تحذيرات أوروبية من خيانة الحوثيين.. عمليات حماية السفن مستمرة رغم الاتفاقات

تواصل القوات البحرية الأوروبية عملياتها لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر مواجهة أي خطر محتمل من قبل ميليشيا الحوثي الإيرانية، على الرغم من انتهاء حرب غزة التي تحججت بها الميليشيات لشن سلسلة هجمات إرهابية ضد السفن التجارية العابرة من هذه الممر الاستراتيجي الهام.

وتأتي هذه التحركات العسكرية الأوروبية ضمن مهمة 'أسبيدس' (ASPIDES)، التي قامت مؤخرًا بعملية تأمين مرور عدد من السفن التجارية في المياه الغربية لليمن، بمشاركة الفرقاطة الإيطالية 'مارسيليا (MARCEGLIA)'، والتي رافقت القوافل البحرية لضمان اجتيازها مناطق الخطر بسلام. وأكدت المهمة أن العملية تأتي ضمن سلسلة من المهام الدفاعية الهادفة إلى حماية الملاحة في واحد من أكثر الممرات البحرية توتراً في العالم.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن القوات الأوروبية نفذت ثلاث عمليات مماثلة خلال أكتوبر الماضي، بينما تم تسجيل هذه العملية الجديدة في نوفمبر الجاري، ضمن جهود حماية الممر الجنوبي للبحر الأحمر، الذي شهد استهدافًا متكررًا من قبل الحوثيين باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، غالبًا ضد السفن التابعة لشركات غربية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وتكشف تقارير 'أسبيدس' أن القوة البحرية الأوروبية قدمت الدعم والحماية لأكثر من 1,230 سفينة تجارية منذ بدء مهمتها قبل نحو عامين، ضمن التفويض الأوروبي الرامي إلى ضمان حرية الملاحة البحرية وحماية البحارة، حيث يمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب نحو 12% من حجم التجارة العالمية.

وأكدت القيادة البحرية الأوروبية أن قواتها تعمل بكامل طاقتها في منطقة العمليات، بالتنسيق مع شركاء دوليين لضمان أمن الممرات البحرية، مشيرة إلى أن استمرار النشاط الأوروبي يعكس إدراكًا متزايدًا بخطورة تحويل الحوثيين البحر الأحمر إلى ساحة تهديد للتجارة الدولية، بما يتجاوز النزاع اليمني الداخلي ليصبح تهديدًا لأمن الطاقة والتجارة في المنطقة.

ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات الحوثية، رغم الاتفاقيات، يوضح أن أي 'شماعة' سياسية أو اتفاق مؤقت لا يمكن أن تعيد الأمان إلى الممرات البحرية، وأن الميليشيات مستمرة في اتباع سياسات إرهابية تهدد الملاحة العالمية، مما يضع أوروبا والدول المعتمدة على الممر تحت ضغط مستمر لتعزيز الأمن البحري في المنطقة.