اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحت عنوان “باختيار طريق السلام.. يخاطر نتنياهو بتفجير ائتلافه الحكومي”؛ تساءلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية هل ستفجّر خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الائتلاف الحكومي الهش لبنيامين نتنياهو؟ مُشيرةً إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش كان قد وضع خطوطه الحمراء قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع دونالد ترامب، وهدّد بالانسحاب من الحكومة.
وقد هاجم سموتريتش صباح الثلاثاء “مقايضة إنجازات ملموسة بأوهام سياسية واستسلام”. وكتب: “أطفالنا سيُجبرون مجدداً على القتال في غزة. هذا ما وصفه أينشتاين بالجنون الخالص.. تكرار الفعل نفسه مراراً وتكراراً على أمل الحصول على نتيجة مختلفة”.
واعتبرت صحيفة لوفيغارو أنه في حين حقق بنيامين نتنياهو انتصاراً سياسياً يوم الاثنين بتعديله خطة دونالد ترامب من أجل السلام في غزة، فإن المطالب الرئيسية لجناحه اليميني المتطرف لم تُؤخذ بالاعتبار، إذ لم يعد هناك حديث عن ضمّ غزة أو الضفة الغربية، ولا عن تهجير جماعي للفلسطينيين تمهيداً لاستيطان الأراضي.
والحقيقة، أن الائتلاف الذي شكّله نتنياهو في شهر ديسمبر عام 2022 يعتمد على رضا حلفائه من اليمين المتطرف القومي المتشدد. فمنذ بداية الحرب، هدّد الوزيران إيتمار بن غفير (حزب عوتسما يهوديت) وبتسلئيل سموتريتش (الحزب الصهيوني الديني) مراراً بإسقاط الحكومة عند أي بادرة تسوية بشأن غزة. فبالنسبة لهذين الوزيرين، فإن أي تنازل هو استسلام، وهما يطالبان بتوسيع الهجوم وضمّ الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
ويوم الاثنين، اضطر نتنياهو إلى الموازنة بين ضغوط ترامب المنزعج من مماطلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن السلام، وبين خطر انشقاق جناحه اليميني. يقول جوناثان رينهولد، مدير قسم العلوم السياسية في جامعة بار-إيلان لصحيفة لوفيغارو: “لا يمكن لنتنياهو المعزول على الساحة الدبلوماسية والمعتمد على حليفه الأمريكي، أن يرفض بشكل مباشر عرضاً من ترامب”.
وقد فرض الرئيس الأمريكي على الطرف الإسرائيلي تقديم تنازلات، منها الاعتذار المهين لقطر عن الضربات التي استهدفت أراضيها لاغتيال قيادات من حماس، إضافة إلى الإبقاء على ذكر احتمال قيام دولة فلسطينية، والدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية إذا أجرت إصلاحات في الحكم. وهذه كلها خطوط حمراء لليمين المتطرف قد تدفعه إلى الانسحاب من الحكومة، تقول صحيفة لوفيغارو.
لكن نتنياهو، من جانبه، رفض علناً جميع بنود الاتفاق التي لم يقبلها، حيث أكد مجدداً معارضته المطلقة لأي دولة فلسطينية أو لأي دور للسلطة الفلسطينية. وبعد المؤتمر الصحافي، خاطب جمهوره القلق بالعبرية، مؤكداً أن إسرائيل “ستحافظ على مسؤوليتها الأمنية في غزة”، وأن القوات الإسرائيلية ستبقى داخل القطاع، على الرغم من نص الخطة الأمريكية على انسحاب تدريجي وكامل.
ورغم التهديدات المتوقعة، لا شيء يضمن حتى الآن أن اليمين المتطرف سينسحب من الائتلاف ويُسقط الحكومة. فبعد تصريحاته النارية الأولى، تجنّب كل من سموتريتش وبن غفير إعلان قرار نهائي سريع، توضّح صحيفة لوفيغارو.
من جهة، فإن انسحابهما لن يمنع تبني الخطة الأمريكية التي تحظى بتأييد معظم الساحة السياسية الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، فقد تمكّن الوزيران، رغم ضعف وزنهما السياسي (6 نواب لبن غفير و7 لسموتريتش)، من تسريع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة غير مسبوقة منذ وصولهما إلى الحكم، حيث شهد العام الجاري صدور عدد من تصاريح البناء أكثر مما صدر خلال السنوات الخمس السابقة مجتمعة.
وقد لوّح سموتريتش عدة مرات بالانسحاب من الحكومة، قبل أن يتراجع في كل مرة. أما بن غفير، فقد نفّذ تهديده بعد وقف إطلاق النار عام 2025، لكنه عاد وانضم إلى الحكومة بعد أسابيع قليلة.
إضافة إلى ذلك، يدرك نتنياهو جيداً أن ائتلافه لن يصمد أشهراً طويلة بسبب الخلافات الجوهرية داخله، خصوصاً حول قضية تجنيد اليهود المتدينين المتشددين (الحريديم) في الجيش. ففي شهر يوليو، انسحبت الأحزاب الحريدية من الائتلاف بعد فشل الحكومة في الحصول على إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، تُذكِّر صحيفة لوفيغارو.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن قبول نتنياهو بالخطة الأمريكية، التي لم يكن بمقدوره رفضها، ينطوي على خطر سقوط حكومته. لكنه، إذا ما قادت خطة ترامب إلى إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، فسيستطيع أن يقدّم نفسه باعتباره الرجل الذي قاد إسرائيل إلى النصر.
وتنقل الصحيفة عن يعقوب كاتس من “معهد سياسات الشعب اليهودي” في القدس، قوله: “إذا ذهب إلى الانتخابات على هذا الأساس، فلا أرى كيف يمكن لأحد أن يهزمه”.