اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
يُحيي أبناء الجنوب يوم الخميس 2 أكتوبر، فعالية 'يوم اللغة المهرية'، وهو تقليد سنوي يعبّر من خلاله شعب الجنوب، وفي مقدمتهم أبناء محافظة المهرة، عن اعتزازهم باللغة.
اللغة المهرية إحدى أعرق اللغات السامية التي حافظت على حضورها في وجدان الأجيال، وظلّت شاهدة على أصالة الهوية الجنوبية الممتدة منذ آلاف السنين.
وتحمل هذه اللغة، مفردات فريدة وأساليب تعبيرية متجذرة، لا تمثل مجرد وسيلة تواصل، بل تعد مخزونًا حضاريًا يوثق حياة الإنسان الجنوبي وتفاعله مع بيئته وتاريخه.
وتحولت اللغة، إلى رمز جامع لأبناء المهرة خاصة، ولأبناء الجنوب عامة، بوصفها إرثًا حضاريًا ثمينًا يعكس تنوع وثراء الثقافة الجنوبية.
وفي ظل التحديات التي تواجه التراث اللغوي حول العالم، يحرص الجنوبيون على إحياء هذا اليوم كرسالة وفاء لهويتهم العريقة، وتأكيد أن اللغة المهرية ستظل حاضرة في الوعي الجمعي مهما تبدلت الظروف.
فهذه اللغة ضاربة في عمق التاريخ، وتعود جذورها إلى العصور القديمة التي سبقت العربية الفصحى، ما يجعلها من اللغات النادرة التي تحتفظ بخصوصيتها حتى اليوم.
وتولي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي، اهتمامًا بالغًا بالهوية الثقافية والتراث الجنوبي، ومن ذلك ما تزخر به محافظة المهرة من موروث لغوي وإنساني وحضاري.
فقد شدد الرئيس الزُبيدي في أكثر من مناسبة على أن صون هذا الإرث واجب وطني، يعكس الوفاء لتضحيات الأجيال، ويعزز الارتباط بالأرض والتاريخ.
كما أن يوم اللغة المهرية يمثل فرصة للأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي لإبراز الجهود الرامية إلى توثيق اللغة، ودعم المبادرات التي تسعى إلى تدريسها للأجيال، وإعادة الاعتبار لها في المناهج والبرامج الثقافية والإعلامية.
احتفال الجنوب بهذا اليوم هو تعبير صادق عن إدراك شعبه لقيمة الإرث المهرّي، الذي لا ينفصل عن المشروع الوطني الجنوبي في استعادة الهوية وبناء الدولة المنشودة.
وتبقى المهرة بما تمتلكه من لغة وحضارة وتاريخ، ركيزة أساسية في لوحة التنوع الجنوبي التي يعتز بها الجميع.