اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
في تطوّر لافت ضمن مجال علاجات التهاب المفاصل الروماتويدي، توصّل باحثون من جامعة جنوب أستراليا إلى خطة تمرين جديدة تساعد المرضى على تخفيف آلام المفاصل وزيادة القوة العضلية خلال ثمانية أسابيع فقط، بحسب الرجل.
وتستهدف الخطة مرضى الروماتويد، وهو اضطراب مناعي ذاتي يهاجم أنسجة المفاصل ويؤدي إلى تورّم مزمن وألم حاد. الفكرة الجوهرية في البرنامج تكمن في استخدام أشرطة ضاغطة تُلفّ حول الأطراف خلال أداء تمارين المقاومة، مما يُقلل من تدفّق الدم مؤقتًا ويُحفّز العضلات للعمل بجهد أكبر حتى مع أوزان خفيفة.
الدراسة التي نُفذت على نحو 100 مريض، أظهرت أن ممارسة هذا النوع من التمارين بمعدل جلستين أسبوعيتين مدة كل منهما ساعة واحدة فقط، أدى إلى تحسّن ملحوظ في مستويات الألم، ونطاق الحركة، والقوة العضلية. وقد عبّر الباحثون عن أملهم في أن يُدمج هذا النموذج التدريبي في الخطط العلاجية داخل المؤسسات الصحية، إلى جانب الأدوية البيولوجية مثل 'أداليموماب' (adalimumab)، التي تُستخدم للحد من نشاط جهاز المناعة لدى المرضى.
حزام ضغط بدل الأوزان الثقيلة.. وتقوية من دون ألم
ما يجعل هذا البرنامج مميزًا هو اعتماده على حزام ضغط دموي يُوضع على الذراع أو الساق لتقييد تدفّق الدم إلى العضلة أثناء التمرين، ما يُجبر العضلات على العمل بطاقة أكبر رغم استخدام أوزان خفيفة. ووفق الباحثين، فإن هذا الضغط المؤقت يؤدي إلى استجابة عضلية تُشبه تأثير التمارين المكثفة، ولكن دون التسبب في إجهاد مفرط أو تفاقم أعراض الالتهاب.
الدكتور مارك راسل، أستاذ الروماتولوجيا في كلية كينغز كوليدج لندن، يرى في هذا التمرين مقاربة جديدة تستحق التوسّع والدراسة، مشيرًا إلى أن 'التمارين جزء أساسي من خطة العلاج، إلى جانب الأدوية، ولكن الكثير من المرضى يتجنبون الحركة خوفًا من تفاقم الأعراض، ما يؤدي إلى فقدان تدريجي في الكتلة العضلية'.
نتائج واعدة لمرضى يعانون من قيود جسدية
يُعاني مرضى الروماتويد عادةً من صعوبات في ممارسة الرياضة نتيجة الألم والتيبّس، ما يجعلهم أكثر عرضة لفقدان الكتلة العضلية، والإصابة بالهزال، وزيادة مخاطر السقوط والكسور. ولكن بفضل هذا البرنامج، استطاع المرضى رفع مستوى قوتهم دون الضغط على المفاصل أو التسبب في نوبات التهاب إضافية.
الدكتور هنتر بينيت، الباحث الرئيسي في الدراسة، أكّد أن هذا النوع من التمارين يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة المرضى، موضحًا: 'هو وسيلة فعالة لبناء القوة دون الحاجة إلى تحمّل الألم. وهذا يعطي المرضى شعورًا بالسيطرة والقدرة، خصوصًا لأولئك الذين شعروا طويلًا بالعجز أمام المرض'.