ميرتس يعد بدعم كييف للحفاظ على "السلام" في ألمانيا    

برلين - تعهد المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الاثنين 28ابريل2025، مواصلة دعم أوكرانيا للحفاظ على 'السلام' في بلاده، وكشف عن بعض من أعضاء حكومته من بينهم وزير الخارجية المعروف بانتقاداته الشديدة لروسيا.

وأكد المحافظ البالغ 69 عاما والذي من المقرر أن ينتخبه البرلمان مستشارا في السادس من أيار/مايو، أن بلاده ستتحمل 'مجددا مسؤولياتها كقائدة في أوروبا ومع الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي' بعد سنوات من الانكفاء.

وأشار إلى أن دعم كييف إحدى أولوياته.

وأكد ميرتس أمام مسؤولي حزبه الاتحاد الديموقراطي المسيحي في مؤتمرهم الذي اعتمدوا فيه اتفاق تشكيل ائتلاف حكومي أبرم مؤخرا مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، أن 'نضال أوكرانيا ضد العدوان الروسي هو أيضا نضال من أجل الحفاظ على السلام والحرية في بلادنا'.

التحديات كثيرة أمام هذا المنافس السابق لأنغيلا ميركل والذي لا يتمتع بأي خبرة حكومية، وسيتولى القيادة في فترة اضطرابات جيوسياسية، مع حليف أميركي أصبح لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وتجبر هذه الاضطرابات ألمانيا وأوروبا على إنفاق مزيد من الأموال على الدفاع في ظل التهديد الروسي.

وأخذ المستشار المقبل الذي فاز معسكره المحافظ في الانتخابات العامة التي جرت في 23 شباط/فبراير، زمام المبادرة من خلال إقرار حزمة استثمارية عملاقة بقيمة مئات المليارات من اليورو لإعادة تسليح ألمانيا وتحديثها.

- دعم ثابت لأوكرانيا -

وكشف الاثنين عن أسماء عدد من وزراء حزبه، من بينهم يوهان فاديفول (62 عاما) الذي سيتولى حقيبة الخارجية. ومن المتوقع أن يكون الوزير الذي لا يعرفه عامة الناس تقريبا، رجل ميرتس المخلص في الشؤون الدبلوماسية، وهو مجال يضبط المستشار توجهاته تقليديا.

برز فاديفول، خبير قضايا السياسة الخارجية في البرلمان، في السنوات الأخيرة بمواقفه القوية للغاية لصالح المساعدات العسكرية لكييف، منتقدا تحفّظ المستشار الاشتراكي الديموقراطي المنتهية ولايته أولاف شولتس.

وندد مرارا برفض ألمانيا القاطع تسليم أوكرانيا صواريخ توروس البعيدة المدى، وهو الأمر الذي لم يستبعده ميرتس.

وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا صحيفة فرانكفورتر ألماينه تسايتونغ، قال فادفول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 'مخرب، وعدواني، ومتعطش' للغزو.

الوزراء المعينون الآخرون غير معروفين أيضا إلى حد كبير. ومن بينهم وزيرة الدولة السابقة للبيئة والنقل كاثرينا رايش (51 عاما) التي كلفت حقيبة الاقتصاد.

وهذا المنصب المنفصل في ألمانيا عن وزارة المالية التي من المقرر أن تكون من نصيب الاشتراكيين الديموقراطيين، حساس، خصوصا في وقت تمر فيه القوة الرائدة في أوروبا بأزمة خطيرة في نموذجها الصناعي، طالت قطاع صناعة السيارات الحيوي، وفاقمتها زيادة دونالد ترامب للرسوم الجمركية.

كما أن وضع الاقتصاد الذي لا يزال في حالة تدهور بعد عامين من الركود، يساهم أيضا في صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. وقد تفوق الأخير على المحافظين في استطلاعات الرأي الأخيرة، وهو يمثل بالنسبة لفريدريش ميرتس 'تهديدا' آخر لاستقرار ألمانيا.

- حزم في ملف الهجرة -

سيتولى ينس شبان، وزير الصحة السابق والمعروف مثل ميرتس بمعارضته لسياسة الهجرة التي اتبعتها أنغيلا ميركل، قيادة الكتلة البرلمانية المحافظة في البوندستاغ، وهو منصب يعتبر استراتيجيا.

وسيكون التحدي الرئيسي الآخر أمام حكومة ميرتس الوفاء بوعود الحملة الانتخابية بشأن الحد من الهجرة، في أعقاب العديد من الهجمات المميتة التي نفذّها أجانب وعززت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا الذي جاء ثانيا في الانتخابات.

وسيتولى حقيبة الداخلية ألكسندر دوبريندت من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري، وهو من أشد الداعين إلى الحد من الهجرة.

في الإجمال، سيتولى المحافظون عشرة مناصب وزارية، بينما سيحصل حليفهم الاشتراكي الديموقراطي على سبع حقائب، رغم أن الأخير تعرض لأسوأ نتيجة في تاريخه في الانتخابات التشريعية.

وما زال يتعين على أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي الموافقة على العقد الائتلافي، ومن المقرر أن يكشف الحزب أسماء وزرائه بعد التصويت. ومن المتوقع أن يظل بوريس بيستوريوس، وهو من المؤيدين الرئيسيين لكييف، في منصبه بوزارة الدفاع.