اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرًا موسعًا يكشف عجز الاحتلال عن كبح جماح قوات صنعاء في إسناد المقاومة، رغم تكرار الغارات الجوية واستنزاف الموارد المالية والعسكرية.
وتحت عنوان 'لم تنجح أي دولة في إخضاع الحوثيين.. فلماذا تستمر إسرائيل في المحاولة؟'، كشف التقرير عن حالة التعقيدات في المواجهة العسكرية المستمرة بين الكيان المحتل وصنعاء، وشكك في فعالية استراتيجية الاحتلال المعتمدة على القوة الجوية وحدها.
وقالت الصحيفة إن القوات المسلحة اليمنية التابعة صنعاء وبخلاف معظم الفاعلين في الشرق الأوسط، تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة بشكل منتظم، ما يُحدث اضطرابات يومية في حياة المستوطنين ويتسبب في تقليص عدد شركات الطيران الأجنبية الراغبة في استخدام مطار بن غوريون.
ولفت التقرير إلى أن الهجمات المتواصلة لم تتأثر بردع سلاح الجو الإسرائيلي، بل يبدو أن صنعاء لا تكترث بها، مستندًا في تحليله إلى رأي الباحثة كيندال التي ترى أن الحوثيين يمتلكون خبرة قتالية تمتد لعقود، إذ واجهت أقوى جيوش المنطقة، بما في ذلك التحالف الذي تقوده السعودية، وتحمّلت عشرات آلاف الغارات الجوية، دون أن تُظهر بوادر انهيار.
وأوضحت أن صنعاء تتمتع بقدرة غير عادية على تحمل الخسائر، وتتعامل مع المواجهات وفق منطلقات عسكرية ثابتة، مشيرةً إلى أن صنعاء تبني سرديتها الإعلامية عبر منظومة محكمة ومدروسة وفق ترتيبات هرمية ثابتة.
فيما وأفق الباحث 'لوفتون' كيندال الرأي، حيث يرى أن نضال صنعاء يتجاوز الجغرافيا كما ينفتح خطابهم على بعد إقليمي أوسع من خلال تحالفاتهم، وربطهم لقضيتهم بالدفاع عن فلسطين، مما يعزز حضورهم في الوعي العربي والإسلامي.
وأبرزت الصحيفة التكاليف العالية التي يتكبدها الاحتلال جراء غاراته في اليمن. بخلاف الولايات المتحدة، حيث لا تملك تل أبيب حاملات طائرات أو قواعد قريبة من اليمن، ما يجعل كل طلعة جوية مكلفة للغاية.
ولفت التقرير إلى أن تقديرات كل غارة تُكلّف ملايين عند احتساب الوقود والدعم اللوجستي والتسليح، في حين تعترف لوفتون بأن الغارات تهدف إلى 'إظهار القدرة'، لكنها تبقى محدودة الأثر على الأرض، لا سيما وأن صنعاء لا تملك سلاحًا جويًا يمكن استهدافه.
وأكدت الصحيفة أن صنعاء تتأقلم بسرعة مضيفة أن القيادات العسكرية والمدنية لصنعلء لا يُبدون استعدادًا للتراجع حتى لو انسحبت قوات الإحتلال من غزة، بل قد يُواصلون ضرباتهم نحو الدول المطبعة مع الاحتلال.
ويرى لوفتون، إن محاولات الاحتلال لتكرار سيناريو 'الاغتيالات' فاشلة سلفًا، لأن تراتبية العمل العسكري والأمني لصنعاء يعمل بنظام لامركزي لا يعتمد على رأس واحد، وتُقسّم نشاطها بين وحدات مستقلة نسبيًا. وتؤكد أن تجارب الاغتيال السابقة التي نفذتها السعودية وأميركا لم تُحدث أي تغيير حقيقي، ومعه يتجه الاحتلال لحالة من الفشل العسكري.