اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في ظل واقع مليء بالتحديات، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي إحراز تقدم ملموس في تعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي للجنوب على الساحة الدولية.
هذا الأمر يؤكد نجاح استراتيجية الانفتاح على المجتمع الدولي، ويعكس ثقل الجنوب كطرف أساسي في معادلة الاستقرار وصياغة مستقبل اليمن والمنطقة.
فخلال السنوات القليلة الماضية، تحوّل الجنوب من مربع التهميش إلى مساحة التأثير، مدفوعًا برؤية وطنية متماسكة، وقيادة سياسية تقرأ التحولات وتتحرك وفق نهج واقعي ومدروس.
القيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، لعبت دورًا محوريًا في كسر جدار العزلة السياسية، عبر سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع سفراء ودبلوماسيين غربيين، وممثلي منظمات دولية.
هذه التحركات لم تكن مجرد علاقات عامة، بل حملت في جوهرها رسائل سياسية واضحة تعكس تمسّك الجنوب بحقه في استعادة دولته، وتؤكد انفتاحه على الشراكة الدولية لمواجهة التحديات المشتركة.
تعزيز الحضور الجنوبي في الفضاء الدولي ليس مجرد مكسب سياسي، بل هو خطوة استراتيجية تساهم في إعادة رسم خارطة الاعتراف الدولي، وتُجهض محاولات بعض القوى المتضررة من المشروع الجنوبي في تصوير الجنوب كمجرد تابع أو هامش في معادلة النفوذ.
الجنوب يقدّم نفسه اليوم كرقم صعب، وصاحب رؤية متكاملة في ملفات الأمن، والتنمية، ومكافحة الإرهاب، وحماية الممرات البحرية الدولية.
وقد استطاع المجلس الانتقالي أن ينقل مظلومية الجنوب من الإطار المحلي إلى المنصات الإقليمية والدولية، في إطار دبلوماسية وطنية قائمة على المصارحة وتقديم الحقائق كما هي، دون تزييف أو خضوع لضغوط سياسية.
هذه المقاربة عززت الثقة المتبادلة مع المجتمع الدولي، وفتحت المجال لبناء تفاهمات تستند إلى المصالح المشتركة، بدلاً من الإملاءات.
هذه النجاحات الخارجية تُمثل أحد أهم المسارات الداعمة لمشروع استعادة الدولة، إذ أنها تُحبط المخططات التي تسعى إلى طمس هوية الجنوب، وتُحاصر القوى التي تستثمر في الفوضى والإقصاء.
وبات من الواضح أن تعاظم الحضور السياسي والدبلوماسي للجنوب يشكل درعاً منيعاً ضد محاولات القفز على تطلعات شعبه، أو فرض حلول تنتقص من قضيته الوطنية.
كما أن تعزيز العلاقات الخارجية يفتح الباب أمام فرص تنموية واقتصادية أكبر، ويساعد على جذب الدعم الدولي للملفات الإنسانية والاقتصادية، وهو ما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين، ويُحصن الجبهة الداخلية في وجه كل محاولات الإضعاف.
نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في اختراق جدران التعتيم الدولي، لم يأتِ مصادفة، بل كان ثمرة تضحيات عظيمة، ورؤية سياسية ناضجة، وخطاب وطني عقلاني يعلي من شأن الجنوب، ويُمهّد لعودة دولته المستقلة بقوة الحق، وبدعم دولي آخذ في التوسع والثبات.