اخبار اليمن
موقع كل يوم -عدن الغد
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٢
بالنظر إلى فيسيولوجية التعقيدات والتدخلات التي ظلت تفرض نفسها على ملف الصراع اليمني طيلة سنوات الحرب فقد كان من الطبيعي حينها أن تبدو فرضية إنهيار خطوة تشكيل مجلس القيادة أمرا واردا، وليس محالا أن تبد تلك الخطوة يوما كغيرها من العقود والتحولات السياسيات التي لم يكتب لها البقاء طويلا، والتي لم تزل تزخر بها ذاكرة الصراعات باليمن ويحكيها التاريخ السياسي للبلد مع كل منعطف مماثل يستجد اليوم .
فتحولات الظرف السياسي بالأخير ليست عاملا ثابتا يمكن الإتكاء عليه دائما، ولذلك قلنا صبيحة إعلان نقل السلطة ان صفحة هادي لم تطو بعد رغم تاكيد مغادرته يومها كرسي السلطة من بوابة مشاورات الرياض وتوافق الأطراف السياسية كما زعم .
غير أنه هكذا فرضية لاتعني بالضرورة عودة هادي مجددا للسلطة، بل أبعد من ذلك، حيث أن ما يمكن أن تصنعه عملية إنهيار الواقع السياسي الحالي هو التأكيد مجددا على بقاء جميع الإحتمالات مفتوحة في ملف الأزمة اليمنية، وهي غالبا إحتمالات مكلفة ومقلقة في نفس الوقت .
ولعله من المهم جدا إستذكار حديث سابق تناولنا خلاله حيثيات التحول الأخير في ملف اليمن :
( نرى أن الموقف الدولي على إثر التطورات السياسية الاخيرة في ملف اليمن ذاهب إلى التمحور حول التعاطي مع خطوة تنحية هادي كأمر واقع فرضته الرياض يتطلب التعامل معه نوعا من المسؤولية المتسمة بالهدؤ والترقب ..
وهنا تكون السعودية قد وضعت نفسها في تحد كبير أمام العالم وإثبات مدى قدرتها السياسية والدبلوماسية على حلحلة مياة الأزمة باليمن ) .
في نهاية الأمر، يبقى ميزان المصالح القائم بين قطبي التحالف وحلفائهم الدوليين هو من يحدد مصير أي تحول سياسي داخلي يشهده ملف الصراع باليمن، وأمام تلك العلاقة البرجماتية كمعيار يتلاشى تأثير بقية المعايير الأخرى التي تستند إليها خطوة ذلك التحول .
محمد الثريا