر ثورة 21 سبتمبر المجيدة التي جاءت لتنتصر لإرادة الشعب اليمني في الحرية والاستقلال، شهد الوطن افتتاح العديد من الجامعات والكليات الحكومية والأهلية التي ساهمت في استيعاب أكبر عدد ممكن من مخرجات التعليم العام وتأهيله ليقوم بدوره في عملية البناء والتنمية.
هذا التقرير يسلط الضوء على إحدى منجزات ثورة 21 من سبتمبر، المتمثلة في 'جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية'، التي استطاعت الصمود وتجاوز التحديات والظروف الصعبة التي واجهتها خلال مسيرتها التعليمية وتمكن الطلاب من إكمال دراستهم الجامعية تحت أزيز الطائرات وقصف العدوان والوصول إلى هذه المرحلة من الريادة والتميز على المستوى المحلي والإقليمي.
انطلاقة جامعة 21 سبتمبر جاءت بموجب قرار رئيس اللجنة الثورية العليا رقم (161) للعام 2016م في الثامن من شهر رمضان 1437هـ الموافق 13 يونيو 2016م، لتأسيس أول جامعة حكومية طبية تطبيقية متخصصة على مستوى الوطن في ظروف استثنائية عصيبة جراء العدوان الذي قادته السعودية والإمارات وحلفائها أمريكا وأدواتها.
وتعد جامعة 21 سبتمبر من الجامعات المتخصصة في التعليم الطبي على مستوى الوطن وشهدت تحولات وتطورات نوعية في مختلف المجالات، وركزت منذ التأسيس على هذا النوع من التعليم لسد الفجوة وتلبية الاحتياجات من الكوادر الطبية التي تفتقر إليها البلد.
واستطاعت الجامعة وكلياتها ومراكزها العلمية أن تصمد وتستجيب لمتطلبات التطوير والوصول إلى أفضل مستوى تعليمي مطابق لمعايير التعليم والتعلم والجودة والاعتماد والارتقاء بمدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها، وصولًا إلى التميز رغم حداثة النشأة.
ويبرز التقرير الصادر عن الجامعة تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، الإنجازات التي حققتها الجامعة خلال الفترة من ( 2020-2025م) تنفيذاً لأهدافها ورسالتها.
البنية التحتية :
أظهر التقرير أن جامعة 21 سبتمبر، شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الخمس السنوات الماضية مقارنة بالخمس السنوات الأولى بعد التأسيس، حيث حققت نسبة نمو 300 بالمائة خلال الفترة ( 2020 -2025م) من خلال التوسع في المباني والأراضي التي تشغلها الجامعة، من مبنى المقر الرئيسي في حزيز المكون من أربعة طوابق خلال (2016-2019م)، إضافة إلى مبنى رقم 2 فرع الجامعة المكون من ثلاثة طوابق، والمبنى رقم 3 المكون من 12 طابقًا فضلًا عن مبنى العيادات الاستشارية، والحصول على قرار بتمليك أرض الجامعة بحي النهضة بمساحة ثلاثة آلاف و700 لبنة.
- الآليات والسيارات:
وأشار التقرير إلى أن الجامعة اكتسبت خلال الخمس السنوات الماضية أصولاً للآليات والسيارات بلغت ثلاث حافلات سعة 24 راكباً، وثلاث أخرى سعة 16 راكباً، وأربعة ميكروباصات بوكس، مقارنة بعدم امتلاك الجامعة أي وسيلة مواصلات خلال الخمس السنوات الأولى.
- البنية التنظيمية :
وحسب التقرير الصادر، شهدت البنية التنظيمية تطورًا كبيرًا من لائحتين خلال الفترة (2016- 2019م) هما لائحة تنظيمية غير موقعة، ولائحة موجهات صرف مختصرة لمستحقات أعضاء هيئة التدريس، إلى 15 لائحة تنظيمية خلال الفترة ( 2020 – 2025م ) بنسبة نمو 650 بالمائة.
وتضمنت اللوائح: اللائحة التنظيمية والتوصيف الوظيفي- الهيكل التنظيمي العام للجامعة - والهياكل الفرعية للقطاعات والوحدات الإدارية - اللوائح المالية، الأكاديمية، استراتيجية الجامعة 2020 -2025م، الموارد الذاتية - المكتبات والنشر - الدراسات العليا- التدريب السريري - شؤون الطلاب لنظام البلك لكلية الطب - لائحة شؤون الطلاب - دليل الدراسات العليا - والطالب الجامعي، ولائحة مركز الجودة.
- التأهيل والتدريب :
وتطرق التقرير إلى مستوى التأهيل والتدريب للجامعة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ عدد الكوادر الذين تم تأهيلهم وتدريبهم 132 كادرًا أكاديميًا ، موزعين على 9 في الدبلوم، و61 في البكالوريوس، و52 ماجستير، و10 دكتوراة، إضافة إلى 6 كوادر أكاديمية تم إيفادها إلى خارج الوطن، مقارنة بعشرة كوادر فقط تم تأهيلها خلال الخمس السنوات الأولى بعد التأسيس.
