اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
تتواصل تداعيات الهجمات اليمنية التي استهدفت العمق الإسرائيلي خلال معركة إسناد غزة وتنعكس في نقاشات عسكرية وأمنية وإعلامية داخل كيان العدو إذ وفي أحدث هذه التداعيات نشرت صحيفة جيروزاليم بوست في الثاني من ديسمبر تحقيقاً موسعاً تحت عنوان 'مطار إسرائيل المنسي' محذرة من تجاهل الأمن والسلامة في مطار رامون الذي تعرض لهجوم يمني مباغت في السابع من سبتمبر الماضي.
وأكدت الصحيفة أن ما جرى في مطار رامون الواقع في أم الرشراش المحتلة لم يكن مجرد ضربة عابرة في موجة القصف المتصاعدة آنذاك على العمق الإسرائيلي بل شكل لحظة كاشفة ضربت ما تبقى من قناعة لدى المؤسسة العسكرية بأن الجبهة الداخلية قادرة على الصمود في حال توسعت الحرب أو طال أمدها.
ووصفت جيروزاليم بوست الضربة بأنها هجوم موجع كشف أكثر من ثغرة في محيط منشأة تعتبرها تل أبيب بديلاً لمطار بن غوريون ومساراً رئيسياً للحركة الجوية. وكشفت الصحيفة أن التحسن الأمني الذي قيل إنه جرى بعد الهجوم لم يكن كافياً وأن المطار بقي مهملاً من قبل الجهات الحكومية في كيان العدو وهي لغة قالت الصحيفة إنها لا تظهر عادة في الإعلام العبري إلا عندما تكون الصدمة أكبر من قدرة المؤسسة الأمنية على التغطية.
وبحسب التقرير الصادر عن ما يسمى مكتب مراقب الدولة ماتانياهو إنجلمان فقد أظهر التحقيق الرسمي الذي نشر بعد ثلاثة أشهر من الضربة أن الهجوم اليمني اعتمد أسلوب تحويل معقد ومفاجأة دقيقة مكنته من تحقيق النجاح.
ورأى خبراء إسرائيليون تحدثت إليهم الصحيفة أن الضربة لم تكن مجرد إصابة في صالة الركاب بل فجرت هشاشة حاولت تل أبيب إخفاءها منذ الأيام الأولى لمعركة إسناد غزة حين بدأت مسيرات وصواريخ صنعاء تصل إلى عمق لم يكن متوقعاً أن يتحول إلى مسرح اشتباك. وأكد الخبراء أن تلك الضربات كشفت أن الجبهة الجنوبية ليست محمية وأن المسافة الجغرافية لم تعد تشكل درعاً يمكن الركون إليه.
ونقلت جيروزاليم بوست عن مسؤولين في جنوب فلسطين المحتلة قولهم إن الهجوم على مطار رامون جاء نتيجة فقدان الموارد وقلة الاهتمام بالتهديد اليمني حسب تعبيرهم.
وأشار تقرير مراقب الدولة إلى أن سلطة المطار وشرطة الاحتلال ووزارة الصحة ونجمة داوود الحمراء قصرت في الاستعداد للرد على حدث قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا موضحاً أن شرطة الاحتلال فشلت في إنشاء آلية قيادة وتحكم وموظفين متخصصين لأمن المطار والتعامل مع أي طارئ مشابه لما حدث خلال الضربة اليمنية.
وتناولت وسائل إعلام عبرية أخرى التقرير واعتبرت أن ما كشفه يعكس حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن الضربات اليمنية كانت مؤلمة وأن الدفاعات المتطورة عجزت عن التصدي لها بل وعجزت في بعض الحالات عن اكتشافها كما حدث في هجوم رامون وقبل ذلك في الضربة الباليستية على مطار بن غوريون التي أصابت الهدف مباشرة دون اعتراض.
وتساءل محللون إسرائيليون كيف يمكن للاقتصاد الإسرائيلي أن يتحمل ضربة كبرى في منشأة حيوية بينما يظهر التقرير أن المطار البديل خاسر مالياً وضعيف طبياً ومنهك إدارياً مشيرين إلى أن استمرار الحرب وتصاعد الهجمات اليمنية سيجعل الوضع أكثر هشاشة.
وبحسب التحليلات بات مطارا رامون وبن غوريون اليوم مرآة تكشف تناقضات السياسة الأمنية لدى الاحتلال إذ تحولت منشأة صممت لامتصاص الصدمات إلى نقطة تبرز ضعف البنية المؤسسية أمام ضربات دقيقة ومدروسة مؤكدة أن إدارة التهديدات العابرة للحدود تحتاج إلى استعداد لا يرتبط بحجم المنشأة بقدر ما يرتبط بقدرتها على الصمود عند لحظة الاختبار.













































