الأسطول الخامس يصادر ترسانة أسلحة في بحر العرب

البحرية الأميركية لم تكشف عن وجهة القارب 'عديم الجنسية'... فهل كانت رسالة إلى 'الحوثي' بعد موقفه من المفاوضات؟

كشف الأسطول الخامس الأميركي عن سيطرته على ترسانة من الأسلحة الهجومية متعددة الاستخدامات في بحر العرب، يُعتقد أنها متجهة إلى ميليشيا جماعة أنصار الله الحوثيين المتمردين في اليمن.

جاء ذلك في بيان نشرته القيادة المركزية للبحرية الأميركية على حسابها في 'تويتر' في وقت متأخر من ليل السبت، السابع من مايو (أيار)، وثقته بصور وفيديو تعود للقارب المقبوض عليه، وهو محمل بالذخيرة المختلفة والبنادق والصواريخ المضادة للدروع وآلاف الأسلحة، وفقاً لروايتها.

'عديم الجنسية'

ولم يصدر بيان حتى الآن عن أي جهة يمنية أو أجنبية، تؤكد علاقتها بالقارب الذي قال الأميركيون إنه 'عديم الجنسية'، ولم تخض في التفاصيل المتعلقة بطاقمه، سوى الإفادة بأنه 'بعد إزالة كل البضائع غير المشروعة، تم تقييم صلاحيته للإبحار وبعد الاستجواب تم تزويد الطاقم بالطعام والماء قبل إطلاق سراحهم'.

ولفتت إلى أن المركب الشراعي، تم القبض عليه في المياه الدولية لشمال بحر العرب في 6-7 مايو الحالي، وتضمنت حمولته 'صواريخ موجهة روسية الصنع مضادة للدبابات وبنادق هجومية صينية من النوع 56، كما عشرات الصواريخ الموجهة الروسية الصنع المضادة للدبابات، وآلاف البنادق الهجومية الصينية من النوع 56، ومئات من مدافع رشاشة من طراز PKM وبنادق قنص وقاذفات 'أر بي جي'. إضافة إلى أجهزة بصرية متقدمة'.

وأكد البيان أن خبراء سفينة 'يو أس أس'، وفريق الحظر المتقدم لخفر السواحل الأميركي (AIT) اكتشفوا الشحنة التي وصفوها بغير المشروعة أثناء 'صعود روتيني للتحقق تم إجراؤه في المياه الدولية وفقًا للقانون الدولي'.

'تفويت فرصة كبرى'

ويأتي البيان الأميركي في وقت تقوم فيه واشنطن بجهود قالت إنها كبيرة، لإيجاد تسوية سياسية مقنعة بين الأطراف المتصارعة في اليمن بالتنسيق مع المبعوث الأممي إلى اليمن والدول المعنية في الإقليم، على وقع استعار المعارك في أبين وسط البلاد المنكوبة.

غير أن محاولات الولايات المتحدة اتهمت، الجمعة، المتمردين الحوثيين   بـ'تفويت فرصة كبرى' للمضي قدماً نحو حل للنزاع، برفضهم لقاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث في سلطنة عُمان.

وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية في ختام جولة إقليمية جديدة للموفد الأميركي المكلف ملف اليمن تيم ليندركينغ قادته خصوصاً إلى السعودية وعُمان، 'هناك اتفاق عادل مطروح على الطاولة من شأنه أن يريح على الفور الشعب اليمني'، وتابع البيان، 'لقد فوت الحوثيون فرصة كبرى لإبداء التزامهم السلام وتحقيق تقدم على صعيد هذا الاقتراح برفضهم لقاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة (مارتن) غريفيث في مسقط، خصوصاً وأن الحكومة اليمنية أبدت استعدادها للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للنزاع'، وأضاف، 'خلافاً لتصريحاتهم بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، الحوثيون يفاقمون الأوضاع سوءاً بمواصلة هجومهم على مأرب'.

ويبرر الحوثيون موقفهم من المفاوضات المطروحة بأنها لا تضيف جديداً، ويطالبون الحكومة والتحالف الداعم لها بوقف ما تسميه 'العدوان' أولاً قبل المضي في أي تسوية، هذا على الرغم من مبادرة سعودية سابقة، قامت فيها الرياض من جانب واحد بإيقاف عملياتها العسكرية إلا في إطار الرد على الهجمات التي تستهدف أراضيها أو مناطق نفوذ حلفائها اليمنيين.

حملة شرسة

وكانت الأمم المتحدة قد أعربت، الأربعاء، عن أسفها لعدم تحقيق تقدم في محادثات السلام الرامية إلى وضع حد للحرب المدمرة الدائرة في اليمن، عقب مفاوضات دبلوماسية مكثفة بين أطراف النزاع استمرت أسبوعاً في الخليج لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتسعى الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المدعومة من السعودية.

ويحاول الحوثيون السيطرة على مدينة مأرب وهي آخر معاقل الحكومة في الشمال منذ أكثر من عام، وقد كثفوا هجماتهم في فبراير (شباط) وشنوا حملة شرسة قتل فيها آلاف من الجانبين.