البرامج الأكاديمية :
وذكر التقرير أن الجامعة حققت قفزة نوعية في مجال افتتاح البرامج الأكاديمية خلال الخمس السنوات الماضية المواكبة لتطورات العصر واحتياجات سوق العمل، مقارنة بالخمس السنوات الأولى، وبنسبة نمو بلغت 300 بالمائة، حيث ارتفعت البرامج الأكاديمية من 5 برامج طبية منذ التأسيس، إلى 42 برنامجًا أكاديميًا، منها 20 برنامجًا في البكالوريوس، و4 برامج للدبلوم، واستحداث برامج الدراسات العليا لأول مرة، تمثلت في استحداث 10 برامج أكاديمية في مساق الماجستير، و9 برامج أكاديمية في مساق الدكتوراة.
وأفاد التقرير بأن البرامج الأكاديمية توزعت على نظام البكالوريوس،' الطب والجراحة، طب وجراحة الأسنان، تكنولوجيا صناعة الأسنان، صيدلة سريرية، فارما دي، طب مخبري، تمريض عالي، إدارة طبية، محاسبة، هندسة أجهزة طبية، معلومات، أمن سيبراني، ذكاء اصطناعي، عمليات، تخدير، تنفسية، أشعة، قبالة، تغذية علاجية، وعلاج طبيعي'.
فيما تمثلت برامج الماجستير التي تم استحداثها في الماجستير ' صيدلة سريرية، كيماء حيوية وبيولوجيا جزيئية، الأحياء الدقيقة الطبية والمناعة، علم الدم الطبي التشخيصي، صحة الأم وحديثي والولادة، وتمريض حالات حرجة، وتمريض باطني جراحي، تروية قلبية، رعاية تنفسية، إدارة صحية '.
وتضمنت البرامج الأكاديمية التي تم استحداثها خلال الفترة نفسها في مساق الدكتوراة 'الجلدية والعقم، النساء والتوليد، جراحة العظام، جراحة عامة وجراحة تجميل وحروق، المخ والأعصاب والعمود الفقري، طب وجراحة العيون، الطب الشرعي، جراحة قلب وأوعية دموية، وإدارة صحية'.
وبين التقرير أن إجمالي الطلاب الخريجين خلال الخمس السنوات الماضية بلغ نحو ألفين و 916 طالبًا وطالبة في مختلف التخصصات، وأكثر من 11 ألفاً و 125 طالبًا وطالبة مقيدين في الجامعة في مختلف التخصصات.
ووفق التقرير قامت الجامعة خلال الخمس السنوات الماضية بتوظيف وتثبيت أكثر من 415 كادرًا أكاديميًا، منهم 150 معيدًا، و45 مدرسًا، و214 أستاذاً مساعداً، وترقية 6 أكاديميين إلى أستاذ مشارك مقارنة بـ34 كادرًاً أكاديميًا لدى الجامعة خلال الفترة من (2016 -2019م).
وفيما يتعلق بالقاعات الدراسية ارتفعت من 8 قاعات، إلى 27 قاعة خلال الخمس السنوات الماضية بنسبة نمو 238 بالمائة، وارتفعت المعامل من 7 معامل إلى 20 معملًا طبيًا مجهزاً بأحدث التقنيات والمعدات والوسائل التعليمية الحديثة التي تواكب التطورات العالمية بنسبة نمو 186 بالمائة.
ولفت التقرير إلى أن الجامعة حققت إضافة نوعية في مجال الأتمتة والعنصر البشري حيث تمكنت من توظيف 37 خبيرًا تقنيًا لإدارة وتشغيل أكثر من 20 نظامًا الكترونيًا في الجامعة خلال الفترة نفسها والتي اعتمدت عليها الجامعة في إنجاز كافة المعاملات والوثائق والنتائج والاختبارات، وشؤون الطلاب والمالية، والقبول، وقنوات التواصل مع الطلاب وكافة الأنشطة والخدمات التابعة للجامعة.
كما أوضح التقرير أن الجامعة توسعت في توفير الطاقة الكهربائية ومنظومة الاتصالات، ووفرت خلال الخمس السنوات الماضية مولداً كهربائياً بطاقة 64 كيلو وات لمقر الجامعة في حزيز وتوفير خطين كهربائيين حكومي لمبنى فرع الجامعة 2 ، وخطين تجاريين لمبنى 3 بالخمسين، فيما تم توفير 22 خطاً هاتفياً أرضياً وخط انترنت عادي وخطي انترنت بالألياف الضوئية الفيبر، و10 خطوط موبايل للجامعة وفروعها.
وفيما يتعلق بمنظومة الرقابة المرئية والشاشات الذكية ركبت الجامعة خلال الخمس السنوات الماضية 64 كاميرا مراقبة في مبنى حزيز، و41 كاميرا في مبنى 2 ، و45 كاميرا في مبنى 3 ، بنسبة 369 بالمائة، وتوفير أكثر من 50 شاشة ذكية بمقاسات مختلفة توزعت بين 32، و43، 55، و65، و75، و85 بوصة، وبنسبة نمو 186 بالمائة.
