اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
4 مايو/ تقرير / منير النقيب
شهدت محافظة المهرة، البوابة الشرقية للجنوب، تطورات أمنية بالغة الخطورة، تمثلت في اندلاع اشتباكات مسلحة أعقبت عملية أمنية ناجحة نفذتها قوات محور الغيضة، أسفرت عن اعتقال القيادي في ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعو محمد أحمد الزايدي، في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عُمان.
وأعقب الاعتقال هجوم مسلح غادر استهدف القوة الأمنية الجنوبية في محاولة يائسة لتهريب القيادي المعتقل، ما أسفر عن استشهاد أحد أبطال محور الغيضة وإصابة عدد من الجنود، وسط تصعيد خطير يكشف حجم التحديات الأمنية التي تواجهها المحافظة.
وتؤدي قوات محور الغيضة بقيادة اللواء محسن مرصع الكازمي، دور بطولي ووطني وأن ما جرى يكشف يقظة القوات الجنوبية في مواجهة تسلل الجماعات الإرهابية، وأن هذه القوات تمثل صمام أمان للمهرة ومحيطها.
وامام تطورات المهرة مراقبون يطالبون بدعم ومساندة جهود اللواء الكازمي، وتوثيق كافة تحركاته التي تصب في حماية المحافظة من التغلغل الحوثي، وحماية المنفذ الحدودي الهام من محاولات الاختراق المنظم.
*شريان استراتيجي للجنوب
تتمتع المهرة بموقع جغرافي واستراتيجي هام يجعلها هدفًا دائمًا لأطماع الجماعات الإرهابية، إذ تمثل شريانًا اقتصاديًا وأمنيًا لدولة الجنوب الفيدرالية القادمة. وتؤكد الأحداث الأخيرة أهمية المحافظة كركيزة في المشروع الوطني الجنوبي، وضرورة حمايتها من محاولات تفخيخها أو تحويلها إلى ممر للعبور الحوثي أو قاعدة للمشاريع المشبوهة.
وتعكس التصريحات المتكررة للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي اهتمام القيادة الجنوبية بمحافظة المهرة، وحرصها على تمكين أبنائها من حماية محافظتهم وتعزيز دورهم في إدارة شؤونها بما يخدم الاستقرار والبناء.
*تواطؤ الإخوان مع مع الحوثي
ولعل أخطر ما كشفته هذه الأحداث، هو العبور السلس لعناصر الحوثي إلى محافظة المهرة، دون اعتراض يُذكر من مناطق تخضع لما يُسمى بـ'الجيش الوطني' المحسوب على حزب الإصلاح (الذراع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين)، ما يثير تساؤلات واسعة حول وجود تنسيق خفي بين الحوثي والإخوان في المناطق الحدودية.
ويؤكد مراقبون أن العلاقة بين الطرفين ليست مجرد تقاطع مصالح، بل مشروع مشترك لضرب الجنوب من مختلف الجهات، بدليل التراخي المقصود في التصدي لتحركات الحوثيين في مناطق النفوذ الإخواني، ما يضع علامات استفهام كبيرة أمام دور تلك القوات في تسهيل التسلل الحوثي.
*تحالفات مشبوهة
الأحداث الدامية في المهرة كشفت عن وجود تحالفات قبلية ومناطقية مشبوهة تدعم ميليشيا الحوثي، وظهر ذلك من خلال تحركات بعض المشايخ الموالين للجماعة، الذين يسعون إلى رهن المحافظة للتمويل الخارجي الداعم للمشروع الحوثي الطائفي.
ويعبر أبناء المهرة عن رفضهم القاطع لأي محاولات لجر محافظتهم إلى مربعات الفوضى والصراع، مؤكدين أن المهرة ستبقى جزءًا أصيلًا من المشروع الوطني الجنوبي، ولن تكون ساحة لتمرير المؤامرات أو الحروب بالوكالة.
*تحقيق شفاف ومحاسبة المتورطين
في ظل هذه الأحداث، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات الهجوم الإرهابي، ومحاسبة كل من ثبت تورطه أو تقاعسه، سواء كان من القيادات الأمنية أو السياسية أو من الشخصيات القبلية التي سهّلت العبور الحوثي أو قدمت له غطاءً لوجستيًا.
*قوات محور الغيضة
في المقابل، واصلت قوات محور الغيضة تقديم التضحيات الجسام لحماية المهرة من الاختراقات المتكررة، مسطرة ملاحم بطولية يُشيد بها أبناء الجنوب كافة. ودعا ناشطون وحقوقيون إلى فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون بحزم ضد الجماعات الخارجة عن النظام والنظام، دون تمييز أو تغطية سياسية.
*دور الانتقالي الجنوبي
يلعب المجلس الانتقالي الجنوبي دورًا محوريًا في حماية أمن واستقرار المهرة، بوصفها بوابة الجنوب الشرقية، ورفض كل محاولات تحويلها إلى ساحة لصراعات الأطراف المعادية أو ممرًا عبورًا للمليشيا الحوثية والإخوانية. وأكدت قيادات جنوبية أن المهرة تمثل نقطة ارتكاز في معركة استعادة الدولة الجنوبية، وهو ما يجعل استهدافها جزءًا من مشروع معادٍ للجنوب بأكمله.
*رسائل ابناء المهرة
ويجدد أبناء المهرة موقفهم الثابت في دعم الأمن والسلام ورفض الإرهاب الحوثي والإخواني، مؤكدين أن المحافظة لن تكون جسرًا للميليشيا نحو الجنوب، بل ستكون صخرة تتحطم عليها مشاريعهم التوسعية.
ويؤكد أبناء المهرة، في أكثر من مناسبة، أن الهوية الجنوبية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن تضحياتهم من أجل الاستقلال واستعادة الدولة لن تذهب سدى، داعين إلى رص الصفوف والتكاتف الشعبي لمواجهة كل محاولات العبث بالأمن والاستقرار.
* المهرة في قلب الجنوب
تُعد المهرة اليوم عنوانًا واضحًا لمعادلة الصراع في الجنوب، حيث تتقاطع فيها مشاريع الأطماع والتدخلات، لكن أبناءها يثبتون في كل مرة أنهم صمام أمان الجنوب، وأنهم على استعداد للتضحية في سبيل الكرامة والسيادة. ومهما اشتدت المؤامرات، ستبقى المهرة أرضًا عصية على الإرهاب، وحصنًا منيعًا لمشروع الدولة الجنوبية القادمة.