الصداقة والسفر.. (قواعد ذهبية) لرحلة بلا توتر

ما لا تعرفه كثيراتٌ أن الرحلات الجماعية، بين الصديقات، ليست دائمًا كما تُصوَّر على مواقع التواصل، أو في «جروبات» المجموعات، بل قد تكون أشبه برحلة إلى حقل ألغام عاطفي، فخطوة واحدة خاطئة قد تفجّر صراعات نائمة منذ سنوات، بحسب زهرة الخليج.

وقد تبدو فكرة السفر برفقة من تحبين من الصديقات مغرية في بدايتها، فكل شيء يبدو مثاليًا، ابتداءً من اختيار الفندق، والصور الجماعية، وضحكات العشاء الأول. لكن مع مرور الأيام، تتقلص المسافات الجسدية، وتتآكل المساحات الشخصية، وفجأة يتسلل الضيق بصمت، من صديقة تتذمر بلا توقف، أو أخرى تقضي معظم الوقت على هاتفها، أو من تتأخر دومًا، فتشعرين بأن البرنامج اليومي أصبح رهينة مزاجها. وربما، دون أن تدري، تجدين نفسك تفكرين: «هل هذه فعلًا الصديقة، التي كنت أظن أنني أعرفها؟».

إن السفر يضع العلاقات تحت المجهر، ويكشف طباعًا قد تختفي في الحياة اليومية. إذاً، كيف تحمين صداقتك من ضغوط السفر الجماعي؟.. بل كيف تعودين أكثر قربًا، لا أكثر بُعدًا؟.. إليكِ مجموعة من «القواعد الذهبية» لمرافقتك في إجازة ممتعة.

- خريطة سفر واضحة الأنشطة والنفقات:

لكل واحدة منّا طريقتها الخاصة في السفر، فهناك من تحب الجداول المكثفة، التي تتضمن متاحف وجولات، وكل دقيقة محسوبة، وأخريات يرين أن العطلة وقت الراحة التامة، والكسل اللذيذ.

لذا، لا بد من التحدث بصدق قبل السفر، هل نفضل السهر، أم النوم المبكر؟.. هل نحب النشاط، أم الاسترخاء؟.. هل نحن مستعدات للقاء في المنتصف، يجمع رغبات وتفضيلات الجميع؟

ولا تنسَيْ مناقشة الميزانية، فهي أحد أسرع مسببات الخلاف، سواء تعلق الأمر بالفنادق أو المطاعم أو الجولات السياحية أو حتى قضاء وقتٍ في السبا. وتجب مناقشة الميزانية مسبقًا، فبعض الأشخاص لا يتقبلون غرفة بسيطة، وآخرون لا يقبلون بأقل من «خمس نجوم».

- لا تخافي من وضع حدود صغيرة:

الخصوصية، خلال السفر، قد تصبح شبه معدومة، خاصة في ظل مشاركة الغرف مثلًا، أو تقاسم النشاطات، وهو ما يتطلب وضع «الحدود الصغيرة». وهذه يتم تطبيقها بكل لباقة بالطبع، فمثلًا يمكنك الاعتذار عن المشاركة في نشاط لا يستهويكِ، واستأذني قبل وضع سماعات الأذن أيضًا، وضعي المجموعة في صورة رغبتكِ بتنفيذ نشاط فردي خاص بكِ، فبعض اللحظات الفردية تنقذ مزاج الرحلة عمومًا.

- المجموعة تتصرف كمجموعة:

حتى مع أعز صديقاتكِ، الوجود المستمر يسبب التوتر، لذا اتركي فترة بعد الظهر، أو قبل العشاء، دون خطط. وامنحي الجميع فرصة للتنفس، وتذكري أنه تُمنع الشكوى من صديقة أمام أخرى. نعم، فمن المغري، أحيانًا، أن نشتكي من تصرفات واحدة أمام أخرى، وهذا يزيد التوتر. وإذا انزعجتِ من شيء، فتحدثي مع المعنية مباشرة بلطف وصدق، واستخدمي عبارات لا تنم عن شكوى مباشِرَة، أو صيغ اتهام.