وبشأن الأنشطة والفعاليات، ذكر التقرير أن الجامعة نفذت خلال الخمس السنوات الماضية، أكثر من أربعين ندوة وورشة عمل علمية، وأكثر من 10 مؤتمرات علمية، في مختلف المجالات والتخصصات، فيما بلغت الأنشطة والفعاليات والمبادرات والاجتماعات التي شاركت الجامعة فيها أكثر من 400 فعالية ونشاط ومبادرة واجتماع.
نجاح وتميز :
وكشف التقرير أن الجامعة حصدت 20 ميزة تنافسية ميزتها عن غيرها من الجامعات اليمنية، بأنها أول جامعة حكومية تًفتح بكوادر وأيادٍ يمنية، وتقع في محافظة صنعاء، ومتخصصة في العلوم الطبية والتطبيقية وتتبنى نظام التصحيح الإلكتروني ونقل التجربة للعديد من الجامعات.
وأضاف التقرير بأنها أول جامعة تقوم بعمل خطة الاحتياج الفعلي للكادر الوظيفي والأكاديمي واعتماده من الخدمة المدنية، وأول جامعة يتم تكريمها من وزارة الخدمة المدنية لحصولها على المركز الأول في المستوى الوظيفي، وإنجاز دليل تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات، وتطبيق مدونة السلوك، وأول جامعة تنفذ مؤتمرات علمية، لمناقشة أبحاث التخرج، وترفد القطاع الصحي بأكثر من ألف و 500 طبيب وطبيبة متميزين ذو كفاءة عالية خلال عامين، وأول جامعة تتبنى برامج التمكين في كافة التخصصات الطبية وفق أطر علمية حديثة بالتنسيق مع مجلس الاعتماد الأكاديمي.
وأرجع رئيس الجامعة الدكتور مجاهد معصار، الإنجازات التي حققتها الجامعة خلال الخمس السنوات الماضية، إلى الرؤية والطموح التي رسمتها والعمل بروح الفريق الواحد، والسعي لمواكبة التحولات النوعية التي يشهدها التعليم الجامعي محليًا وإقليميًا وعالميًا، وخاصة التعليم الطبي.
وأشار إلى أن جامعة 21 سبتمبر، مثلت نموذجًا للصمود في مواجهة تحديات جسيمة أفرزتها الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وثبتت في قلب هذه المعركة تكافح على ثلاث جبهات رئيسية، قلة الموارد المالية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية التي خلفها العدوان والحصار، وانعدام النفقات التشغيلية والمرتبات، ونقص الكوادر الأكاديمية المتخصصة في مختلف المجالات.
وتطرق رئيس الجامعة إلى مراحل التأسيس والصعوبات والتحديات التي واجهتها خاصة خلال السنوات الثلاث الأولى من التأسيس التي كانت حافلة بالتحديات بسبب تراكم الأخطاء الإدارية والاستراتيجيات غير المدروسة ما أدى إلى تجاوز الطاقة الاستيعابية وغياب التخطيط في القبول والتسجيل وتفاقم الأعباء المالية بالإضافة إلى نقص البنية التحتية والكوادر المؤهلة.
وأشاد بالجهود التي بذلت لوضع الحلول والمقترحات وتصحيح أوضاع الجامعة والاختلالات على عدة مراحل، وصولًا إلى إعادتها إلى مسارها الصحيح حتى أصبحت متفردة في كثير من الجوانب الأكاديمية والبحثية بين الجامعات اليمنية.
وأكد معصار الحرص على العمل الجاد والمنهجي ودراسة الوضع الراهن وتقييم البيئة الداخلية والخارجية واعتماد استراتيجيات علمية شاملة تضمنت تحديد نقاط القوة والضعف، ووضع خطط تنفيذية وأهداف مدروسة والبدء بتنفيذ أولويات تهدف إلى تحسين البنية التحتية واستقطاب الكوادر الأكاديمية المتخصصة وتحديث وتطوير المناهج والمقررات الدراسية.
ولفت إلى أن الجامعة تمكنت بفضل الله من تحقيق نقلات نوعية متسارعة، فقد ارتفع عدد الكليات إلى 9 كليات وتم إنشاء 6 مراكز واستحدثت أكثر من 40 برنامجًا أكاديميًا في البكالوريوس والدبلوم والدراسات العليا.
وذكر رئيس الجامعة أنه تم العمل على تعزيز الجانب التطبيقي بتطوير المعامل وتجهيزها بأحدث المعدات والوسائل التعليمية بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تدريبية مع عدد كبير من المستشفيات والمراكز، كما أبرمت الجامعة شراكات مع جامعات يمنية ودولية، والانضمام إلى عضوية اتحاد الجامعات العربية، مما عزز موقعها الأكاديمي وأتاح فرصًا أكبر لطلابها وأساتذتها للتميز والإبداع.
وأشاد بجهود قيادات الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وتكاتفهم لتحقيق هذه الإنجازات، مشيراً إلى أن هناك طموح لتحقيق المزيد من الإنجازات وفق خطط مدروسة ومراجعات مستمرة تضمن التجويد والتطوير المستدام.
إكــس