اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد تقرير أوروبي أن الهجمات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر تمثل تحولاً نوعياً في طبيعة النزاعات المعاصرة وأظهرت فعالية الاستراتيجيات منخفضة التكلفة وغير المتكافئة مقارنة بالقوى العسكرية التقليدية للأساطيل الغربية الحديثة.
متابعات صحفية-الخبر اليمني:
وأوضح موقع 'مودرن بوليسي' الأوروبي في تقرير نشره الأحد أن العمليات البحرية لقوات صنعاء أثبتت أن الاستراتيجيات غير المتكافئة غالباً ما تتفوق على القوة العسكرية التقليدية مشيراً إلى أن هذا التوجه يعكس انقلاباً في فهم الصراعات الحديثة حيث باتت جهات صغيرة قادرة على قلب الحسابات الاستراتيجية العالمية بتكلفة منخفضة.
وأشار التقرير إلى أن سر نجاح قوات صنعاء يكمن في استراتيجيات منخفضة التكلفة وعالية التأثير تجمع بين المرونة والقدرة على المناورة والدقة موضحاً أن القوات وسعت من نطاق تهديدها باستخدام الطائرات المسيّرة الهجومية والصواريخ الباليستية وأنظمة المراقبة منخفضة التكلفة لاستهداف السفن التجارية ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية ورفع تكاليف النقل.
وأكد التقرير أن هذه الاستراتيجيات تمكن قوات صنعاء من تحييد نقاط القوة لدى الخصوم وضرب نقاط ضعفهم مباشرة مشيراً إلى أن تفوق الأساطيل الغربية أصبح عديم الفائدة أمام طائرات مسيّرة صغيرة يصعب رصدها وتكلفتها لا تُقارن بالقطع البحرية العملاقة التي تستهدفها.
وأضاف التقرير أن محدودية قدرة البحرية الأمريكية والبريطانية على إيقاف هذه الهجمات تبرز أزمة في العقيدة الدفاعية التقليدية ورغم نشر واشنطن ولندن أساطيل قتالية متطورة إلا أن الهجمات اليمنية استمرت وأصابت أهدافاً ذات قيمة استراتيجية مؤكداً أن القوة الحقيقية لقوات صنعاء تكمن أيضاً في استغلال الترابط الاقتصادي العالمي عبر التأثير في أهم الممرات الملاحية الدولية.
ولفت التقرير إلى أن لهذه الهجمات أثر معنوي هائل حيث يجبر مجرد وقوع هجوم أو تهديد الشركات العالمية على إعادة تقييم خطوط شحنها ما يضاعف التأثير الاقتصادي لأفعال القوات أكثر من حجم الضرر المادي نفسه.
وأشار التقرير إلى أن قوات صنعاء أدركت سلاحا استراتيجيا فعالا ورخيصاً قادراً على إحداث نتائج ضخمة بحدود إمكاناتها المحدودة مؤكداً أن أزمة البحر الأحمر كشفت الحاجة إلى تحول جذري في استراتيجية الأمن العالمي وأن الاعتماد على الردع التقليدي لم يعد مجدياً.
واختتم التقرير بالقول إن الهجمات في البحر الأحمر ليست مجرد إرباك لحركة التجارة البحرية بل مؤشر على إعادة تشكيل عميقة للنظام الأمني الدولي وأن الاستراتيجيات غير المتكافئة قوّضت هيمنة الدول الكبرى وأظهرت هشاشة الهياكل الأمنية أمام التهديدات غير النظامية مما جعل البحر الأحمر اليوم ساحة تحولات استراتيجية بارزة في القرن الحادي والعشرين.













































