المشاكل التي تواجه شركة بوينغ تزعج هيئة تنظيم الطيران في الولايات المتحدة أيضاً

تتعرض إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، التي تعرضت لانتقادات حادة بعد تحطم طائرتين من طراز بوينج في عامي 2018 و2019، للانجرار مرة أخرى إلى دوامة تحيط بشركة صناعة الطيران الأمريكية الكبرى.

أدى الانفجار الدرامي الذي حدث في منتصف الرحلة في 5 يناير/كانون الثاني للوحة جسم الطائرة على متن طائرة تابعة لشركة خطوط ألاسكا الجوية إلى مغادرة سلسلة من كبار مسؤولي شركة بوينغ - بما في ذلك الرئيس التنفيذي ديف كالهون، الذي من المقرر أن يتنحى في نهاية العام - وانخفاض الإنتاج. من طراز 737 ماكس.

ولكن في الوقت الذي تواجه فيه بوينغ العديد من الاستفسارات وعمليات التدقيق في الولايات المتحدة وخارجها، فقد أكدت مراراً للمنتقدين أنها تعمل 'بشفافية كاملة وتحت إشراف' الجهات التنظيمية لإدارة الطيران الفيدرالية.

ولم تتمكن إدارة الطيران الفيدرالية، التي شهدت قدوم ورحيل أربعة رؤساء منذ أغسطس 2019، من التهرب من نصيب من المسؤولية.

وقال السيناتور ريتشارد بلومنثال، الذي يرأس لجنة فرعية تحقق في ممارسات السلامة في شركة بوينغ: 'يجب أن تخضع إدارة الطيران الفيدرالية للمساءلة أيضًا'.

وبعد حادثة اللوحة في يناير/كانون الثاني، أرسلت الوكالة فريقا لتفقد مصانع بوينغ، ومنحت الشركة 90 يوما لتقديم 'خطة عمل' لمعالجة العديد من مجالات المشاكل.

الإبلاغ الذاتي

وقال جيف جوزيتي، مستشار الطيران والرئيس السابق: 'أعتقد أن إدارة الطيران الفيدرالية تبذل قصارى جهدها وقد قامت بتحسين مراقبتها لطائرات بوينج بشكل كبير' منذ حادثتي تحطم الطائرة قبالة إندونيسيا وفي إثيوبيا عامي 2018 و2019، والتي أودت بحياة 346 شخصًا. من قسم التحقيق بالوكالة.

وأضاف: 'لكنهم فشلوا في اكتشاف مشاكل الإنتاج'، مشيراً إلى أن إدارة الطيران الفدرالية اعتمدت على مدى عقود على الشركات المصنعة نفسها 'للإبلاغ الذاتي عن المشاكل'.

لقد قامت إدارة الطيران الفيدرالية، التي تعاني من نقص الأموال والموظفين، بتفويض مهمة ضمان الجودة منذ فترة طويلة إلى الموظفين المعتمدين مسبقًا من الشركات المصنعة للطائرات.

وقال حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران غير الربحية، إن ذلك يخلق 'تضاربا في المصالح'.

وقال: 'يجب أن يكون هناك تحول حيث تتحمل إدارة الطيران الفيدرالية المزيد من المسؤولية المباشرة للرقابة'.

وقال، مثل جوزيتي، إنه شهد بعض التحسن، لكنه يعتقد أن إدارة الطيران الفيدرالية يجب أن ترسل المزيد من مفتشيها - وألا تفوض الكثير من السلطات التنظيمية للمصنعين.

وأضاف شهيدي 'سيستغرق هذا بعض الوقت وسيحتاج إلى اليقظة'.

وقال ريتشارد أبو العافية، المدير الإداري لشركة الاستشارات AeroDynamic الاستشارية، إن الوكالة 'تسير على الطريق الصحيح الآن'.

وقال: 'إنه شيء لا يمكن تصحيحه من خلال الإشراف والموارد الإضافية'.

تمويل قياسي

وتعتمد هذه الموارد بشكل مباشر على الكونجرس الأمريكي، وقد وافق مجلس الشيوخ يوم الخميس على مبلغ 'قياسي' من تمويل الوكالة للسنوات الخمس المقبلة.

وقالت السيناتور ماريا كانتويل، التي ترأس لجنة التجارة والعلوم والنقل: 'نحن بحاجة إلى أن نظهر (للجمهور) أننا نطالب وننفذ ونحاسب إدارة الطيران الفيدرالية على معيار ذهبي للسلامة'.

وأضاف كانتويل أن مستوى التمويل 'القياسي' سيسمح لإدارة الطيران الفيدرالية بتكثيف عمليات التفتيش.

ولا يزال يحتاج إلى موافقة مجلس النواب قبل أن يتمكن الرئيس جو بايدن من التوقيع عليه ليصبح قانونًا.

وقد تفاقم نقص العاملين المؤهلين في الصناعة، من الميكانيكيين إلى المهندسين، بسبب الوباء، مما أثر على كل مرحلة من مراحل التصنيع - من شراء الإمدادات إلى الإنتاج والصيانة.

وقال جوزيتي: 'من الصعب توظيف الحرفيين الجيدين والاحتفاظ بهم، حتى بالنسبة لشركة بوينغ'.

وقد كافحت إدارة الطيران الفيدرالية على وجه التحديد لتلبية احتياجات التوظيف لأن العمال يمكنهم الحصول على أجور أعلى ومزايا أفضل في القطاع الخاص.

وأظهرت التحقيقات في حادثتي تحطم طائرة بوينج في عامي 2018 و2019 أن الشركة أخفت عن عمد مشاكل إدارة الطيران الفيدرالية في نظام برمجي مرتبط بالحوادث، حسبما قال المبلغ عن المخالفات جو جاكوبسن للجنة بلومنثال في منتصف أبريل.

وقال جاكوبسن، الذي عمل لدى إدارة الطيران الفيدرالية لمدة 25 عامًا بعد 11 عامًا مع شركة بوينج، إن الوكالة أصبحت 'أسيرة جدًا لشركة بوينج'.

تتبع إدارة الطيران الفيدرالية وزارة النقل الأمريكية، التي فتح مفتشها العام في يونيو 2022 تدقيقًا في إشراف الوكالة على إنتاج 737 و787. ومن المتوقع صدور التقرير النهائي هذا الصيف.

وخلص مكتب المفتش العام بالفعل في عام 2021 إلى أن 'نقاط الضعف في عمليات التصديق والتفويض من إدارة الطيران الفيدرالية أعاقت إشرافها على الطائرة 737 ماكس 8'.